مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 06 فبراير 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*السلام بجرة قلم.. يستحيل أن يؤدي إلى الاستقرار بل العكس

*غاز غزة.. هل حرام على أهلها وحلال على المحتلين الغاصبين؟!

*شعب مصر انتصر  على الأعداء في أعتى المعارك الأمثلة عديدة:

 معركة المنصورة.. معركة رشيد .. معركة السويس وهو الآن "رجل واحد" وهذا يكفيه

*نتنياهو تكاد شرارات السعادة تطير من عينيه أثناء لقائه مع الرئيس ترامب

*طبعا سيستمر في غروره وفي صلفه وجبروته

*شهر رمضان والخير الوفير القادم

*****************

يخطئ من يتصور أن السلام –أي سلام- في أي مكان من هذا العالم يمكن أن يتحقق بجرة قلم.. يعني اذهب أنت وهو وسوف يأتيكما السلام على أطباق من ذهب..!

هذا كلام لا يحدث ولا في الخيال لأن الملايين من الناس ليس من السهل عليهم حتى قبول الفكرة في حد ذاتها بل بالعكس سوف يزدادون غضبا فوق غضب ويتولد لديهم الاستعداد لمزيد من التضحيات بشتى أنواعها ليس من أجل السلام ولكن بسبب دفعهم دفعا إلى ارتكاب أفعال يعبرون من خلالها عن أنفسهم وهذه الأفعال قد تشمل أعمال القتل وسفك الدماء وتفجير السيارات وخطف جنود الأعداء ومجنديهم ومجنداتهم فهل يصبح صاحب القرار على صواب أم العكس هو الصحيح؟!

***

الآن يؤكد من يؤكد أنه لابد من إخلاء غزة من أهلها وسكانها وتاريخها وكل شيء لأنها بقعة عزيزة على خريطة العالم وفي حاجة إلى من يستثمر ثرواتها استثمارا جيدا وأول هذه الثروات الغاز الذي يتوقع له الخبراء أن يكون ما بمثابة ثروة هائلة تدر المليارات من الدولارات.

من هنا يثور السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

هل هذه الثروة الطبيعية تكون حراما على أصحابها الحقيقيين وحلالا على كل من يخطط منذ زمن طويل لكي يكون هو المالك الأوحد ليشاركه بالطبع من ساعدوه في إبادة الغزاويين وكل من ينتمي إليهم سواء من قريب أو من بعيد..؟!

وحتى لا ننسى هل تذكرون أحداث 11 سبتمبر عام 2001حيث دمرت الطائرات المدنية برجي التجارة بنيويورك ومقر البنتاجون في واشنطن وسقط الآلاف من القتلى ومثلهم أو أضعافهم من المصابين؟!

لقد تبين أن مرتكبي هذه الواقعة ينتمون إلى دول وبلدان انعدمت بداخلها أي صورة من صور العدالة والمساواة وسيادة القانون .

***

والآن دعوني أنتقل بكم إلى المظاهرات الحاشدة التي ينظمها المصريون للتعبير عن آرائهم ومواقفهم ورفضهم لأية إجراءات أو مواقف تفرض عليهم وإذا لم تسعف ذاكرة التاريخ هؤلاء اللاهين أو المغامرين أو المقامرين فإن سجلات هذا التاريخ نفسه تقدم الأدلة والبراهين..!

مثلا معركة المنصورة التي دارت في الفترة ما بين 8 و11 فبراير عام 1250 بين قوات الفرنجة وبين المصريين الذين لا يحملون أسلحة أو قنابل أو أي شيء بل خرجوا لمواجهة المعتدين بأدوات المطبخ والهراوات البدائية فكانت النتيجة أن سقط قائد الحملة لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسره المصريون ولم يفرجوا عنه إلا بعد دفع  الفدية.. لتصبح معركة المنصورة علامة فارقة في تاريخ مصر والمصريين..

معركة رشيد.. بعد أن فشل الفرنسيون في إخضاع مصر لإمرتهم جاء الإنجليز ليحلوا محلهم معلنين أنهم الأقدر والأقوى لكن نفس ما حدث للفرنسيين  تكرر مع الإنجليز وقائد حملتهم والذين قاموا بالهجوم على رشيد لتدور معركة خالدة تم على أثرها أسر الجنرال فريزر الذي أصبح مثلا شعبيا للهزيمة والفشل حيث كان للفلاحين من أبناء رشيد الدور الأكبر في إيقاع الهزيمة به..

معركة السويس عام 1956 وتمر السنون والشهور والأيام لتدور معركة من معارك البسالة والفداء فبالرغم من بجاحة المعتدين وحقارة نواياهم حيث شكلوا عصابة إجرامية تضم كلا من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لكن ما إن نزلت قواتهم إلى أرض بورسعيد حتى خرج أهلها رجالا ونساء وأطفالا بسكاكين المطبخ وأغطية الحلل ليقطعوهم قطعا حتى خرجوا مدحورين منهزمين .

إذن ما أود أن أخلص إليه أن مظاهرات المصريين كفيلة بأن تعيد إلى كل من يفكر في ممارسة ضغوط عليهم أو فرض إرادتهم لن يتحقق له ما يصبو إليه

أما فيما يتعلق بهؤلاء الذين يزعمون أن مظاهرات الغضب التي تجوب الشوارع لا تجدي فإني أرد عليهم .. افهموا وادرسوا وارجعوا إلى سجلات التاريخ حتى تتعلموا..!

***

ثم..ثم.. اسمحوا لي أن أعود معكم إلى تطورات حالة سفاح القرن بنيامين نتنياهو بعد لقائه بالرئيس الأمريكي ترامب في مكتبه بالبيت الأبيض.

طبعا من يدقق في ملامح نتنياهو وتعبيرات وجهه وفي البسمة المنتعشة على شفاهه لابد أن يوقن أنه ذاهب فيما بعد لإبادة البقية الباقية من الفلسطينيين في غزة ..

واضح أن ترامب لم يعامله غير عادية فالشواهد كلها تقول ما أن تتسلم إسرائيل باقي الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس فسوف تهب على الفور لإعادة جرائم الهدم والتدمير والتي يحتاج إصلاحها حسب تعبير ترامب نفسه من عشر سنوات إلى 15 سنة.

تصوروا وصل ترامب إلى أي مدى.. أليس كل ذلك من شأنه أن يضر ضررا بالغا  بالاقتصاد العالمي وليس المحلي أو الإقليمي فحسب؟

***

"شهر رمضان على الأبواب والخير قادم"

بعد أيام قليلة سوف نستقبل شهر رمضان المبارك وأحب أن أقول إن الدولة سوف  توفر سلاسل الأخبار السارة قبل حلول الشهر .. من هذه الأخبار كما أتصور مكافأة استثنائية للموظفين والعمال قبل تقرير زيادة رسمية في أوائل الشهر.

أيضا خفض هائل في الأسعار والسلع..

أيضا سهرات رمضانية في الأحياء الشعبية وغير الشعبية تقيمها وزارة الثقافة والهيئة الوطنية للإعلام.

في النهاية تهنئة صادقة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لبني وطنه الذين يبادلونه حبا بحب ووفاء بوفاء.

***

و..و..شكرا