مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 03 مارس 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

لعل مشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نائبه في مكتبه البيضاوي الشهير  قد جذب انتباه الشرق والغرب.. حيث لم يكن يحدث ذلك من قبل إلا فيما ندر فضلا عن أن نائب الرئيس أبدى رغبته الملحة في المناقشات التي تجري بين الرئيسين وبالفعل كان له ما أراد.

أيضا لم يكن الرئيس زيلنسكي يتوقع هذا السيناريو الغريب  وإلا فقد كفر  بتلك العبارات  النظرية والصور والكليشيهات بشأن الحرية والديمقراطية بعد أن رأى بعينيه أن القرار تحركه السمة الديكتاتورية بكل معانيها وأشكالها وبالتالي كان الرئيس أمام خيارين إما أن يرفع نبرة حواره مع الرئيس الأمريكي أو أن يتحدث بصوت منخفض موجها عينه نحو الأرض وليس صوب الرئيس..

وواضح أنه تحمس للخيار الأول ليتجه مباشرة إلى الطائرة التي استقلها لبلاده.

***

بديهي أن زيلنسكي استمر طوال الطريق يضرب أخماسا x أسداس حول الاستقبال  من  جانب أبناء شعبه الذين قد يتهمونه بإساءة العلاقات مع الحليفة الكبرى ومع الممول الرئيسي لتكاليف حربهم ضد روسيا والتي بلغت وفقا لما ذكره الرئيس ترامب 100 مليار دولار لكن ها هي الأيام تثبت أن الشعوب تكره سياسة المعايرة والمن والإذلال والتلويح مرارا وتكرارا بإغلاق منافذ التمويل وبالتالي تدفق الملايين إلى المطار ليرفعوا صور الرئيس العائد من جلسة الكرامة بمظاهرات التأييد الصادقة..

ثم..ثم.. لقد خرج زيلنسكي من دائرة  الشكوك والمخاوف إلى أهم حقبة في حياته حيث أيدت معظم  دول أوروبا كل ما بدا منه داخل البيت الأبيض أمام الزعيم الذي يريد إخضاع كل الدنيا لسطوته وسلطاته.

***

من هنا إذا كان سفاح القرن بنيامين نتنياهو قد انتوى إعادة الاعتداء على الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية فليعلم مسبقا أنه لن يجد تلك المساحة الشاسعة من التأييد والانحياز لقنابل إسرائيل ومدافعها وصواريخها في نفس الوقت الذي ستقابل فيه حركة حماس  العدوان الجديد بردود فعل صارخة ربما تتمثل من بين ما تتمثل  في عمليات خطف واغتيالات وصواريخ مازال لديها منها الكثير والكثير حتى الآن.

***

إذن ليس أمام الطرفين سوى أن يتعلما من الدروس القاسية وأن يعترفا بينهما وبين أنفسهما بأن نيران الهزيمة أقرب إليهما من خيالات الانتصار ..!

و..و..والأيام بيننا.

***

و..و..شكرا