مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 20 فبراير 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*يوم التهديد والوعيد والتحريض على تنحية الرؤساء

*الرئيس ترامب الذي يناصر أوكرانيا يشن هجوما عنيفا ضد رئيسها ويقول علانية وجهرا:

زيلنسكي.. رئيس غير كفء ويقول أي كلام!!

*طبعا ثار الأوكرانيون وهاجوا بينما ترامب سائر في طريقه متجها إلى غزة

*أعوانه ومؤيدوه:

خطة ترامب مبدعة ومبتكرة وخارجة عن كل الصناديق

*الشواهد تقول بعد تسلم جثامين الأسرى الإسرائيليين اليوم نتنياهو يستعد لشن الحرب

*نعود لنؤكد ونكرر:

مصر لا تتخلى عن ثوابتها.. والرئيس السيسي يمارس مهامه بكل ثقة وإيمان

*ما يجري في سوريا الآن .. هل تصفية حسابات أم محاولات جادة للإصلاح؟

أقول للجيش السوداني: أرجوكم.. أرجوكم أيها السادة الأفاضل أن تجردوا هؤلاء الخونة من صفة الدعم السريع ..وأطلقوا عليهم قوات الخيانة والتآمر وبيع الوطن بأبخس الأسعار

*مستشفى القاهرة الجديدة بلا ضابط أو رابط ولدينا قائمة بكل المخالفات والتجاوزات

 

***************

العالم كله يغلي وكأن الناس في مناطق شتى من العالم يعيشون فوق فوهات البراكين التي على وشك الانفجار لتقذف بحممها الساخنة في الأجساد وأيضا في القلوب والعقول..!

ما يثير الدهشة والعجب أن الداعمين لأعمال التهييج والإثارة هم أول من يدركون أن ما يجري قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة وهذا ما ذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في فلوريدا أول أمس الذي شن فيه هجوما ضاريا رئيس اوكرانيا زيلنسكي حيث قال بالحرف الواحد إنه رئيس غير كفء يقول أي كلام وينبغي إجراء انتخابات لانتخاب رئيس غيره..

طبعا ثار زيلنسكي وهاج ومعه معظم أبناء شعبه لأن المفترض أن الرئيس ترامب يناصر زيلنسكي مع مجموعة الدول الأوروبية لا أن يعاديه جهارا نهارا.

على الجانب المقابل فإن حركة حماس ذاتها تؤكد عدم مغادرتها أرض غزة أو غيرها بل سيعود محاربوها وكأنهم أسود تزأر يبحثون عن الشهادة هناك دفاعا عن الأرض والعِرض.

في نفس الوقت فإن بنيامين نتنياهو يرفض التخلي عن جبروته وصلفه وهوسه مؤكدا أن الحرب ضد حماس بل وضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بل وفي كل أرض يعيشون فوقها في أي مكان على الكرة الأرضية لن تتوقف إلا بعد التأكد من إبادة جميع الفلسطينيين سواء أكانوا من أعضاء المقاومة أو من النساء والشيوخ والأطفال والذين لا حول لهم ولا قوة.

يعني ما أريد أن أخلص إليه أن قذائف النار التي ستطارد الفلسطينيين في كل مكان يذهبون إليه أو كل خيمة بلا غطاء ترفض دخولهم بها في رسائل صريحة على عدم مساعدتهم  أو إنقاذهم ولو بقشة أرز وبذلك تكون أمريكا وإسرائيل قد حققتا غرضيهما اللذين تعيشان عليه كل يوم في سبيل الوصول إلى ما تريدانه وأنه لا حياة لهم إذا لم يفعلوا الضالة المنشودة.

***

في نفس الوقت وبناء على ما اشتهر به الإسرائيليون على مدار عصور التاريخ فإن النغمة السائدة في أمريكا الآن ولا أقول بين الجمهوريين والديمقراطيين يتفقون معا وجميعا على أن خطة الرئيس تتسم بأحسن أنواع الإبداع وأروع صور الابتكار وإذا رفض الفلسطينيون إعلان موافقتهم على تلك المبادرة الخلاقة فلن يهتم بهم أحد حاضرا أو مستقبلا.

