مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 02 نوفمبر 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

لم يحدث أبدا أن منعت مصر أو امتنعت عن إقامة طائفة من الطوائف التي شاء قدرهم أن يعيشوا فوق أرضها جبرا أو اختيارا..!

من هنا.. ظل الأبناء والبنات ينتظرون في لهفة يوم 31 أكتوبر لإقامة الاحتفال المسمى بالهيلوين وهو عيد بدأ بسمات دينية ثم سرعان ما تتطورت الاحتفالات لتدخل في إطار طقوس غريبة لكن ولأن مصر تعتمد دائما وأبدا على تكريس الفضائل والقيم والمعاني فقد انطلق أطفالها على الامتناع عن الاحتفال بعيد الهيلوين وقد أعلن هؤلاء الأطفال الصغار أنه يعز عليهم الاحتفال بالهيلوين بينما نظراؤهم في غزة ولبنان يعيشون في قصف الصواريخ بل ومنهم من لا يجد شربة ماء  وقد توقفت بالأمس مظاهر الاحتفال بهذا العيد فاختفى الصبية والفتيات ولم يظهروا كما كانوا يعملون من قبل في التجمعات السكنية التي مازال بعضها في طريقه للنور.. فلم يصعدوا لطرق أبواب المساكن والفيلات سائلين إياهم عن هدايا الهيلوين بل إن الآباء والبنات كانوا على الجانب المقابل غير مشجعين على إقامة الاحتفالات.

***

هذا الموقف الإنساني المتميز كفيل بأن يتوقف سفاح القرن بنيامين نتنياهو عن غيه وضلاله وصلفه وتجبره وغروره فقد زاد بالأمس من ارتكاب المجازر التي انسابت من خلالها دماء الصغار والكبار على حد سواء.

***

الأكثر والأكثر أن عدوان إسرائيل على المواقع الدينية تعمقت جذوره وانتشرت فنصبوا المدافع وأقاموا المتاريس لمنع المصلين عن أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى .. وهددوا كل من يقترب منها بإطلاق الرصاص.

***

في النهاية تبقى كلمة:

إن ما حدث بالأمس إنما يحدث كل يوم كفيل بأن يتحرك العالم تحركا إيجابيا من أجل إنقاذ الفلسطينيين من براثن هذا العدو الذي لا يعرف دينا أو أخلاقا بل ولن يعرف حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.. وإن شاء الله فإن هذا اليوم آتٍ.. وآتٍ، إذ يستحيل أن يبلغ الظالمون المدى دون حساب أو عقاب.

  ***

          مواجهات

*ضوء الشمس يستحيل إطفاؤه لأن الأشعة الذهبية لا يمكن منعها على يد مغامر أو مقامر..أو.. أو زعيم عصابة إرهابية..!

***

*فرق كبير بين رجل أتى للحياة ورحل دون أن يترك بصمة واحدة عكس الذي إذا نطق بكلمة واحدة تفتح له كل الأبواب والنوافذ.

***

*الأفكار الشريرة لا مكان لها سوى العقول السوداء لذا فلا تتعجب أن يختلط هؤلاء بأولئك في بجاحة وإصرار بالغ على ممارسة الانحراف.

***

*وأخيرا نأتي إلى حسن الختام..

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر زهير بن أبي سلمى:

أَلا لَيتَ شِعري هَل يَرى الناسُ ما أَرى

مِنَ الأَمرِ أَو يَبدو لَهُم ما بَدا لِيا

بَدا لِيَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَزادَني

إِلى الحَقِّ تَقوى اللَهِ ما كانَ بادِيا

بَدا لِيَ أَنَّ الناسَ تَفنى نُفوسُهُم

وَأَموالُهُم وَلا أَرى الدَهرَ فانِيا

وَأَنّي مَتى أَهبِط مِنَ الأَرضِ تَلعَةً

أَجِد أَثَراً قَبلي جَديداً وَعافِيا

أَراني إِذا ما بِتُّ بِتُّ عَلى هَوىً

وَأَنّي إِذا أَصبَحتُ أَصبَحتُ غادِيا

***

و..و..شكرا