*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*إرادة القيادة.. إما أن تحمي الوطن.. أو تبدد مصالحه
*إذا غابت الرؤية السياسية الصحيحة.. سقطت الدولة
*مشكلة الوالي العثماني الجديد.. أنه لم يحسن تقييم الأمور.. فوضع تركيا.. في مآزق لا تعد ولا تحصى..!
*ترامب باعه في لمح البصر.. وها هو الآن يهدده بتدمير اقتصاده تدميرا كاملا..!
*طبعا.. لم يفهم أردوغان مغزى زيارة الرئيس الروسي بوتين لكلٍ من السعودية .. والإمارات!
*العرب لن يسمحوا أبدا لغرباء بأن يعبثوا بأراضيهم بصرف النظر عن أية خلافات
*الآن بعد أن يضطر إلى سحب قواته.. ماذا سيكون موقفه.. أمام معارضيه ومؤيديه..؟
*حرائق لبنان من يطفئها.. ومن المسئول عن إشعالها..؟!
*المتباطئون في صرف العلاوة .. ما مصلحتهم في إغلاق أبواب الرزق أمام الناس..؟!
*نقابة الصحفيين المصرية أمامها فرصة ذهبية .. ولكن!
*مصر للطيران.. أحسنت بإعلان تبرؤها الفوري من جريمة محمد رمضان.. وبيان الوزارة حاسم.. وقاطع!
القيادة في قاموس السياسة لها مواصفاتها.. ومقوماتها.. وخصائصها.. وبالتالي ليس كل من شغل مقعد هذه القيادة يمكن أن يمارس عمله بنجاح وإيثار وغيرية بما يحقق مصالح وطنه ومواطنيه والعكس صحيح بطبيعة الحال.. فالرجل الذي يتمتع بملكات ذاتية وبمواهب فطرية واستعدادات صقلتها تجارب السنين والأيام هو الذي يمكن أن ينطلق بمجتمعه وبمواطنيه من نجاح إلى نجاح.
وهكذا نكون قد اتفقنا على أن إرادة القيادة إما أن تحمي الوطن .. أو تبدد مصالح أبنائه فالرؤية السياسية إذا غابت أو توارت.. أو لم تكن موجودة أصلا.. سقطت الدولة تلقائيا ومعها الأرض .. والإنسان.. وكل شيء..!
***
من هنا.. فإن مشكلة الوالي العثماني المزعوم الذي حصر أحلامه وأمانيه المريضة داخل أزقة شديدة الضيق.. أنه لم يحسن تقييم الأمور..
مثلا.. يشجع الإرهاب والإرهابيين دون أن يحسب النتائج.. ولا يقيم وزنا لما يسببه ذلك السلوك الانحرافي من أزمات داخل بلاده نفسها قبل غيرها..!
أيضا.. يتعلق بأذيال تنظيم الإخوان الإرهابي رغم أنه يدرك جيدا أن أعضاء التنظيم لا علاقة لهم بالإسلام.. بل هم أناس متطرفون.. فاقدو القيم يمارسون كافة أنواع الموبقات تاركين شبابهم بل ونساءهم.. يعيثون في الأرض فسادا .. يقتلون ويسفكون الدماء وينتهكون أبسط قواعد الأخلاق.. بينما الكبار.. يتفرجون ويقبضون الثمن .. فماذا كانت النتيجة..؟!
لقد تبددت مصالح المواطن التركي الذي أصبح يعيش حياة بائسة .. بسبب انهيار الاقتصاد .. وما استتبعه من انخفاض قيمة العملة (الليرة).. وارتفاع نسب البطالة.. وزيادة معدلات التضخم.. و..و..!
والأدهى والأمر.. أن الناس أصبحوا لا يأمنون على يومهم وغدهم إذ ينامون ويستيقظون ليفاجأوا بقرارات غريبة من السلطان الذي أعمته السلطة فقضى بفصل آلاف الموظفين.. وإحالة مئات الضباط للتقاعد.. وتهديد المعارضين بقطع ألسنتهم بل وتمزيق أجسادهم أيضا..!!
طبعا.. النتيجة الحتمية أنه وضع بلاده في مآزق حرجة لا تعد ولا تحصى.. وآخرها هذه الحرب ضد سوريا في محاولة مجنونة لابتلاع أراضيها وكأنه يعود بالبشرية إلى زمن الغاب.. وقطاع الطرق.. أو عصر صدام حسين في التاريخ الحديث .
***
ومن أبلغ دلالات عجزه عن إدارة شئون البلاد داخليا وخارجيا .. وقوعه في الفخ الذي نصبه له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما قام بسحب قواته من شمال شرقي سوريا .. واعتقد "الأخ" أردوغان أنه يعطيه الضوء الأخضر بالتحرك عسكريا لفرض أمر واقع في سوريا ..من ناحية وللتخلص من أعدائه التقليديين من الأكراد من ناحية أخرى..!
