مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 16 يوليه 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

أمريكا قامت ولم تقعد بعد..!

كالعادة يحاولون إيهامنا بأنهم بلد الديمقراطية والحرية ويرفضون العنف بشتى صوره وألوانه.. وهذا طبعا غير صحيح جملة وتفصيلا..
لقد تعرض الرئيس السابق دونالد ترامب لحادث إطلاق نار أثناء حضوره مؤتمر انتخابي.. وبطريقة الرجل رقد وقام وهو يرفع إصبعه بعلامة النصر أو إشارة الحرب ثم سرعان ما استقل سيارته المصفحة وفي اليوم التالي مباشرة ذهب لحضور مؤتمر انتخابي وكأن شيئا لم يحدث..
في نفس الوقت انبرى الرئيس الحالي جوبايدن والمنافس اللدود لترامب ليدين الحادث ويؤكد أنه أصدر تعليماته للأجهزة المختصة بتشديد الحراسة على المرشح المنافس كما اتصل به هاتفيا..!
***
أنا شخصيا أرى أنها مظاهر خادعة..فلا ديمقراطية حقيقية عندهم ولا حرية ولا شيء من هذا القبيل بل هم تسببوا بسياستهم كما ذكرت في مقال الأمس في نشر الإرهاب على مستوى العالم..!
لذا.. يثور السؤال:
هذه الانتفاضة الهائلة التي واكبت حادثة إطلاق الرصاص.. لماذا لم يحاول أصحابها إلقاء ولو نظرة واحدة على آلاف الفلسطينيين الذين يتعرضون لمجازر يومية على يد سفاح القرن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل..؟!
نعم.. ترامب رئيس سابق ومرشح حالي للرئاسة كل هذا على العين والرأس لكن ألا يساوي هؤلاء الشهداء الذين يسقطون ليلا ونهارا في غزة لدرجة أن المقابر ضاقت بجثثهم فاضطروا إلى إقامة مدافن جماعية وسط أنقاض المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال البغيض..!
بالله عليكم.. حلال هذا أم حرام ..؟!
بديهي.. أنه حرام بكل ما تقضي به كافة الأديان.. ومختلف الأعراف وشتى القوانين الوضعية الدولية.. لكن للأسف من يقرأ ومن يسمع..؟!
***
لقد ذهب نتنياهو إلى واشنطن والتقى بالرئيس بايدن وكان يقدم رجلا ويؤخر أخرى لكن بعد اللقاء عاد وهو أكثر ضراوة وأبلغ إجراما..!
يا أيها السادة الأمريكان.. باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دابليو بوش وكلكم كلكم.. أليس بينكم رجل عادل يرفع راية الحق ولو لمدة يوم..؟!
***
في النهاية تبقى كلمة:
انظروا وتأملوا موقف الرئيس السيسي في هذا الصدد.. حيث قال في كلمات محددة وتعبيرات صريحة وواضحة..و..و.. شجاعة: "لقد تابعت بقلق الحادث الغادر الذي تعرض له الرئيس دونالد ترامب.. وإني إذ أتمنى له الشفاء العاجل فأرجو استكمال الحملات الانتخابية الأمريكية.. في أجواء سليمة وصحيحة وخالية من أي مظاهر للإرهاب والعنف والكراهية..".
وغني عن البيان.. لم يختلف موقف الرئيس السيسي عن موقفه من العدوان الإسرائيلي الذي يمارسه بنيامين نتنياهو ضد الفلسطينيين.. حيث يطالب الرئيس مرارا وتكرارا بوقف الإرهاب الإسرائيلي ضد الرجال والنساء والأطفال ورفضه ورفض مصر تصفية القضية الفلسطينية تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
إن المبادئ لا تتغير يا سادة.. والمُثل العليا ليست قابلة للمزايدة أو المساومة..
والله سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم النصير..
***
و..و..شكرا