*آه.. لو لم يكن الجيش السوري قد تمزق!!
* لا كان أردوغان أو غيره يجرأون على الاقتراب!
*أعداؤه الأكراد انضموا لسوريا
*وصديقه اللدود "ترامب" غيّر موقفه خلال ساعات!
*خمسة أسئلة أوجهها للوالي العثماني المزعوم ومعها الإجابات الواقعية والمنطقية
تُرى لو أن الجيش السوري لم تتقطع أوصاله ولم تتبعثر أشلاؤه بين القبائل.. هل كان يمكن أن تترك إرادة الوطن على مائدة اللئام وغير اللئام .. لتصبح نهبا للبطون الجائعة والملآنة في آن واحد..؟!
ونحن الآن لسنا بصدد الحديث عمن هم وراء هذا التمزق.. فأوراق التاريخ مليئة بالوقائع والأحداث والتطورات منذ عام 2012 حتى الآن..!
لكن ما يهمنا.. أن هذا الجيش الذي ضاع ليلحق بسلفه جيش العراق قد فتح الأبواب أمام رئيس دولة جارة لكي تتوسع دوائر أحلامه في إعادة ما تسمى بالإمبراطورية العثمانية ليظل قابعا في قصر السلطان المنيف يأمر هذا.. ويقتل ذاك ويتآمر ضد الأسياد الحقيقيين الذين يملكون التاريخ والحضارة والقوة .. وأيضا الثروة.
وبالتالي وقع في المحظور وقام بمغامرته العسكرية لاحتلال شمال سوريا وقد بيّت بينه وبين نفسه شرا ينحصر في فرض أمر واقع.. معتمدا على أن مجلس الأمن أو جامعة الدول العربية ليس في مقدورهما اتخاذ إجراءات عملية وحاسمة لإجباره على سحب قواته..!!
وقد كان..!
***
ومع ذلك فقد أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.. وجاءت روسيا المتحكمة في مقدرات الشعب السوري لتنشر قواتها على خط الحدود السورية-التركية ..
عندئذ بُهت الذي كفر..!
ليس هذا فحسب .. بل كشر العالم أنيابه ضد حماقات هذا الإرهابي اللعين..فرغم أن دول الاتحاد الأوروبي فشلت في اتخاذ قرار موحد لمنع تزويده بالأسلحة إلا أن جميع دول الاتحاد بلا استثناء ترفض عدوانه السافر وتنذره بعواقب وخيمة لو حاول عمل أي تغييرات ديموجرافية على الأرض السورية.
الأكثر والأكثر.. أن أمريكا تركته عاريا في جوف الصحراء ترتعد فرائصه خوفا وفزعا من هجوم الوحوش الكاسرة..!
***
استنادا إلى تلك الحقائق .. فإن عدة أسئلة تدق الرءوس بعنف:
X أولا: هل سيضطر أردوغان إلى العودة من حيث أتى وهو يجر أذيال الخيبة والعار..؟!
طبعا.. نعم حيث لن يقدر على الوقوف ضد تلك القوى.. أو مواجهة وحدات الجيوش العديدة والمتنوعة.
Xثانيا: انضمام أعدائه الأكراد إلى جيش سوريا ألا يضعف من موقفه ويجعله عاجزا عن القيام بعمليات إمداد كتائب جيشه على الجبهة؟
الإجابة أيضا بنعم.. خصوصا أنه لم يكن يتوقع هذه الوحدة غير المتوقعة والإجبارية.
Xثالثا: ماذا عسى أردوغان أن يفعل بعد هذه القرارات الأمريكية الخاصة بوقف محادثات اتفاق التجارة بين واشنطن وأنقرة بمبلغ مائة مليار دولار.. إلى جانب فرض عقوبات ضد عدد من الشخصيات السياسية التركية.. وهو الذي لم يكن ممكنا أن يتحرك لولا حصوله على الضوء الأخضر من الرئيس دونالد ترامب..!
بديهي سيضطر إلى قبول الموقف الأمريكي الجديد.. لأنه إذا لم يفعل فسوف يستمر ترامب في إصدار المزيد من الإجراءات العقابية..
Xرابعا: إذا ما فشلت الحملة العسكرية التي يقودها أردوغان.. هل يضمن رد فعل المعارضة التي تنتظر بلهفة اليوم الذي تأخذ فيه بثأرها من الرجل الذي يقلم أظافرها أولا بأول .. ويزج بقياداتها في السجون والمعتقلات ؟ فها هي الشواهد تقول إن أردوغان يفقد الكثير من رصيده .. خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد المتمثلة في انهيار العملة الوطنية وارتفاع نسب التضخم وزيادة معدلات البطالة .
Xخامسا: هل وضع أردوغان في اعتباره .. أن مقاتلي داعش الذين فروا من السجون فور بدء عملياته العسكرية يمكن أن يتجهوا لتركيا ذاتها بدلا من سوريا والعراق.. وبذلك يكون السحر قد انقلب على الساحر..؟!
بكل المقاييس لم يفكر في ذلك بحكم غبائه المعهود وسوء تقديره للأمور.
***
في النهاية تبقى كلمة:
أعلن زعيم مصر الراحل مقولة شهيرة مؤداها: ما أخذ بالقوة.. لا يسترد إلا بالقوة.
وبالأمس أعلن زعيم مصر الحالي عبد الفتاح السيسي أن الجيش القوي يحمي الوطن ويحمي أرضه وشعبه ويوفر لهما الأمان في كل وقت وكل حين..!
***
أسوق للأخ أردوغان هذه الكلمات.. عسى أن يثوب إلى رشده ويبدأ في سحب قواته.. باختياره البحت.. بدلا من أن يأتي اليوم القريب الذي يضطر فيه للفرار تحت قصف الطائرات والصواريخ.. وهاونات المدافع.. حتى ولو كان من يشنون الهجوم المضاد من جاءوا لفرض وصايتهم على السوريين..!
***