ثم..ثم.. سرعان ما وقف ترامب ذاته مهاجما أردوغان..بل أخذ يهدده ويتوعده.. إذا لم يقم بسحب قواته فورا.. وهي القوات التي لم يكن قد مضى عليها سوى ساعات.. بعد اقتحام الحدود.
..و..و ولم ينتظر ترامب طويلا.. بل سرعان ما فرض عليه .. وعلى بلاده.. وعلى وزرائه السابقين واللاحقين عقوباته الاقتصادية إياها التي تكبل أيادي أعوانه حيث لم يعد في مقدورهم التعامل بالدولار في أي مكان بالعالم .. وفي حالة وجود حسابات لهم في البنوك الأمريكية.. فقد فرض عليها الحظر..
وأيضا.. لم يكتف الرئيس الأمريكي بذلك كله بل ها هو يطلق إنذارات متتالية بتدمير الاقتصاد التركي تدميرا كاملا.. إذا لم يخضع أردوغان لموقفه الجديد..!!
ولأن أردوغان منغلق الفكر.. فاقد الإرادة .. فأحسب أنه لم يفهم حتى الآن مغزى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية.. رغم أن المعاني واضحة ولا تقبل لبسا ولا تأويلا..! وهي باختصار شديد تقول إن العرب على اختلاف هوياتهم وتباين أنظمتهم لا يمكن أن يسمحوا أبدا للغرباء بأن يعبثوا بأراضيهم في أي مكان تكون.
لذا فإنهم سيقفون بكل ما أوتوا من قوة ضد هذا الاحتلال التركي.. حتى يأتي الوالي العثماني الجديد ليحمل عصاه على كتفه ويرحل من سوريا.
والعرب حينما يفعلون ذلك.. فإنهم ينحون أية خلافات سياسية جانبا.. فالمصلحة القومية العليا فوق أية اعتبارات.
وهنا.. يثور السؤال التلقائي:
الآن.. بعد أن يضطر أردوغان إلى سحب قواته ماذا سيكون موقفه أمام معارضيه ومؤيديه سواء بسواء..؟!
بكل المقاييس.. سيفقد البقية الباقية من شعبيته حيث إن الجماهير ليست لديها استعداد بأن يتولى زمام أمرها رجل تحركه الأهواء الشخصية .. ويعيش في جلباب أجداده الذين تدهورت إمبراطوريتهم العثمانية تدهورا بالغا مما أدى إلى انهيارها..!
لذا.. فهذا الانهيار وارد هذه الأيام وعندئذ.. سوف يقف وحيدا.. يتلقى ركلات المعارضين من جهة.. وطعنات المؤيدين من جهة أخرى.. فضلا عن الضغوط الدولية من أول أمريكا حتى روسيا مرورا بأوروبا.. لتذهب طموحاته الواهية أدراج الرياح.
وحقا.. وما ربك بظلام للعبيد..
***
والآن دعونا من خلال هذا التقرير نتحرك قليلا من سوريا "المريضة".. إلى جارتها الأشد مرضا.. لبنان..!
غني عن البيان أن اللبنانيين فيهم ما يكفيهم.. من معاناة .. وشظف العيش.. وبطالة صارخة.. وخلافات سياسية حادة.. وسيطرة شبه كاملة من جانب حزب الله على مقاليد الحكم..!
ثم.. تأتي الحرائق الهائلة لتقضي على البقية الباقية من بسمات طالما أرادوا يرسمونها على شفاههم دون جدوى..!
هذه الحرائق للأسف مشتعلة منذ الاثنين الماضي وحتى كتابة هذه السطور وقد بلغ عددها حسب تصريحات المسئولين 103 حرائق تتصدى لها 200سيارة إطفاء.
الأدهى والأمر أن ألسنة اللهب بدأت تطال السكان داخل منازلهم.. ومباني المدارس والجامعات.. بل والشوارع أيضا.. وفي مثل تلك الظروف الموجعة.. تكثر التأويلات.. وتتعدد التفسيرات والتخمينات مما يطرح سؤالا محددا:
هل هي نتيجة شدة الحرارة حقا.. أم بفعل فاعلين..؟
لبنان بحكم تركيبته السياسية.. لابد أن يكون ساحة للقيل والقال..!
.. هناك من يوجهون أصابع الاتهام لسوريا رغم ظروفها الصعبة هي الأخرى .. وهناك من يتهمون حزب الله صراحة ومعه إيران..!
كل هذا يجري بينما وزيرة الداخلية "ريا الحسن" .. تصرخ صباحا ومساء بسبب فشلها في الاتصال بالأجهزة التابعة لها.. مما دفعها للقول: هؤلاء ناس نايمين..!
المهم في الأمر حاليا.. ضرورة الإسراع في إخماد هذه الحرائق .. وضرورة علاج ما دمرته بأسرع ما يمكن..!
يعني لبنان في حاجة إلى مساعدات فورية سواء من العرب.. أو من المنظمات الدولية.. إذ يتعذر على مواطنيه الاستمرار على هذا النحو القاسي.. والذي تسبب ضمن ما تسبب في نزوح الآلاف من المناطق المشتعلة إلى أخرى أكثر أمانا..!
