مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 22 نوفمبر 2024
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

من يراجع سجلات التاريخ فسوف يكتشف أن أول حرب نووية اشتعلت عام 1949 بقرار من الرئيس الأمريكي هاري ترومان حيث قامت ثلاث طائرات بضرب مدينة هيروشيما اليابانية بسبب رفض اليابان الاعتراف باتفاق بوستدام الذي قضى بأن تستسلم اليابان استسلاما شاملا للحلفاء ليس هذا فحسب بل إن رئيس وزرائها تجاهل هذا الإعلان من الأصل.

وتقول الوثائق بأن هذا  الموقف الياباني أثار غضب الأمريكان فجاءت الضربة القاصمة التي أدت إلى وفاة ما يقرب من 80 ألف شخص خلال دقائق معدودة ثم تتابعت أهوال الموت على ما يقارب هذا العدد وربما أكثر.

أيضا.. هناك عامل آخر غير الغزو يمكن أن يشعل الحرب النووية وهو الثقة الزائدة في النفس بالضبط مثلما حدث مع الرئيس ترومان الذي كان واثقا تمام الثقة بأن القنبلة النووية  سوف لا تبقي ولا تذر وقد كان.

أما العامل الثالث فيدور حول التنافس المحموم بين القوى الكبرى والتي تسعى كل منها إلى اقتحام أسوار التميز العسكري الفائق بحيث تحمل المعركة الباترة اسم من بدأ في شن الحرب والتي كان قد اختار لها بالفعل لفظ "الولد الصغير" قاصدا القنبلة الأولى التي ألقيت فوق مدينة هيروشيما في 6 أغسطس عام 1945 ثم "الرجل البدين" أي تلك القنبلة التي ألقيت في اليوم التالي مباشرة 7 أغسطس من نفس العام فوق مدينة ناجازاكي والتي راح ضحيتها هي الأخرى نحو 140 ألف شخص.

***

من هنا دعونا جميعا نقف في إصرار وفي صلابة وفي جرأة من هذا التلويح باستخدام القنبلة النووية في تلك الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وهذا ما أشارت إليه موسكو منذ أيام ويبدو أن الرئيس بايدن لا يريد مغادرة البيت الأبيض دون أن يشعلها نارا فقال في تهكم بأن حرب روسيا ضد أوكرانيا مضى عليها مائة يوم دون أن تحقق هدفا واحدا وبالتالي لا أحد يستطيع منع أوكرانيا من استخدام السلاح النووي لحسم هذه الحرب.

على الجانب المقابل وإمعانا في سياسة الإثارة والاستفزاز استخدمت أمريكا "الفيتو" إياه ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يقضي بوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين..!

بالله عليهم.. وسط هذا المناخ الملبد بالغيوم وبالمواقف المسيئة والداعية إلى الإرهاب.. نعم الإرهاب..ألا تسود الشعوب في أي مكان في العالم مشاعر الخوف والفزع من أن حربا نووية محتملة تشتعل بين يوم وآخر؟!

والجواب لك.

***

و..و..شكرا