مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 09 سبتمبر 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

يفضل الأمريكان عادة معسكر كامب ديفيد القريب من العاصمة واشنطن لعقد اتفاقاتهم السرية سواء مع بعضهم البعض أو مع الآخرين..
ومن يسمع عن كامب ديفيد ويعتقد أنه مشتى أو مصيف على درجة كبيرة من الأناقة والنظافة لكن الواقع يقول إنه على العكس تماما.
وبالأمس تجمع عدد كبير من ضباط وجنود المعسكر رقم ٢٣ في كامب ديفيد  وكأن كل واحد منهم يذكر زميله أو قائده أو رؤساءه بتلك الأيام و الليالي التي لم يعرفوا خلالها طعم الراحة حيث كانوا يعدون ويجهزون وفقا لتدريبات صعبة قبل سفرهم لغزو العراق . 
*** 
السؤال الذي يثور بعنف حاليا:
وهل تلك القوة العسكرية يعرف أفرادها تفاصيل ودقائق وبنود اتفاقية كامب ديفيد أم أنهم يتجولون داخل المعسكر شأنهم شأن الغرباء؟!
أنا شخصيا أحسب أن هذا  لا يهم الأمريكان في شيء خصوصا وأن الكثيرين منهم يتمنون أن يمحوا من ذاكرتهم وقائع الحرب التي خاضوها في العراق والتي ذاقوا خلالها الأمرين طوال مشاركتهم في المعارك الدائرة بينهم وبين صدام حسين .
*** 
والآن وبعد أن مر ما يزيد عن نصف قرن على توقيع معاهدة كامب ديفيد التي غيرت وجه الحياة في الشرق الأوسط تجيء إسرائيل لتبدي تذمرها واعتراضها على بعض بنود هذه المعاهدة ليس من خلال الجهود الدبلوماسية بل بإطلاق النار في ظل الحرب الضارية ضد الفلسطينيين الذين يعدون أحد أطراف المعاهدة الأصليين.
 وبالأمس أيضا وقعت حادثة تذكرنا بمثيلتها منذ سنوات عدة حينما فتح الجندي المصري محمد صلاح النار على مجموعة من الجنود الإسرائيليين على الحدود  فقتلوه في الحال.
ما أشبه الأمس بالبارحة لكن هذه المرة تم إطلاق الرصاص موجها ضد سياح إسرائيليين مما أوجد ذريعة لدى بنيامين نتنياهو للإعلان عن عدم مغادرة ممر فيلادلفيا.. لكن دعونا نكرر أن الدنيا قد تغيرت وأن ما كانت تتبعه إسرائيل في الماضي يتعذر تكراره حاليا في ظل القانون الدولي والمحكمة الجنائية و ..و ..قوة جيش مصر .
ولعل الرسالة تكون قد وصلت لدى كل الأطراف.
*** 
و ..و..شكرا