هكذا يؤكد تسلسل الأحداث ويثبت الواقع العملي أن أمريكا وإسرائيل لم تخلق أي منهما لمجابهة الأخرى.
نعم.. ربما يتعرض الرئيس الأمريكي لبعض سهام التجاوزات اللفظية لكن يستحيل أن تصل الأمور إلى حد القطيعة بين البلدين.
***
على الجانب المقابل يبدو أن الإيرانيين يتفهمون جيدا موقف أمريكا وبالتالي لا يتوقفون كثيرا أمام بعض الأحداث الطارئة بل يحاولون تمرارها سريعا لأن التوقف يستلزم جهودا وأجهزة خاصة الأمر الذي لا تملكه إيران فتلجأ إلى أسلوب التهدئة آملة في أن تكون عند حسن ظن المنادين للسلام والداعين لإرساء قواعده. ولعل حادث اغتيال نيلفروشان نائب قائد عمليات الحرس الثوري في لبنان واستقبال الخبر من جانب حكومة طهران بكل هدوء أو "برود" مكتفين بالإعلان عن موقع اغتياله الذي هو موقع اغتيال نصر الله ثم موعد ومكان تشييع جنازته التي قالوا إنها ستكون في العراق.
***
إذن.. إيران لن تقدم على محاربة إسرائيل بحق وحقيق طالما أنها تتعامل مع عمليات الاغتيال السياسي بهذه البساطة وتلك السلبية وكل ذلك يسهل للرئيس الأمريكي بايدن مهمة التفاهم حول تخفيف معارك الانتقام والانتقام المتبادل.
***
في نفس الوقت.. ألا يبدو غريبا أن إيران التي تحمست ومازالت تتحمس لتوطيد العلاقات مع حزب الله وتزويده بالأسلحة والرجال هي نفسها التي تنظر إلى قتلاه بمعرفة إسرائيل وكأنهم أناس عاشوا ويموتون ضحايا أو شهداء في أحسن الأحوال..؟!
***
في النهاية يثور سؤال مهم:
هل تضمن أمريكا أن تكون ضربة إسرائيل القادمة ضد إيران ضربة أخوة وأصدقاء لا أعداء أو متقاتلين؟
الإجابة.. نعم لأن إسرائيل شأنها شأن إيران بالنسبة لأمريكا كل منهما حريصة على إرضاء "وسيط المحبين"!
***
و..و..شكرا