.. وهكذا حدث في سوريا ما كان متوقعا.. أو ما كان يخشى من وقوعه وأعني تلك المصادمات بين الناس وبعضهم البعض واشتعال نيران الطائفية بصورة تفوق ما كان يعاني منه السوريون خلال حكم بشار الأسد ومن قبله والده..!
مثلا.. في مدينة طرطوس استيقظ الحكام الجدد فجأة على ما يشبه الحرب بين بعض الأهالي وبين ما أسموه فلول النظام السابق وقد أسفر القتال عن مصرع 14 شخصا مما اضطر أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة إلى فرض حظر التجول وهو ما كانت لا تتمنى الجماهير العودة إليه بحال من الأحوال.
وطبعا أخذ الصراع الطائفي يترسخ أكثر وأكثر وبديهي إذا استمر الحال على ما هو عليه فسوف يصبح هذا الصراع العقبة الرئيسية أمام الاستقرار في سوريا مما يدفع قوى عديدة خارجية وداخلية إلى التدخل لتدور الدائرة بلا أصوات إيجابية بل الغرض العنف والعنف المضاد..!
مثلا .. سرت شائعات تقول إن سبب هذا الصراع الدامي يرجع إلى إشعال النار في أحد الأَضرحة التابع للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد مما أثار حفيظة أنصارها فقاموا على الفور بالرد والرد الانتقامي التلقائي.
على الجانب المقابل أنكرت الحكومة الواقعة من أساسها لأن "الفيديو" الذي تم إذاعته بشأنها إنما هو "فيديو" قديم يرجع إلى النظام السابق وليس الآن..!
المهم.. سواء هؤلاء صادقون أو أولئك متخصصون في إيجاد شماعات ليلقوا عليها أفعالهم أو أفعال سابقيهم فإن المحصلة النهائية تعكس تعميق الخلافات الطائفية وما أدرانا ما الخلافات الطائفية .
***
كل ذلك وسفاح القرن بنيامين نتنياهو يتباهى بأن إسرائيل هي التي أسهمت إسهاما كبيرا في إسقاط حكم الأسد وبالتالي استمر في ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين في غزة وأيضا جنوب لبنان على أساس أنه أصبح "فتوة" المنطقة.
***
وغني عن البيان أن إسرائيل تنتهز مثل تلك الفرص وتوسع من دائرة عدوانها أكثر وأكثر والدليل قيام وزيرها المتطرف بن غفير باقتحام المسجد الأقصى مع مجموعة من المستوطنين حيث قاموا جميعا بضرب المصلين ومنعهم من أداء صلواتهم بينما هم أخذوا يصولون ويجولون داخل باحات المسجد الذي حولوه إلى بؤرة تقشعر لها أبدان كل المسلمين ومعهم أيضا المسيحيون ولا حياة لمن تنادي والحجة في ذلك أنهم يحتفلون "بعيد هانوكاه" وهو الذي يبيح لهم فعل كل شيء دون وازع من دين حقيقي أو ضمير أو أخلاق..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن "الأخ" زيلنسكي رئيس أوكرانيا أقام هو الآخر احتفالات صاخبة بمناسبة العيد إياه.. مشيدا إشادات بالغة بإسرائيل وأعرب عن اعتزازه بالديانة اليهودية هو ورئيس وزرائه والتأكيد على ضرورة توثيق العلاقة مع بنيامين نتنياهو.
***
في النهاية تبقى كلمة:
هل بعد هذا الاستعراض للوقائع والأحداث.. هل يرجى خيرا من بنيامين نتنياهو بتوقيع اتفاق الهدنة بينه وبين الفلسطينيين؟!
أنا شخصيا أشك..
***
و..و..شكرا