مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 04 يوليه 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 *تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*العبور للأفضل.. سهل.. أم تكتنفه صعوبات وعقبات؟!
*الرؤية واضحة.. لكن المهم..  التطبيق 
*السياسة.. والشخص.. صنوان
*الآن.. لم يعد الحديث عن الإبداع والابتكار رفاهية بل مواصفات وأساسيات
*ثم.. ثم.. الصراحة مع النفس والجماهير واجبة.. واجبة..
* الشارع المصري هل راضٍ بحق أم أنه لا يستطيع الحكم الآن؟!
*الإسراف في الوعود يضر أكثر مما يفيد
*مختار جمعة أراح واستراح.. "دون تشفٍ"..
* في النهاية لابد أن تلمس الجماهير أن مستوى معيشتهم يتحسن يوما بعد يوم
**********************
من سمات الحياة التطوير والانتقال من مرحلة الاستاتيكية كما يقول علماء الاجتماع والسياسة وتلبية مصالح الجماهير تحت وطأة أي ظرف من الظروف أما الديناميكية فهي أساس التقدم والازدهار.
من هنا.. فالرئيس عبد الفتاح السيسي بحكم مسئولياته تجاه مصر كان لابد أن يعبر بالبلاد من درجة بذل عندها مجموعة من رجال الوطن ما في وسعهم لأداء واجباتهم ومنهم من أجاد بحق لكن لم توفقه الظروف ومنهم أيضا من كان صادق النوايا لكن استعداده الفسيولوجي والسيكولوجي وقف حائلا دون تحقيق ما يتمناه.
*** 
ولقد اختار الرئيس التوقيت المناسب والظروف الملائمة ليحدث هذا التغيير الذي لابد أن نعرف بأن الشارع المصري كان ينتظره في لهفة وشغف.
لكن السؤال.. هل سيحقق هذا التغيير الآمال المعقودة عليه وعلى أبعاده ومغزاه؟
طبعا.. نحن جميعا نأمل أن يتلاءم هذا التغيير مع مطالب الناس لأسباب كثيرة أهمها: أن أي تجديد في مجال من مجالات الحياة ينبغي أن يقود تلقائيا للأفضل لأن أدوات وعناصر التجديد ينبغي أن تكون  على رأس أولوياته إشاعة مناخ الرضا والاطمئنان داخل كل خلية من خلايا المجتمع .. من أول الأسرة حتى نهاية العمر.
لذا.. فأنا أحسب أن الحكومة الجديدة مطالبة بأن تضع في اعتبارها أن التنسيق بين وزرائها ضرورة حتمية.. أي القضاء قضاء مبرما على سياسة الجزر المنعزلة التي أثبتت كافة التجارب أنها من أهم أسباب المشاكل والأزمات.
ولعل ما حدث من جانب وزارة الكهرباء ووزارة البترول أهم شاهد وأبلغ دليل فأنا أتصور أن ما حدث بالنسبة لأزمة الكهرباء الأخيرة إنما يرجع إلى أن هذه الوزارة في وادٍ وتلك الوزارة في وادٍ آخر.. 
ثم.. ثم.. ما دمنا اتفقنا على أهمية أن تعزف الحكومة سيمفونية واحدة.. يأتي بعد ذلك دور كل وزير الذي يجب أن يؤديه وكأنه يمثل جميع زملائه.
مثلا.. إذا تصادف أن تعطلت ماكينات الري في قرية من القرى ولم يكن في وسع الوزارة المسئولة إنقاذ الموقف بسرعة في الوقت الذي تملك فيه وزارة الزراعة الأجهزة والمعدات الكفيلة بعدم تفاقم المشكلة فالمفروض ألا يتردد وزيرها لحظة واحدة في اتخاذ زمام المبادرة دون أدنى حساسية من جانب وزير الري وكأن تدخل الوزير الزميل تدخل في اختصاصه بل إنه واجب وضروري وبالتالي تسير الأمور في مسارها الصحيح بدلا من اختلاق عقد لا معنى ولا أساس لها وهكذا دواليك..!
*** 
على الجانب المقابل.. فإن السؤال الذي يثور:
هل التغيير-أي تغيير- يستهدف السياسة أم الشخص؟
هنا يجيب علماء الاجتماع والسياسة بأن السياسة والشخص صنوان بمعنى أن السياسة لابد أن تكون واضحة المعالم والشخص المنوط به تطبيقها على نفس المستوى من الإدراك والاستعداد والفهم الواعي.
ودون مجاملة أو تحيز يتميز الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن له رؤية واضحة المعالم قوامها.. إطلاق ملكات ومواهب واستعدادات كل فرد من أفراد المجتمع والانطلاق بهم إلى آفاق رحبة وعدم الانتظار أمام زوايا محددة لا يملك المجتمع فكاكا منها.. وبصراحة لولا ذلك ما أقمنا هذه المشروعات العملاقة في شتى ربوع الوطن.
إذن إذا لم يكن الشخص  مدركا لهذه الرؤية.. أصبح تطبيق بنودها ليس من السهولة بمكان.
*** 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الشواهد الآن تقول إن الحديث عن الإبداع والابتكار وأهميتهما في حياة الإنسان المصري في سلوكياته وفي أفعاله وفي كل خطواته كلها عناصر سوف تتحول إلى خرائط طريق تنفيذية ترضي الناس وتقنعهم بما يمكن أن يشحذ الهمم ويوجد أنواعا من التنافس الإيجابي دون أنانية وبعيدا عن أية نزعات ذاتية لكي يضم المجتمع كله أناسا أسوياء تجمعهم تطلعات مشروعة قائمة على الحق والعدل بلا لبس أو لف أو دوران.
*** 
أيضا.. وأيضا.. أرجو أن يحذر الوزراء-كل الوزراء-من الإسراف في الوعود النظرية أو الالتزام بتعهدات يتعذر خروجها إلى النور لأن الناس الآن لم يعد ينطلي عليهم أي كلمات منمقة أو بيانات إنشائية لأن العبرة بما هو قائم على الأرض وليست قصورا في الهواء.
*** 
الآن وقبل أن أنهي هذا المقال فإني أسوق كلمة للدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف السابق:
 صدقني قد أرحت واسترحت وأرجو ألا يفهم بأنه نوع من أنواع التشفي بل بالعكس  إنه تعبير صادق عما يجيش في صدور الناس خصوصا وأن اختيار وزير الأوقاف الجديد وجد ارتياحا وتأييدا وتقديرا من جانب الجماهير.
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
بعد هذا السرد الذي شمل العديد من التساؤلات والإجابات والأفعال وردودها.. يبقى الهدف الأسمى الذي يظل باقيا في العقول والقلوب وهو أن يلمس الناس-كل الناس-تحسنا ملموسا وواضحا في مستوى معيشتهم كأن تنخفض الأسعار وتقل معدلات التضخم وتتراجع مشكلة البطالة فضلا عن الحد من سطوة وسيطرة الدولار..!
عندئذ.. تنفتح الأبواب شاسعة أمام المزيد من الطموحات والأمنيات.. وإن شاء الله سوف يحقق الله سبحانه وتعالى ما نريد.
*** 
و..و..شكرا