مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 25 أكتوبر 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

أكاد أجزم بأن ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الإيراني مسعود بزكشيان هو نفسه ما يؤكده الرئيس دوما سواء في السر أو العلن.

نعم.. لقد وجد الرئيس الفرصة سانحة لكي يتحدث وجها لوجه مع الرئيس الإيراني محذرا من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط وذلك لو حدث فسوف تكون العواقب وخيمة على جميع سكان المنطقة .. وستمتد إلى ما هو أبعد وأبعد.

على الجانب المقابل فإنه ليس مستبعدا أن يفكر الرئيس الايراني في تغيير سياستها تجاه الآخرين وربما هذا يكون التغيير دافعا لباقي الأطراف ليعدلوا من سياستهم أيضا لاسيما وأن لبنان يبدو صامدا حتى الآن واثقا من شجاعة أبنائه وبناته ومتحملا  قذائف البارود والمدافع التي  تنهال على جسده العليل بمئات الصواريخ كل يوم وليس أمامه سوى أن يئن ويتوجع ويشكو .

***

ولقد انعقدت في باريس أمس وأول أمس اجتماعات القمة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي ماكرون تحت عنوان "من أجل إنقاذ لبنان".. وبالرغم من أن جميع الأبعاد والزوايا معروفة فلم يشأ بنيامين نتنياهو أن يتخذ مبادرة سلام واحدة على الأقل ليؤكد أنه ليس معاديا للمجتمع الدولي بأسره عسى أن يجد  في النهاية ما يخفف عنه ومن وضعه السياسي والعسكري في آنٍ واحد.

أما وأن هناك شبه إجماع عالمي على أن اللعبة كلها في يد أمريكا فلا أمل إذن إلا إذا أبدت من حسن النوايا ما يقنع إسرائيل أولا وكافة دول العالم من ناحية أخرى.

من هنا.. فمهما أصدرت أمريكا من تصريحات خلال هذه الفترة فلن يصدقها أحد ومع ذلك فهي مطالبة بأن تفعل وإلا اكتوت هي الأخرى بنيران المدافع والملاحظ ان اللهجة  بدأت تتغير منذ أمس.

لكن السؤال:

هل أمريكا تقدر بالفعل على وقف شحنات الأسلحة لإسرائيل؟

هذا ما يجيب عنه نتنياهو نفسه قائلا بملء فمه.. لا.. لا تقدر لأن إسرائيل جزء منها ومن الصعب أن ينفصل الجزء عن الكل.

***

ثم..ثم.. إن هناك على الجانب الاخر من الكرة الأرضية روسيا وحلفاءها ولقد صدر بالأمس بيان من  حلف شمال الأطلنطي يقول إنه سيكون منخرطا مع روسيا إذا تم تزويد أوكرانيا بمزيد من الصواريخ البالستية.

وبديهي مثل هذه التصريحات الساخنة المتبادلة إما تؤدي إلى إشاعة مناخ السلام في العالم أو العكس .. ويا ويلتاه من العكس الذي نرجو الله سبحانه وتعالى أن يحمي البشرية من تداعياته وآثاره الموجعة والأليمة.

***

و..و..شكرا