سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " إعلام "المطاريد".. سقط سقوطا مزريا.. ولكن لابد من "إعلام مصري" أبلغ حنكة وأكثر إقناعا "

بتاريخ: 26 سبتمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*أرجوك.. أجب عن السؤال: أنت أين كنت؟!!

*وأنتِ أيضا.. ماذا عن شوارع الرعب والخوف..؟!

*رءوس الإرهاب.. طارت في "الهواء"..!

*أرادوا فرض إرادتهم مرة أخرى على شعب مصر فكانت النتيجة.. أن خرجنا أكثر صلابة وأشد بأسا

*الرئيس السيسي تحدث عن إنجازات عصره أمام الأمم المتحدة .. ووقف الحاضرون .. مبهورين..ومشجعين

*إعلام "المطاريد".. سقط سقوطا مزريا.. ولكن لابد من "إعلام مصري" أبلغ حنكة وأكثر إقناعا

*حزب حديقة نقابة الصحفيين.. أعضاؤه عاشوا وماتوا.. دون أن يقدموا إضافة واحدة..!

*الآن.. من يتعلم الدرس.. هؤلاء المهيجون الكذابون أم نحن.. الذين ينبغي أن نتعاون جميعا.. على سد الثغرات.. ومواجهة حملات الزيف والضلال

*مهرجان"الجونة" في وادٍ.. والبلد في وادٍ آخر..!

*إيران.. وهل تربح الـ15 مليار دولار نظير أفعالها في الخليج.. والممرات المائية..؟

*من كان يصدق إفلاس "توماس كوك"..؟!

*ولماذا تتعدد عندنا عمليات البيع بالمزاد العلني..؟

قبل أن نتقابل من خلال هذا التقرير الأسبوعي الشامل.. اسمح لي أن أوجه لك سؤالا:

أين كنت بعد أحداث عام 2011 وعلى مدى ثلاث أو أربع سنوات متواصلة..؟

كما اسمح لي أن أذكرك بهذا الماضي الأليم من خلال نفس السؤال ولكن بصيغة أخرى :

هل نسيت شوارع الرعب والخوف التي طالما شهدت جرائم الخطف.. والسرقة والاغتصاب..؟

دعوني أجيب عن السؤالين وأحسب أني سأعبر عما يجيش في خاطرنا نظرا لأني عاصرت نفس الفترة كمواطن ضمن ملايين المواطنين الأسوياء الذين يقدرون على التمييز بين الخبيث والطيب وبين الحق والباطل.

ما بعد عام 2011 فقدت مصر مقومات الدولة بمفهومها الصحيح.. بعد أن انتهك حرماتها من انتهك من مروجي الأكاذيب والأباطيل الذين سبق أن وقفوا وسط ميدان التحرير يهتفون ويصفقون وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي ومحمد بديع وغيرهم.. لا لشيء .. إلا لأن الطريق قد أصبح مفتوحا لإقامة دولة الخلافة الإسلامية..!

كانت النتيجة .. أن تبدد رصيدنا من العملة الصعبة .. واشتدت موجة الغلاء.. وزاد عدد العاطلين ووقفنا في طوابير طويلة أمام محطات البنزين.. وانطفأت أضواء السينما والثقافة والفنون..وأصابتنا الحسرة على بلادنا .. وعلى حضارتها.. وعلى إنسانها الذي أخذ يفقد معنى الانتماء يوما بعد يوم وعلى حمامات الدم التي كانت تغرق الشوارع وعلى إغلاق أبواب المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي.. لمنع القضاة من ممارسة عملهم.. وترهيب المذيعين.. والمخرجين.. ومقدمي البرامج والفنانين والفنانات..!

***

أما بالنسبة لك أنت.. أيتها الابنة والحفيدة.. والزوجة .. والأم والجدة.. فلن تسقط من ذاكرتك أبدا العبارة الشهيرة.. التي أدمت القلوب.. "الانفلات الأمني"..!

 وقد مثل الانفلات الأمني هذا بالنسبة لك انهيار جسور الحماية وتبدد الأمل في حياة قوامها الاستقرار والأمان والطمأنينة لاسيما بعد أن تحولت الشوارع والميادين إلى شراك للخطف والسرقة.. والاغتصاب..!

