*أبدا.. صبر المصريين لن ينفد
*منذ اليوم الأول لتطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي أكدنا عزمنا على التحمل.. والسير حتى نهاية الطريق
*قالوا لنا: الخير آتٍ.. وبالفعل أتى.. وفي انتظار المزيد
*من لا يروقهم خفض أسعار البنزين 25 قرشا:
ما علاقاتهم بالاقتصاد.. أو بالوطن عموما..؟!
المصريون أناس خلقهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا أهلا لتحمل المسئولية.. يعملون.. ويكدون ويجتهدون..ويصبرون.. وهم والحمد لله ينتشرون في الأرض ويمشون في مناكبها ليأكلوا من رزق رب العباد أجمعين.
***
من هنا.. وحتى لا ننسى فنحن عندما وضعنا برنامجا للإصلاح الاقتصادي عام 2016 .. فقد كان ذلك هو خيارنا.. وهدفنا الأساسي بعد أن استشعرنا حجم الخطر لو تركنا الأمور على ما هي عليه منذ عدة عقود.
وبالتالي لم نشكُ ولم نتبرم طوال سنوات الإصلاح الأربع.. بل بالعكس كنا دائما ومازلنا.. نرسم ملامح المستقبل ببسمات الأمل والتفاؤل... وفي كل مرة كان يأتي إلينا صندوق النقد الدولي ليجري مراجعة من مراجعاته.. ورغم أننا نعرف أن هذه المراجعة سيتتبعها ارتفاع في الأسعار.. لم نضق ذرعا.. بل كل ما هنالك كنا نتساءل:
ومتى نجني ثمار هذا الإصلاح؟
ودائما كان يأتي الرد:
الخير قادم.. الخير قادم..!
وإنصافا للحقيقة ظهرت أولى بشائر هذا الخير من شهور قليلة عندما زادت المرتبات بل تضاعفت وانخفضت الأسعار إلى حد ما في نفس الوقت الذي لم نتهاون فيه في مكافحة الإرهاب.. بل استمرينا في تنفيذ العملية الشاملة سيناء 2019بكل جرأة وقوة وشجاعة حتى أجبرنا الإرهابيين وأذنابهم على أن يعترفوا بأن الله حق.. وأن شعب مصر عصي على الخضوع أو الاستسلام للمضللين.. والكذابين.. وسفاكي الدماء..
***
على الجانب المقابل أقمنا ونقيم المشروعات العملاقة في مجالات شتى.. ولمَ لا.. بينما أي شعب في الدنيا يتمنى أن يلتف حول مشروع "عملاق واحد" يثبت من خلاله جدارته وكفاءته وعلمه وعمله.. ليكون شاهدا أمام التاريخ.
نعم.. ربما كانت هذه المشروعات أزيد حجما من توقعاتنا ومن دوائر أحلامنا لكنها –كما ذكرت- عنوان للإرادة ورمز للتحدي ورصيد هائل لنا ولأولادنا ولأحفادنا فيما بعد.. مما جعل البعض يتساءل:
ألا ينبغي أن نستمتع بثمار الإصلاح أولا.. ثم نتفرغ بعد ذلك لبناء هذه الصروح الضخمة..؟
ورغم أن هذا ليس مرتبطا بذاك.. إلا أن إرادة الجماهير يحسب حسابها.. بصرف النظر عن الدوافع.. أو الأسباب أو الخلفيات.. ومن هنا صدرت القرارات العاجلة بصرف بطاقات التموين وخفض أسعار البنزين.. واتخاذ الإجراءات الفعالة والحاسمة لضبط الأسعار ومطاردة الغشاشين.. والطماعين والجشعين.. وأتصور أن ثمة قرارات أخرى في الطريق من شأنها توفير وسائل الحماية الاجتماعية لمختلف فئات الشعب لاسيما الطبقة المتوسطة.. وما أدناها..!
في نفس الوقت الذي ارتفع فيه سقف التسهيلات للمستثمرين حتى يتمكن أصحاب رأس المال من إقامة مشروعاتهم في يسر ودون تعقيدات بشرط أن يفتحوا أبواب العمل الحقيقي أمام الشباب وليس العمل العارض المؤقت الذي تزداد سلبياته على إيجابياته.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد ترددت كالعادة بعض الأصوات التي يتساءل أصحابها في خبث:
Xولماذا الآن .. وقد كنا نتوقع الزيادة وليس العكس..؟!
وإلى هؤلاء المرجفين في المدينة أقول إن القائمين على تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي أعلنوا صراحة وعلنا عند نهاية المرحلة الأخيرة من هذا البرنامج في 24 يوليو الماضي.. أنه سيتم تعديل أسعار بيع الوقود بالتجزئة صعودا أو هبوطا.. وفقا لما يجري في العالم..!
لكن المشكلة أننا مازلنا حتى الآن نعاني من أزمة عاتية هي أزمة الأمية السياسية قبل أمية القراءة والكتابة.. فضلا عن الرغبة المريبة لدى البعض في تهييج مشاعر الناس..!
***
نفس الحال بالنسبة لقلة مبلغ الخفض وهو الـ25 قرشا.. والزعم بأن هذا المبلغ زهيد.. لا يقدم ولا يؤخر..!
أيضا.. نقول لهؤلاء.. إن هذا المبلغ الزهيد الذي تثيرون اللغط حوله.. ينطوي على تأثيرات بالغة في مجالات شتى.. أهمها عمليات نقل السلع.. وكافة أنواع الخدمات التي سبق أن رفع أصحابها أجورهم رفعا خياليا..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
الآن.. حذار.. وألف حذار.. من الدخول في دوائر مغلقة قد يصبح الخروج منها صعبا أو مستحيلا .. بل ها نحن عرفنا.. وتفهمنا .. وازداد يقيننا بأن السفينة التي يقودها ربان ماهر شجاع لا تهزه الرياح سواء كانت شرقية أو غربية.. سوف تبقى دائما وأبدا .. في أمن وأمان.. ورعاية الله.
***