لا أدري لماذا يقفز إلى ذهني بين كل آونة وأخرى سؤال يتكرر:
وهل هناك ثمة أمل لعودة الصحافة الورقية إلى سابق مجدها؟!
طبعا.. كل الآراء تدور حول إغلاق أبواب تلك الصحافة بسياجات من حديد وبالتالي تصبح عودتها ضربا من ضروب المستحيلات وأصحاب هذا الرأي يطرحون أمثلة عديدة في دول أوروبا وأمريكا واليابان حيث أخذت الصحافة الورقية تتوارى شيئا فشيئا حيث جفت الأقلام.
***
ونحن هنا في مصر أصبحت اللهجة السائدة أن الصحافة الورقية قد انتهى زمانها إلى غير رجعة .
أنا شخصيا أرى العكس تماما ربما لأني عاشق للصحافة الورقية التي عملت في بلاطها أكثر من خمسين عاما وأعترف بأنها أعطتني الكثير وأنا أيضا كنت أمينا عليها وحاميا لكل كلمة تنشر في إطارها.
أما من الناحية الموضوعية.. فإن الصحافة الورقية لن يكون لها بديل تحت أي ظرف من الظروف .. بديل رقمي أو إلكتروني أو روبوت أو..أو..!
والدليل أنني والحمد لله يتوفر لدي حجم هائل من المتابعين لمقالاتي وجميعهم يتمتعون برؤية ثاقبة وأستشعر أنني أعيش نبضهم ليلا ونهارا.. بالضبط مثلما هم يبدون حماسهم لما تفرزه ماكينات الطباعة والأحبار والورق الذي ارتفع سعره بدرجة خيالية في الآونة الأخيرة.
***
ثم.. ثم.. يأتي سؤال آخر منطقي وموضوعي: هل نقطة العودة سوف تأتي بدون جهد أو عمل.. أو.. عقول متقدة..؟!
طبعا لا.. وألف لا.. من هنا فكم تبلغ سعادتي عندما تركز الصحافة الورقية على أعمال المتابعة الخبرية والقصصية فهذه المتابعة إذا تمت بفكر راقٍ فسوف يتهافت الناس عليها خصوصا في ظل معلومة جديدة .. أو قضية من القضايا الساخنة ..أو..أو..!
***
أيضا.. ينبغي ألا تسيطر أحاسيس التشاؤم على العاملين في مجال الصحافة الورقية إذ ليس معقولا أن يمضوا نهارهم وليلهم وهم يتساءلون :
هل تتوقف جريدتنا؟
هل لن نجد مرتباتنا ومكافآتنا وحوافزنا..؟
تلك كلها أسئلة لا تقدم ولا تؤخر وبالتالي فإني أنصحهم جميعا بألا يحبسوا أنفسهم في زاوية ضيقة لا يملكون منها فكاكا..
أرجوكم.. ابتسموا واطرحوا أفكارا جديدة وتبنوا القضايا الحالة والملحة والإنجازات المتعددة .
ثم..ثم.. فإني أهيب ببائعي الصحف الذين كانوا يملأون الشوارع.. ألا يبكون على اللبن المسكوب وكأن الحياة قد توقفت .
أبدا.. أبدا.. فإن الحياة لن تتوقف بالضبط كما الحال بالنسبة للصحافة الورقية التي ستعيش دائما وأبدا بفضلٍ من الله سبحانه وعونه وكرمه.
***
و..و..شكرا