"يعني هي ناقصة"..!
***
الآن.. نأتي إلى قضايانا الداخلية في مصر المحروسة..
بداية ما يثير الدهشة والعجب.. الإصرار من جانب الجهاز الإداري للدولة على عدم صرف زيادة المرتبات وكأن الموظفين المعنيين يقتطعونها من أجسادهم ..! مما اضطر رئيس الوزراء إلى توجيه إنذار شديد اللهجة لكل من يتقاعس عن تنفيذ قراره رقم 627لسنة 2019.. قبله أبدى وزير المالية تعجبه من عدم صرف تلك الزيادات..؟!
يعني إيه بالله عليكم..؟
وزير المالية لا يعرف ما إذا كانت الزيادات صرفت أم لا.. ثم يلقي باللوم على المسئولين عن التنفيذ..؟
المسئولون يا سيادة الوزير هم معطلو المراكب السايرة في الجهاز الحكومي .. أصحاب المقولة الشهيرة "فوت علينا بكره".
وأنت يا سيادة رئيس الوزراء.. أرجوك فتش عن الخلايا النائمة في الوزارات والمصالح والمؤسسات سواء أكانت تابعة للطابور الخامس.. أو للجماعات إياها.. وعلينا في جميع الحالات أن نعرف ما مصلحتهم في إغلاق أبواب الرزق..
والمعنى في بطن الشاعر..!
***
و..و..وكلمة عتاب وحب معا لنقابة الصحفيين:
منذ أن دخلنا عالم الصحافة منذ قرون عدة مضت ونحن نطالب.. ونرجو ونلح في الرجاء بإيجاد آلية لتوفير المعلومات للصحفيين.. وتتابع على النقابة نقباء مؤيدون كلهم كانوا يعدون.. وللأسف.. لم تخرج وعودهم إلى حيز التنفيذ فكانت النتيجة .. أن انتشرت الأخبار الكاذبة.. والحكايات المفبركة.. والأحاديث الوهمية مع الوزراء وكبار المسئولين..!
الآن.. يا زملائي الأعزاء.. ويا أصدقائي.. المناخ أصبح مهيأ عن أي وقت مضى لكي تقوم الصحافة بدورها الفعال القائم على نشر الحقائق.. ومعها الرأي والرأي الآخر.. فلماذا لا يتحرك النقيب وأعضاء المجلس من أجل الحث على صدور قانون تداول المعلومات..؟
أليس هذا أجدى وأنفع من تضييع الوقت في خناقات ومشاجرات واتهامات متبادلة أعتقد أنها وصلت للنيابات والمحاكم؟!!
عموما.. سوف أفترض حسن النوايا وأقول: إنا لمنتظرون..!
***
أخيرا.. أختم هذا التقرير.. بتلك الجريمة التي ارتكبها الممثل محمد رمضان في حق البلد وفي سمعته.. وإصراره على إيقاع أبلغ الضرر بمرفق حيوي وأساسي ومهم.. هو مرفق الطيران المدني الذي طالما كان مثار حرب شعواء ضدنا من جانب قوى بعينها..!
إن جلوس هذا الممثل المستهتر فوق مقعد قيادة الطائرة داخل الكابينة.. إنما ينم عن رعونة.. وحماقة وغرور.. وصلف.. وغياب الوعي الكامل بالنسبة لتحمل المسئولية..!
ولقد أحسنت مصر للطيران بإصدار بيان عاجل برأت فيه نفسها من تلك الجريمة الشنعاء.. كما أن بيان وزارة الطيران المدني كان حاسما وباترا.. ووصل إلى نقطة النهاية بكل جلاء ووضوح ورفض.. وتنديد..!
أولا: إيقاف الطيار ومساعده لا يكفي.. بل لابد من اتخاذ الإجراءات العاجلة بسحب شهادة ترخيص الطيران التي أصدرتها لهما سلطة الطيران المدني.
ثانيا: تقديمهما لمحاكمة عاجلة ومعهما محمد رمضان بتهمة الإضرار بأرواح الركاب.. وبالإساءة لسمعة الوطن.
ثالثا: من الذي سمح لمحمد رمضان بأن يكون صاحب جوقة للغناء والرقص والتطبيل..؟
هل هو الفنان الرقيق المهذب هاني شاكر نقيب الموسيقيين.. أم أحد غيره.. لأني شخصيا واثق من رقة وإحساس النقيب الذي حصل على إجماع ما بعده إجماع في آخر انتخابات.. والذي يتعامل مع الفن على أنه قطعة شكولاته.. وليس فتة كوارع..!
عموما.. لا تتركوا الحكاية في انتظار برد الشتاء لتتجمد تلقائيا بدلا من دخولها الثلاجة.. بإرادتكم البحتة وهذا ما لا نرضاه لأنفسنا.
***
و..و..وشكرا