*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*اللعب بالأسلحة الفتاكة
*هذا السباق المحموم لاقتناء كل ما هو جديد أليس كفيلا بإشعال الحرب الشاملة؟!
*زيارة بوتين لكوريا الشمالية ورحلات زيلنسكي المكوكية والتحدي الأمريكي.. كلها تسير في نفس الطريق
*نتنياهو "واخد على خاطره " بحجة أن أمريكا منعت عنه السلاح..
طبعا كذاب!
*زيادة الصادرات من أهم خطوات إصلاح الاقتصاد في مصر
*صدقوني.. لابد من تطوير مكتب التنسيق وإلا!
********
ماذا الذي يجري في العالم؟
لقد أصبح السباق الآن بين الدول الكبرى وبعضها البعض وأيضا بين الدول الكبرى وحليفاتها الأصغر بمثابة ظاهرة تهدد سلام وأمن الجميع.
أين الشعارات التي تقول إن السلم والأمن هما الخيار الإستراتيجي.. و..و ..؟!
للأسف الكلام شيء والواقع شيء آخر.
لذا.. لم يعد أحد يعترض على أحد ولم تقدم دولة على مهاجمة دولة أخرى لأن الجميع في الحلبة سواء بسواء.
***
مثلا هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أهم بنودها ولا شك صفقة صواريخ بالستية التي اشتهرت يونج يانج بإنتاجها بل صنعت منها كل ما هو قادر على تخويف أمريكا..ومع ذلك فروسيا قادرة على إنتاج السلاح
لكن تنوع مصادرهم مهم خصوصا إذا كانت العلاقات بين الطرفين وطيدة ومتينة وهذا ما يسعدهما حيث يحرصان خلال هذه الآونة بالذات على إثبات قوتهما وإمكاناتهما الدفاعية والهجومية أمام أمريكا وأوروبا بصفة عامة.
ولقد تجلى ذلك في حفاوة استقبال الرئيس بوتين عند وصوله إلى بيونج يانج والتي بدت علامات السعادة على وجه رئيسها كيم حفيد الزعيم الشهير كيم ايل سونج .
وهنا اسمحوا لي أن أحكي لكم قصة واقعية كنت أنا طرفا أساسيا فيها.
لقد ذهبت مرة إلى كوريا الشمالية بدعوة من الزعيم كيم ايل سونج ..وإحقاقا للحق لقد استقبلوني بترحاب بالغ وقدموا لي كافة التسهيلات لإجراء المقابلات الصحفية التي أريد أن أجريها مع المسؤولين هناك علما بأن ذلك ليس من السهولة بمكان بالنسبة لأي صحفي في الداخل أو الخارج.
ثم.. ثم جاء موعد لقائي مع الزعيم العظيم أو great leaderكما يطلقون عليه الذي أخذ يحدثني عن نظام حكمه القائم على جيش قوي وحزب شيوعي متماسك وقيادات متميزة في كافة المواقع قائلا إنه لن يموت قبل أن يوحد الكوريتين.
سألت: كيف يا فخامة الرئيس؟
رد باختصار وثقة في النفس إلى أقصى الحدود:
أنا أتحدى فليس هذا أملا يراودني بل إنه هدف محقق..وعندما تأتي لزيارتنا مرة أخرى سوف أستقبلك بنفسي في قصري بسول التي هي الآن عاصمة كوريا الجنوبية .
وللأسف مات الزعيم دون أن يوحد الكوريتين ومات أيضا ابنه الذي خلفه في رئاسة البلاد ليتولى الحفيد زمام الأمور والذي يسبح ليل نهار بحمد أبيه وجده مؤكدا بدوره على أنه كفيل بتحقيق الوحدة المأمولة..