*** 

وغني عن البيان أن مقالا مثل هذا الذي تجدونه بين أياديكم ينبغي الإمعان بفكر سليم ودرس موضوعي عن دور مصر الآن في هذه المرحلة الحالية .. نعم دور مصر ليس هناك من يمكن أن يراهن عليه منذ أحداث 7 أكتوبر عام 2023 بل منذ النكبة الكبرى في عام 1948 لكن أود أن أذكر ونحن جميعا في أقسى مفترق طرق أنه ينبغي على الجميع أن يوقنوا بما لا يدع مجالا للشك  بأن سياسة مصر الثابتة والواضحة والمحددة لن تتغير مهما كانت الظروف والملابسات .. مصر لديها خطة تعمير لا تدمير .. خطة عدالة وليست ظلما .. خطة إيثار وغيرية لا أثرة وأنانية.

***

ثم..ثم فإن وقوع بعض الأحداث الهامشية لا يغير من نصاعة الصورة شيئا أقول ذلك متحدثا عن مستشفى القاهرة الجديدة الذي كان في يوم من الأيام نموذجا للانضباط والكفاءة والتقدم العلمي فإذا به قد أصبح الآن وكرا للخفافيش وتجار الحبوب السوداء ومستنقعا للرشاوى بحق أو بغير حق..!

وأنا هنا.. لا أريد شيئا من هذا المستشفى أو غيره بل العشرة ملايين مواطن الذين يقطنون القاهرة القديمة والجديدة معا..!

*** 

ثم..ثم عودة ثانية إلى الجيران الأعزاء خصوصا الذين ارتبطنا معهم منذ سنوات طويلة.

واسمحوا لي أن أبدأ بسوريا الحبيبة إلى القلب وأول من أنشأنا معها وحدة عربية كنا نأمل أن تستمر إلى نهاية المدى لكن كالعادة تدخل المتآمرون والحاقدون لفض عرى هذه الوحدة فكان ما كان.

الآن.. جاءكم حكم جديد في سوريا والواضح أن هذا الحكم يلقى تأييدا من كثير من قادة وحكومات وشعوب العالم الذين يشترطون جميعا أن يكون حكما لا  يستبعد جماعة أو فردا أو ..أو..لكن الملاحظ الآن أن النظام القائم يشن حملات للقبض على من أسموهم فلول النظام السابق وهنا يثور السؤال:

هل ما يجري هو مجرد تصفية حسابات أم أن هؤلاء قد أجرموا في حق الناس خلال حكم بشار الأسد ؟!

على أي حال هذا أو ذاك فالمطلوب سرعة الانتهاء من هذه الملفات حتى لا يحصر السوريون أنفسهم في دوائر مغلقة فلا يستطيعون التقدم كما ينبغي أن يكون على خطوات الإصلاح.

***

والسودان أيضا.. مشكلة المشاكل..فنحن المصريون نعتز اعتزازا بالغا بالإخوة السودانيين الذين هم يعتزون بنا أيضا.

ولمَ لا ونحن منذ قديم الأزل أشقاء وإخوة وأصهار وأولاد خالة وبنات عم .. وللأسف تعرض السودان في الآونة الأخيرة لمؤامرة فاقت كل المؤامرات التي سبق أن تعرض لها حيث انشق ضباط كبار وصغار وأعلنوا العصيان ضد الشرعية وضد القانون والمبادئ وما يحز في نفسي أن هؤلاء مازالوا يطلقون عليهم قوات الدعم السريع..!!

أرجوكم.. أرجوكم أيها السادة الأفاضل أن تحرموهم من هذه الصفة واستبدلوا مكانها قوات الخيانة وباعة العِرض والشرف بأبخس الأسعار.

***

و..و..شكرا