بالله عليك.. هل تجرأت يوما وخرجت من منزلك بعد السادسة أو السابعة مساء دون أن يكون بجانبك.... الأخ .. أو الأب.. أو الزوج..؟!

ومع ذلك .. لم يسلم هؤلاء جميعا .. من نفس الأيادي الآثمة التي خربت ودمرت وقتلت.. و..و..!

***

طبعا.. الآن.. الموقف مختلف تمام الاختلاف  فالاحتياطي يزداد حجمه يوما بعد يوم.. ومعدلات التضخم تنخفض.. ونسب البطالة تتراجع..

أيضا.. عادت لأجهزة الأمن سلطاتها "المشروعة" والقانونية.. فمارست مهمتها لفرض الانضباط في الشارع الذي خلا من عناصر الشر.. وبالتالي عاد الأمان للفتيات والسيدات اللاتي يتحدثن هن أنفسهن أمام العالم عن مظلات الحماية التي توفرها لهن الدولة في شتى مجالات الحياة.

***

إذن.. شيء طبيعي وبديهي.. أن يتحرك"الأوباش" الذين تربطهم علاقات الغل والحقد والكراهية في محاولات يائسة لإعادتنا إلى نقطة الصفر فهل هذا يمكن قبوله..؟!

بكل المقاييس.. لا.. وألف لا.. وبذلك نكون قد وصلنا إلى بيت القصيد.. الذي وقفنا أمامه نرى رءوس الإرهاب تتطاير والمرجفين من وراء الحدود.. وهم يجرون أذيال الخيبة والعار.

ليس ذلك فحسب.. بل يكفينا أننا خرجنا بعد تلك المحاولات العبثية ونحن أكثر صلابة وأشد بأسا.. وبالتالي وقف الرئيس السيسي شامخا مرفوع الرأس وهو يتحدث أمام الأمم المتحدة موقنا بأن جموع شعبه تحوطه وتسانده .. وتؤكد له من جديد أنها ماضية في استئصال جذور الشر حتى يوم الدين..!

***

أما بالنسبة لإعلام المطاريد الذين ينفثون سمومهم من خلال قنوات الغل والحقد في تركيا وقطر.. فقد سقطوا سقوطا مزريا.. بعد أن ثبت أن تهييجهم الزائد لم يأت بنتيجة.. وأن تحليلاتهم الساذجة.. لا تمت للواقع بصلة.. فانصرف الناس عنهم ونظرت إليهم جمعيات الإعلام واتحادات الكتاب والمفكرين والصحفيين على أنهم أعجاز نخل خاوية.

***

على الجانب المقابل وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا فلابد لنا من إعلام أبلغ حنكة وأكثر إقناعا.. إعلام يمارسه أناس أكفاء بمهنية وعلم وخبرة وإدراك واسع وشامل وسليم لحقائق الأشياء..

أما الإعلام الذي يصور جميع تلك الأشياء على أنها وردية وجميلة وحلوة فلا أعتقد أنه يمكن أن يكون له مكان خلال المرحلة القادمة.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذ كر .. وتأكيدا لما سبق أن ذكرته.. بأن مثيري الشغب .. هم .. هم.. في كل زمان ومكان.. أحكي لكم هذه الحكاية الطريفة..!

زمان.. وبالتحديد في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان مبنى نقابة الصحفيين القديم.. به حديقة صغيرة لا تتعدى مساحتها عدة أمتار مربعة.. لكنها كانت أشهر من مبنى النقابة ذاته.. حيث كان يحتلها.. ويجلس فوق مقاعدها المتهالكة كل من افتعل أزمة مع  رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها أدت إما إلى عدم نشر إنتاجه الذي يقدمه والذي يكون غالبا غير صالح للنشر.. أو تم حرمانه من مكافآت التميز.. أو الترقية.. أو.. أو..!

هؤلاء أطلق عليهم حزب الحديقة حيث يمضون ساعات طويلة من الليل والنهار.. ليس لهم من حديث سوى الهجوم على القيادات.. والمطالبة بعزلهم .. والتنديد بما يتخذونه من قرارات..!

المهم.. ما أريد أن أخلص إليه.. أن أعضاء هذا الحزب "الوهمي" .. عاشوا وماتوا دون أن يضيفوا كلمة واحدة تفيد النقابة.. لأنهم ضيعوا حياتهم في ممارسة دور المعارضين الذين لا يعجبهم العجب رغم تغيير القيادات وتولي أخرى جديدة مع مرور الأيام..!