والكوريون يتباهون الآن بالحملة التي تبنوها لرفع مستوى بلدهم والتي قامت على ثلاثة مبادئ: الاجتهاد.. الاعتماد الذاتي.. التعاون والتي بدأت بإصلاح الطرق وتزويد القرى والمدن بالكهرباء وتعليم وتدريب الشباب وزيادة دخل الأسر في الريف ورفع المرتبات الصغيرة وإعداد أجيال من الصناع المهرة في شتى المجالات.
و..و.. هذا هو الأهم تفضيل المشروعات الكبيرة على المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
***
أيضا ها هو الأخ زيلنسكي رئيس كرواتيا الذي كان يجلس في قصره منتظرا اقتحام أفراد الجيش الروسي للقضاء عليه فإذا به بين يوم وآخر يتحول إلى ما يمكن أن يكون ندا لند للرئيس بوتين الذي كان قد أعلن يوم 24 فبراير عام ٢٠٢٢ أي منذ عامين ونحو ثلاثة شهور أن إسقاط العاصمة كييف لن يستغرق أكثر من ساعات قليلة فإذا بزيلنسكي يتلقى الأسلحة من كل دول حلف شمال الأطلنطي ثم يطلب المزيد والمزيد ولما اشتد عود الرئيس الأوكراني ارتفعت نبرة عتابه لأمريكا وأوروبا مطالبا بضرورة تزويده بأسلحة هجومية وبالفعل استجابوا له لتتحرك كفة الميزان لصالحه تماما..
ولعل من يماثله في هذا الصدد الحليف الأساسي والابن المدلل بحق الولايات المتحدة الأمريكية وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذي يعيش وبلاده على شحنات الأسلحة المتدفقة عليه ليل نهار والتي لولاها ما تمكن حتى من رفع صوته في عالم الدول الحقيقية.
منذ أيام قال نتنياهو إن أمريكا قد خذلته عندما أوقفت شحنات السلاح له رغم أن الرئيس بايدن تقدم بمشروع قانون يقضي بالموافقة على صفقة أسلحة لإسرائيل تبلغ قيمتها 18 مليار دولار وتشمل 50 طائره اف 16 وطائرات مسيرة وصواريخ موجهة ومدافع ثقيلة مما يتبين معه أن نتنياهو كاذب كالعادة.
في نفس الوقت سرب معهد استوكهولم الدولي لإقرار السلام خبرا يقول إن إسرائيل انتهزت انشغال العالم بالحرب ضد غزة لتتولى تطوير ترسانتها النووية من خلال تحديث البلوتونيوم مع العلم بأنها تملك 90 رأسا نووية مقابل لا شيء لدى العرب.
***
والآن وكالعادة دعونا ننتقل إلى العزيزة مصر بلد الشهامة والرجولة والصدق والصراحة والتي أخذت تخطو خطوات جادة لإصلاح حال اقتصادها. ولعل أولى تلك الخطوات زيادة الصادرات والتي بلغ حجمها خلال مايو الماضي 3 مليارات و500 مليون دولار وهذا ما كنا ننادي به دائما زيادة الإنتاج ومضاعفة الصادرات والتقليل من الواردات وهذه هي النتائج المبشرة بالخير والحمد لله.
***
ثم.. ثم وبينما امتحانات الثانوية العامة على وشك الانتهاء فأنا شخصيا أرى أن أي تطوير يتعلق بها إذا لم يحدث ما يوازيه بالنسبة لمكتب التنسيق "فكأنك يا أبا زيد ما غزيت".
يا سادة.. مكتب التنسيق هذا سمة من سمات العصور الشمولية التي رحلت عنا إلى غير رجعة فلماذا إذا التمسك به ؟!
إن وجود هذا المكتب بصورته الحالية يتنافى مع حرصنا على إيجاد أجيال جديدة تضم من بين ما تضم المبدعين والمخترعين والمتميزين في شتى المجالات.
أرجوكم ..ادرسوا وفكروا واتخذوا القرار المناسب الذي يتمشى مع روح الجمهورية الجديدة.
***
و..و.. شكرا