تصوروا حينما يتحدث إرهابي عن مكافحة الإرهاب وتصوروا أن يلقى كلام هذا الإرهابي تصفيقا من جانب أناس المفترض أنهم رجال تشريع ويمثلون أمة بأكملها..؟!
عن نتنياهو أتحدث..!
لقد وقف سفاح القرن يقول بكل بجاحة أمام الكونجرس الأمريكي إن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة ليست صراع حضارات بل صراعا بين الهمجية والحضارة..!
أي همجية تلك التي يقصدها؟!
طبعا همجية الفلسطينيين الذين يذبحون ويقتلون يوميا بالعشرات إن لم يكن بالمئات..!
وطبعا همجية الفلسطينيين الذين تطاردهم الطائرات والصواريخ وهم يهربون من مخيم إلى شارع أو إلى مستشفى فيسقطون قتلى وجرحى..!
وطبعا همجية الفلسطينيين الذين تهدم بيوتهم فوق رءوسهم وتظل جثامينهم تحت الأنقاض أياما.. وأحيانا شهورا.
أيها المزور الكذاب يكفي أنك وصلت واشنطن دون الهبوط في أي مدينة أوروبية خوفا من أن تقبض عليك المحكمة الجنائية الدولية وفي طريق العودة لن يختلف موقفك بل هي فرائصك ترتعد من الآن أكثر وأكثر؟!
***
المهم.. لقد تجمع المتظاهرون الأمريكان أمام مبنى الكونجرس أثناء إلقاء نتنياهو خطابه وهم ينددون بأفعاله الشائنة.. ونتنياهو ولا هنا بل ينظر إليهم وكأنهم مؤيدو الإرهاب..!
للأسف.. لقد اختلط الحابل بالنابل في هذا الزمان وأصبح المجرم بريئا والبريء مجرما..!
لكن تأكدوا أن عين الله لا تغفل أبدا عن كل شيطان مريد.. وسوف يأتي يوم قريب يتعرض فيه نتنياهو لأقسى ألوان العذاب..
هل هو يعرف مثلا أن بريطانيا أعلنت اليوم أنها ستؤيد المحكمة الجنائية في قرارها ضد سفاح القرن؟
وهل يدري أن أستراليا قد أعلنت قائمة للإرهاب على رأسها ذلك الملعون قاتل الأطفال والشيوخ والسيدات الحوامل..؟!
إذن فليذهب إلى أمريكا كما يحلو له وليقف أمام أعضاء الكونجرس ليقول ما يقول لكنه سوف يسقط إن آجلا أو عاجلا في آتون الجحيم..!
***
على الجانب المقابل يكفي أنه لأول مرة يشعر بمرارة الهزيمة حيث مازال عاجزا حتى الآن عن الوصول إلى اتفاق بالإفراج عن أسراه المحجوزين لدى حماس بل يقف مكبل اليدين أمام أهالي الأسرى وهم يشتمونه ويلعنونه متوعدين إياه بمصير لا يختلف عن مصير أي أسير لقي حتفه ردا على هذه الحرب الضارية التي يشنها دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق؟!
***
في النهاية تبقى كلمة:
المتحدث العسكري الإسرائيلي يكرر بين كل يوم وآخر بأنهم يعدون العدة لشن هجوم بري كاسح ضد لبنان فهل يقدرون..؟!
إن جميع الشواهد تقول إن جيشهم الذي لا يقهر قد انتهت صلاحيته في معركته ضد غزة وأن كل ما يصرحون به حتى الآن حول أية تجهيزات أو معدات أو مجندون ومجندات ليس سوى ذر للرماد في العيون..!
إن جيشك يا أخ نتنياهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فلا تكابر ولا تعاند.. فكم كابر من قبلك من كابر وعاند من عاند فسقط في أقذر وأحط مستنقعات الهزائم النكراء.
***
لقد ذهب بايدن وسوف تذهب كامالا هاريس وسوف يذهب كل من ناصرك يوما على القوم المقهورين المضطهدين الجوعى والجرحى والعراة..!
***
على أي حال معركتك الكبرى اليوم تكمن في لقائك المرتقب مع الرئيس الأمريكي بايدن الذي سبق أن اتهمك بالنذالة وعدم الاعتراف بالجميل..
***
و..و..شكرا