واستنادا إلى كل تلك الحقائق.. فنحن نعود لنكرر نفس السؤال ولكن بصيغة مختلفة:

من يتعلم الدرس إذن.. هؤلاء المهيجون الكذابون.. أم نحن الذين ينبغي أن نتعاون جميعا على سد الثغرات ومواجهة حملات الزيف والضلال..؟!

الإجابة لا تحمل لبسا ولا تأويلا فالدور علينا ولا شك .. خصوصا ونحن نملك الأدوات.. العقول والمواهب.. والملكات .. فتلك كلها قادرة على  دحض الأراجيف.. والأباطيل..!

ودعونا نجرب ونرى..!

***

وباعتبار أن الأحداث كلها مترابطة ببعضها البعض سواء التي دارت وقائعها منذ عقود من الزمان.. أو تلك التي مازالت تحتل الأولوية من قائمة الاهتمامات.. فيبدو غريبا أن هذا التجمع الفني الذي أسموه بمهرجان الجونة.. لم تخرج عنه تصريحات توضح للمشاركين فيه على الأقل.. أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها مصر.. وكيفية مواجهتها..!

لقد اكتفى هذا التجمع –كما هي عادته- بالتوقف أمام أزياء الفنانات سواء العارية منها أو المستترة إلى جانب شيء من الاهتمام بتراث إحسان عبد القدوس. وللعلم.. وحتى يدرك القائمون على مهرجان الجونة الأهداف الحقيقية.. من وراء إقامة تلك المهرجانات أن تكون شاملة الأهداف والوسائل وأن يأخذوا في اعتبارهم أن الفن والسياسة .. والأمن كلها عناصر مرتبطة ببعضها البعض..

ولعل الرسالة تكون قد وصلت..

***

ثم.. ثم.. ها نحن ننتقل عبر هذا التقرير إلى منطقة ساخنة أخرى في منطقتنا.. منطقة الشرق الأوسط .. وأقصد بها منطقة الخليج الذي يغلي فوق بركان ساخن منذ أن أخذت إيران تطلق تهديداتها النارية وتحذر.. وتتوعد .. وسط تهديدات مماثلة من أمريكا..!

الآن.. يبدو أن إيران ستكون هي الرابحة في نهاية هذه الحرب الباردة.. حيث اشترطت حصولها على 15 مليار دولار نظير قبول المفاوضات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وبعدها تفكر ما إذا كانت ستنفذ الاتفاق النووي الذي سبق إبرامه عام 2015 أم لا..؟

تُرى.. ماذا سيكون موقف الرئيس الأمريكي.. هل يوافق.. أم يرفض.. أم يطالب الوسيط الفرنسي بالتوسط لدى الإيرانيين بخفض المبلغ المطلوب..؟!

كل تلك الأسئلة سوف تكشف عنها الأيام القليلة القادمة.

***

أخيرا لقد تأثرت الأسواق السياحية والاقتصادية في العالم بإعلان شركة توماس كوك إفلاسها.. وإلغاء جميع برامجها التي سبق إبرامها مع زبائنها من قبل..!

يقولون إن الشركة لم تتحمل الخسائر الفادحة التي تمنى بها عاما بعد عام.. فاضطرت إلى الرحيل.. لتصبح مجرد ذكرى شأنها شأن الكثيرين في هذا العالم..!

وكما أن هذا الخبر أثار دهشة المراقبين في أرجاء شتى فهل هذا يعني أن السياحة لم تعد الاستثمار الأمثل لرأس المال كما كان حالها من قبل..؟!

أم الأمر يتعلق بسوء إدارة.. أو قلة إمكانات أو..أو..؟!

وبالمناسبة.. ماذا عن تلك المزادات العلنية التي تقام عندنا بين كل يوم وآخر لبيع ممتلكات بعض الشركات لسداد الديون.. هل السبب اقتصادي بحت.. أم شخصي.. أم جاء نتيجة تراكمات سنين وسنين..؟

عموما.. ندعو الله سبحانه وتعالى أن يقيل من عثرة كل من ضاقت بهم السبل.. وأغلقت الأبواب دون أحلامهم وطموحاتهم.

إنه نعم المولى ونعم النصير.

***

و..و..وشكرا