*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*الأخلاق .. مبدأ صعب في السياسة المصرية
*تمسك الرئيس السيسي بالسلام إنقاذ للبشر ولابد من استيعاب معانيه
*فلسطينيو غزة يستغيثون…وآلات القتل الإسرائيلية لم تتوقف
*لو لم يتم وقف إطلاق النار اليوم قبل غد فسوف تستمر حرب الإجرام والظلم والبهتان!!
*اللاجئون اللبنانيون يتزايدون.. ولا حياة لمن تنادي
*قادة حزب الله يلقون بيانات المقاومة وبعد ساعات تؤكد إسرائيل اغتيال نائب حسن نصر الله!
*عتاب الأحباء بين بايدن ونتنياهو لم يستمر طويلا!
*القانون في مصر يطبق على السودانيين والبريطانيين
*******
ليس كل حاكم يتسم بالعدل والحكمة وحسن تقدير الأمور.
من هنا فإن الحاكم الذي يحرص على ترسيخ الأخلاق في قراراته وفي تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع وأيضا علاقات البلد بالآخرين- كل الآخرين شرقا وغربا.
لذا فليفهم القاصي والداني وليدرك من يفهمون ومن لا يفهمون أن تمسك الرئيس عبد الفتاح السيسي بالسلام إنما هو حرص على حماية أرواح البشر لا سيما وأن سفاح القرن بنيامين نتنياهو لابد أن يتوقف عن جبروته وطغيانه.
لقد كان متوقعا أنه بعد أن يمر عام كامل على أعمال القتل والتذبيح وانتهاك الحرمات وهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها .. أن يثوب نتنياهو إلى رشده ويعيد تقييم سياساته ومواقف عصابته الحاكمة في إسرائيل ويدرك جيدا أن السلام الذي يبحث عنه لا يتأتى أبدا بهذه الوحشية والضراوة.
***
طبعا.. ذلك هو الفرق بين من يقيم حكمه على الأخلاق والصدق والصراحة وبين من جاء وعاش وسيغادر الدنيا وهو بمثابة لص كبير يسرق الأرض والعرض .
الرئيس السيسي أخذ على عاتقه أن يوضح ليل نهار أهمية السلام وأن يحلل ويجري اتصالاته مع العالم الخارجي ومع الزعماء الإقليميين وقد ركز جل همه على وقف إطلاق النار فهو يرى وتلك حقيقة ولا شك أنه إذا توقفت البنادق يعني الصواريخ والقنابل والدبابات فسوف يكون المناخ مهيئا لإجراء مفاوضات مشتركة من شأنها تحقيق مصلحة الطرفين.
أعود لأقول إن نتنياهو مطالب بأن يفهم ذلك لكن كيف يفهم وهو تربى ونشأ على التطرف والعنف وكراهية كل ما ليس له صلة بالفلسطينيين .
***
للأسف لقد اتجه نتنياهو إلى لبنان وهو قد أخذ يتبع مع أهله نفس ما يتبعه مع أعضاء حركة حماس في غزه بل وما زال يتبعه حتى الآن.. فهل تتدخل مصر منعا لانتشار حمامات الدماء التي بدأ سفاح القرن في نصبها وفي إغراق أعدائه وغير أعدائه داخل أسوارها المقيتة؟
بكل المقاييس هذا أمر وارد لا سيما وأن نتنياهو قد أخذ بحق في تنفيذ خطته الحمقاء ويساعده على ذلك أعضاء حزب الله الذين ما زالوا يصرون على القتال رغم خسائرهم التي منوا بها.
ولأن إسرائيل تتخذ من المقاومة ضد الاحتلال نوعا من السخرية والتهكم فقد تركت نائب حسن نصر الله يخطب في الناس ويتحدث عبر شاشات التلفزيون ويدلي بتصريحات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مهددا ومتوعدا سفاح القرن الذي سرعان ما ظهر بدوره يعلن أنه قام بتصفية نعيم قاسم الذي لم يكن قد أنهى بيانه الحماسي بعد مما جعل حزب الله نفسه عاجزا عن التعليق.
***
عموما ما زالت إسرائيل تتمادى في غيها وضلالها وبالتالي إذا لم تكن قد أوقفت القتال في غزة فإنها أيضا واصلت الاعتداء على الضاحية الجنوبية في بيروت ومعها قرى وبلدات الجنوب اللبناني المتاخم لحدود إسرائيل.
وللأسف ليس في وسع لبنان أن يفعل شيئا مكتفيا بالبيانات التي يذيعها وزير الصحة عن عدد القتلى ووزير الخارجية حول النازحين من منازلهم إلى الشوارع والأرصفة والذين بلغ عددهم حتى أمس 14 ألفا و 276 نازحا.
***
ومع ذلك فلابد أن نبحث ونتأمل وأن ندقق الحقائق المباشرة وغير المباشرة وبالتالي يثور السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف :
*ما موقف أمريكا حاليا بعد أن جرى ما جرى وما في طريقه أن يجري؟!
الإجابة ببساطة أن أمريكا لم تتوقف لحظة واحدة عن مساعدتها ومساندتها لإسرائيل ومدها بأحدث الأسلحة الإلكترونية وغير الإلكترونية.
طبعا لا تشغلوا بالكم بحكاية الخلاف بين الرئيس بايدن وبين نتنياهو فهو بمثابة خلاف وعتاب بين الأحبة والدليل أن بايدن لم يقدر على مقاطعة نتنياهو أكثر من يومين أو ثلاثة ثم عاد ليدلله ويشيد بمجهوده في محاربة الإرهابيين من حركة حماس وحزب الله.
هل هناك زيف وتضليل وتحيز صارخ أكثر من ذلك؟!
***
في النهاية تبقى كلمة:
لقد اخترت عنوانا رئيسيا لهذا المقال يقول:
"الأخلاق مبدأ صعب في السياسة المصرية"..
ولقد قصدت من هذه الصياغة أن أوضح مدى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التمسك بالسلام والذود عنه تحت وطأة أي ظرف من الظروف في نفس الوقت هو أيضا شديد الحرص على أن يسود القانون كافة العلاقات بين جميع الذين يعيشون فوق أرض هذا الوطن بصرف النظر عن دياناتهم أو جنسياتهم أو مذاهبهم أو توجهاتهم.. ولعل أبلغ مثل هذا الحكم الرادع الذي صدر من محكمة الجنايات ضد عامل كشري اعتدى على طفلة سودانية رضيعة اسمها جانيت.. هذه هي الأخلاق بمفهومها الشامل والواسع وفقا لأسسها ومبادئها التي لا تتغير ولا تتبدل.
***
و..و..شكرا