مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 30 سبتمبر 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

ماذا تنتظرون من عصابة  إرهابية يساندها ويدعمها في عملياتها الإجرامية أكبر الدول أو أقواها أو أبلغها تأثيرا  ومع ذلك تزعم أنها  عاتبة على سفاح القرن بنيامين نتنياهو باتخاذ قرارات عنيفة دون اللجوء إليها ثم يهرول طالبا النجدة.
لا تصدقوا هذا الكلام..إذ ليس من المتصور أبدا أن توافق غالبية دول العالم على قرار المحكمة الجنائية الدولية بمطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والتأكيد على ضرورة تسليم عدد من مسؤوليها للمحكمة لمعاقبتهم على ما ارتكبوه في حق الإنسانية..!
أقول ليس من المنطق في شيء أن يحدث ذلك ثم يقدم نتنياهو على هذه الضربة العنيفة ضد حزب الله التي أسفرت عن مقتل أمينه العام حسن نصر الله..
لقد غادر بنيامين نتنياهو نيويورك حيث كان  يشارك في اجتماعات  الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو يمسك بيده تليفونه المحمول ليعطي إيحاء  للدنيا كلها بأن قرارا صادرا منه ومن أعضاء حكومته قد تم تنفيذه أو على وشك التنفيذ..!
وعندما يصل إلى تل أبيب يتبين أن هذه الحركة المسرحية كانت تحمل في طياتها اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. 
*** 
طبعا ازداد نتنياهو غرورا وصلفا وتكبرا وأخذ يطلق تصريحات تهديدية بتوسيع نطاق الحرب دون أي تحفظات في نفس الوقت الذي تدك فيه طائراته أراضي لبنان دكا بلا رحمة أو هوادة بينما المجتمع الدولي إياه يصمت ولا يتحرك بل يشجعون ويهللون ويصفقون لاغتيال حسن نصر الله..
على الجانب المقابل فإن لبنان مهيض الجناح لا يجد ما يفعله سوى أن يطالب مواطنيه بالحفاظ على وحدتهم والوقوف صفا واحدا  في مثل هذه الظروف الصعبة. 
وهذا ولا شك كلام للاستهلاك المحلي لكن هل ينم عن أية إجراءات أو قرارات تمنع عنهم ظلم الظالمين..؟!
بالضبط مثلما تعيد إيران وتزيد حول ضرورة القصاص ممن اغتالوا حليفهم الأول وأيضا جنرال من جنرالاتهم وهو قائد الحرس الثوري في لبنان..
وإن كان همهم الأكبر الآن يدور حول كيفية اغتيال نصر الله ومرافقيه وهو الذي كان حريصا على حماية أمينه الخاص بنفسه بحيث لم يحدث أن استخدم أي وسيلة من وسائل  الاتصالات الإلكترونية الدقيقة ضمانا وتأكيدا لسلامته. 
لذا فإن إيران تساورها شكوك حول أن عنصرا من عناصر الحماية الخاصة هو الذي قدم رقبته لإسرائيل ليضرب عرض الحائط بما يتردد بأن هذه الميليشيات القوية يرتبط أعضاؤها بروابط عقائدية ووثيقة لكن ها هو الواقع القائم يثبت عكس ذلك والغريب أن نفس الأسلوب كان قد اتبع مع واقعة اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس في قلب العاصمة الايرانية ذاتها بل داخل غرفته المخصصة له في قصر الضيافة..!
*** 
من هنا.. اسمحوا لي أن أقول إن هذا المظهر وذلك المخبر لا يرجى من ورائهما خيرا فعلى أي أساس يتحمسون لاستعادة أرض  مضى على احتلالها من إسرائيل أكثر من 75 عاما وهم على استعداد لبيع شرفهم وحرماتهم ومصيرهم بأرخص الأسعار..؟!
*** 
في النهاية تبقى كلمة: 
ربما يخرج بيننا من يقول إن هذا ليس وقت الحساب المهم الآن التضامن والتكاتف.. لكن الرد سهل وبسيط فإذا لم يكن الآن وقت الحساب فمتى يجيء هذا الوقت إذن؟!
وعلى أي أساس توضع القواعد والأسس الكفيلة باسترداد الكرامة والعرض والأرض وأهلها عن أهم المبادئ غائبون أو مقاطعون أو.. أو مخاصمون إياها  خصاما تدمي له القلوب؟
ثم ..ثم آخر سؤال: 
وما هي هذه القلوب بالضبط ومن أصحابها ومن الذين يضحون في سبيل نقائها قبل أن يتحدثوا عن أي شيء آخر؟!
*** 
و ..و..شكرا