مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 07 أغسطس 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تحولت مصر حسبما تقول لغة السياسة إلى ساحة كبيرة للأحداث الجسام سواء الإقليمية أو الدولية.. أو المحلية.

المهم.. أن هناك إجماعا دوليا على أنها الدولة شبه الوحيدة على مستوى العالم التي تؤدي دورها الحالي بكل فهم وموضوعة وحيادية ونزاهة ما بعدها نزاهة.. استهدافا لتجنيب البشرية كوارث حروب قد لا تبقي ولا تذر.. وبعدها يعض الجميع كبارا وصغارا بنان الندم ولكن بعد فوات الأوان..
***
بداية الجهد اليومي تأتي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعقد الاجتماع تلو الاجتماع ويجري الاتصالات التي لا تهدأ مع الرؤساء والملوك والأمراء رافعا يده منبها ومحذرا.. ثم سرعان ما تتولى الأجهزة المعاونة دورها وكأن البلاد جميعها في سباق مع الزمن ووسط ظروف قهرية صعبة ليس مستبعدا أن يفلت الزمام عند أي منها.
***
دعوني أضرب لكم مثلا بالاجتماع الذي عقده الرئيس السيسي أول أمس مع وزير خارجية تركيا وأوضح فيه بصراحة وفي كلمات محددة بأن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الخطورة..
نعم قال الرئيس ذلك بينما الرئيس الأمريكي جوبايدن ونائبته كامالا هاريس مازالا ينتظران رد الفعل الإيراني على واقعة اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس لاسيما وأن فريق الأمن القومي الذى كان رئيسه وأعضاؤه مازالوا داخل البيت الأبيض يقلبون الأمور ويحللون الأحداث وفي النهاية خرجوا بخفي حنين..!
***
هنا لابد من الإشارة إلى حقيقتين مهمتين:
*أولا: حاول حكام إيران أن يداروا أبعاد الضربة القاصمة التي تعرضوا لها والتي أودت بحياة أصدق أصدقائهم وهو في قصر"الضيافة" الذي لا يقترب منه إلا من هو أهل ثقة.. وأهل نضال كما يرددون لأنهم لابد وأن يشعروا في قرارة أنفسهم وهم يتحدثون عن عمليتهم الانتقامية القادمة بنوع من الخجل السياسي والإخفاق الأمني والعسكري وبالتالي يتمنون طبعا أن تكون عملية القصاص مدوية فهل هذا ممكن لاسيما وأن أمريكا تقوم بين كل ساعة وأخرى بالدفع ببوارجها وأساطيلها وطائراتها وغواصاتها إلى المنطقة الساخنة معلنة بلا حرج وبكل تحدٍ أنها تجيء لحماية إسرائيل.
*ثانيا: سفاح القرن بنيامين نتنياهو لا يريد أن يتوقف عن قتل واغتيال ونسف بيوت الفلسطينيين بل أقنع بايدن بأنه لن يفعل ذلك إلا إذا ضمن "خفة" الضربة الانتقامية الإيرانية.. فهل تقدر أمريكا بدورها على ذلك؟
***
من هنا كان الله في عون مصر التي نذرت نفسها لتدافع عن سلام الشعوب وتذود عن مصالح الأمم ولا تتوانى عن الدعوة لكفاح الإرهاب بكل أسبابه وشخوصه حيث إن هذا الداء اللعين الذي ابتليت به البشرية هو الذي يوغر الصدور ويدفع إلى ارتكاب جرائم لم تكن معروفة من قبل حتى لدى كارهي الحياة..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
أنا شخصيا أتصور.. أن الأجواء كلما هدأت فسوف تتوقف حتى لفترة محدودة الرغبات العارمة في التقتيل والذبح والبعد عن التفكير في استخدام القنابل العنقودية.
حمى الله البشرية من كل سوء..
***
و..و..شكرا