شاءت الأقدار أنه في اليوم الذي تحتفل فيه مصر بالتطويرات التي أجرتها على مرفق السكك الحديدية وهي التطويرات التي بلغت تكاليفها خمسة تريليونات دولار أن يقع حادث قطار المنيا والذي راح ضحيته عدد من المواطنين.
إن رقم تريليون إنما يشد انتباه المواطنين جميعا لكن هذا للأسف لم يعجب قوى الشر التي دأبت على الهجوم ضد سياسة التوسع الحضاري؛ ولأن وزير النقل فاهم وواعٍ فقد بادر منذ أن تولى منصبه بوضع خطط التطوير والتي كان يفترض تطبيقها منذ سنوات وسنوات.
***
على الجانب المقابل قد يقول من يقول إن نفس المبالغ التي تنفق على تطوير المرافق لا تأتي بعائدها خلال مدة وجيزة وهذا ما يجعل المواطنين لا يلمسون تحسنا في حياتهم المعيشية.
إن هذا في حد ذاته قصور فكري وإغراض ما بعده إغراض إذ كيف يستطيع الإنسان .. أي إنسان-على سبيل المثال-تجديد منزله دون مبلغ معين تتضمنه ميزانية الأسرة وإلا ذهبت كل المحاولات وكافة النوايا الحسنة أدراج الرياح..؟!
وبديهي لم يكن منطقيا ألا تشتمل خطة تطوير السكك الحديدية على أفضل وأحسن الأدوات الإلكترونية على مستوى العالم كله وإلا سوف نظل جامدين في أماكنا.. نتعرض لأخطر الحوادث بسبب أخطاء بشرية أو غير بشرية وفي كل مرة نضيع الوقت في مناقشات لا جدوى من ورائها.
***
ثم..ثم.. فإن استخدام قطارات السكك الحديدية يعتمد بدرجة كبيرة على وعي الناس.. بمعنى لابد أن يدرك كل واحد من أبناء هذا الوطن.. أن هذه القطارات أو تلك الجرارات بمثابة ملك شخصي له وإذا تعطلت فمصالحه أيضا سوف تتعثر وتتعثر.
ولقد شهدت منذ أيام بيانا عبر شاشات التليفزيون تناشد فيه السكك الحديدية المواطنين عدم ضرب القطار بالحجارة أثناء سيره وسط المدن أو القرى وذلك للأسف سلوك إنساني معيب.
***
وغني عن البيان.. لا ينكر أي ذي عينين لاسيما من سبق أن استقل القطار قبل تطبيق خطة التطوير وحاول أن يعقد مقارنة بينها وبين خيوط وأبعاد ما بعد الخطة فسوف يحكي في فخار وإعزاز عن تلك الملحمة لتطوير سكة حديد مصر ..
وهكذا فلنطمئن اليوم أكثر وأكثر ولا نقف عند زاوية صغيرة محدودة بينما في إمكاننا إيجاد عشرات المنافذ والأركان وهذا للعلم..
***
في النهاية تبقى كلمة:
لعلها فرصة اليوم أن أوجه نداء للمصريين جميعا مؤيدين ومعارضين لنؤكد أن أي تنمية لا تتم دون إنفاق مالي ولا ترتفع صروح الأمان والاطمئنان إلا إذا تأكد الحاكم أن جميع وسائل ضمان الحياة الكريمة المطمئنة مؤمنة تأمينا شاملا وشجاعا.
***
و..و..شكرا