مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 21 فبراير 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

هناك إجماع داخل إسرائيل وخارجها على أن سفاح القرن بنيامين نتنياهو كان يتمنى أن يبتلعه اليم دون أن يعود إليه وإلى جيش دفاعه الذي طالما تغنى به وبجنوده أفرادا من هذا الجيش وهم جثث هامدة كشاهد على قدرة المقاومة الفلسطينية على إشفاء غليلها ممن يمارسون ضدهم أقسى وأحقر وأسوأ أعمال العنف والقتل والتدمير.

***

المتظاهرون في تل أبيب والقدس والضفة أخذوا يهتفون ضد نتنياهو بسبب إجراءات تسليم الأربعة جثامين وقد رفعوا ضده أسلحة الهجوم باعتباره السبب الرئيسي في وصول الحال إلى ما هو عليه دون أن يستطيع اتخاذ أي موقف عسكري أو غير عسكري وهو الذي كان يتباهى حتى اليوم وأمس بأنه الذي قام باغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله والسنوار..

وطبعا هرع سفاح القرن إلى ولي أمره الرئيس دونالد ترامب ليبث فوق صدره آلامه وأحزانه طالبا التدخل لإنقاذه من ورطته الشنعاء.

لكن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

وماذا في استطاعة الرئيس ترامب أن يفعل أكثر مما يفعله؟ ومع ذلك لم يشأ أن يبدو أمام أعز حبيب كأنه لا يبالي أو غير مكترث بل قام ليردد مرة أخرى تهديداته بضرورة تهجير الفلسطينيين تهجيرا قسريا وفق خطته إياها التي لاقت رفضا شعبيا ورسميا على مستوى العالم بأسره..

***

على الجانب المقابل أخذت مصر ومعها الدول العربية وكل مؤيدي السلام ورافضي فرض الأمر الواقع بالقوة والاستبداد والظلم في إدخال المعدات الثقيلة وغير الثقيلة تنفيذا للبرنامج الذي وضعته مصر لإنقاذ الفلسطينيين من أهوال العذاب وبالتالي عندما سئل الرئيس ترامب عن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة جاء رده:

لم يعرض عليّ شيء من هذه الخطة ولا أعرف تفصيلاتها.

***

وهكذا يتضح أن السلام هو الذي سيسود في نهاية الأمر وأن إجبار الشعوب على مغادرة أراضيها لا يمكن قبوله بحال من الأحوال لذا فسوف يستمر الفلسطينيون يدافعون عن أراضيهم حتى يأتي الله أمرا كان مفعولا..

***

في النهاية تبقى كلمة:

تُرى لو أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتمسك بسياسته في هذا الصدد مدافعا عن أرقى المعاني ورافضا المساس بأراضي الفلسطينيين هل كان يمكن أن يحظى هؤلاء القوم المغلوبون على أمرهم بما حظوا به الآن؟!

والجواب لك.

***

و..و..شكرا