وهكذا يستعد عيد الأضحى للرحيل اليوم بعد أن أضفى على البشرية جمعاء نفحات من الإيمان العميق وأوضح ماذا تعني التضحيات وماذا تتطلبه عبادة الواحد الأحد.
وبديهي عيد الأضحى شأنه شأن أي شيء في هذا الكون له بداية ونهاية وها هما الاثنتان قد تحققتا بإرادة الحق سبحانه وتعالى.
***
والآن دعونا ندخل إلى شيء من صنع البشر ألا وهو النزاع بين الناس وبعضهم البعض وهذا النزاع إذا ما تحول إلى اقتتال تستخدم فيه الغارات والصواريخ والمدافع أصبحت شرارات النار تهدد الجميع دون فرق بين كبير وصغير أو بين قوي وضعيف.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلابد أن نتوقف هنا أمام حقيقة واضحة كان لها الأثر في تغيير سير هذه الحرب الضارية التي تشنها إسرائيل ضد أهالي غزة ورفح مستهدفة الفلسطينيين بصفة عامة تقتلهم وتنسف ديارهم وتمنع عنهم الماء وكسرات الخبز وكل ما يقيم أود الإنسان وما يمكنه من أن يبقى على قيد الحياة ولو ليوم واحد.
الحقيقة التي أعنيها موقف مصر المشرف والجريء والصريح والمنزه عن الهوى الذي عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما حذر مرارا وتكرارا من توسيع الصراع الذي من شأنه إشعال النيران التي لا قد تبقي ولا تذر.
الآن يسير المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن ومن معظم دول العالم ومن الرئيس الأمريكي بايدن على نفس النهج والذي أسرع مؤخرا بإيفاد مندوب إلى المنطقة وهو عاموس هوكشتين والذي يبدو أنه يتمتع بشخصية قوية ويستخدم عبارات حاسمة محددة.
***
لقد وقف عاموس بالأمس يعلن في مؤتمر صحفي أن الموقف خطير خطير في لبنان وإذا ما لم يتم محاصرة الصراع بأسرع ما يمكن فسوف تكون الأخطار حادة وعنيفة وعندئذ قد لا ينفع الندم .
أيضا تعمد عاموس الإشارة إلى الصفقة التي تم إعدادها لوقف إطلاق النار و أعلن صراحة أن حركة حماس سبق أن وافقت عليها حرفيا وهي كفيلة بإنهاء الحرب فورا ثم بعد ذلك سحب القوات العسكرية وهذا ما أرادته حماس التي بات عليها أن تقبل ذلك.
الصفقه تتيح لأهالي غزة العودة إلى منازلهم كما توفر الأمان لهم لكي يعيشوا حياتهم العادية.
كرر عاموس الوضع خطير خطير ولابد من تجنب التصعيد أكثر من ذلك وإلا حدث ما لا يحمد عقباه.
***
مع ذلك السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
هل أمريكا تضمن التزام إسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة؟
أنا شخصيا أرى أن بنيامين نتنياهو في وضع الآن لا يحسد عليه وبالتالي سيوافق دون نقاش وحتى دون ضغط من أي طرف من الأطراف.
أما بالنسبة لحماس فهي إذا كانت تستهدف من البداية تحريك القضية الفلسطينية من الأساس فهي ولا شك نجحت في ذلك وبالتالي يكفيها هؤلاء الشهداء الذين لقوا الله وأيضا تلك الألوف من الجرحى الذين ما زالت دماؤهم تنزف حتى الآن.
***
أخيرا.. ينبغي على كل الأطراف أن تدرك أن اللحظة الحاسمة قد حانت وخسارة وألف خسارة إذا ما تمزق طرف الخيط فعندئذ يصبح من الصعوبة بمكان إعادته إلى أصله.
***
و ..و.. شكرا