مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 05 مارس 2025
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

ليس غريبا أن تكشر إسرائيل عن أنيابها وتقوم بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة معترفة بأنها تتخذ أنجع سلاح في المعارك –أي معارك- وهو سلاح التجويع لاسيما بالنسبة للأطفال الصغار.

في نفس الوقت يعود سفاح القرن بنيامين نتنياهو مهددا بتحويل قطاع غزة إلى جحيم حيث يستأنف ضربها من جديد من كل الاتجاهات وبكل أنواع الأسلحة التي هي في الأساس أمريكية مائة xالمائة وهي الصفقة التي لا تخفيها واشنطن بل تكرر وتكرر أنها ماضية في تزويد إسرائيل بأسلحة أمريكية وليس واردا تأجيلها أو منعها تحت وطأة أي ظرف من الظروف ..

أعود لأقول إن هذا الهوس يتزايد مع عقد اجتماعات القمة العربية بالقاهرة رغم كراهية   سفاح القرن بنيامين نتنياهو للعرب جميعا لاسيما  وأن كراهيته لمصر تزداد مع كل يوم يمر وإن كان يعترف بأن العرب الآن مختلفون عما سبق فهم متضامنون ومتآزرون مع بعضهم البعض.

أكثر وأكثر فإن أي مواجهة بين العرب وإسرائيل لابد وأن تأتي في صالح من يصححون مواقفهم أولا بأول.

***

استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن  مشاعر الحماس التي غمرت قلوب وعقول القادة العرب سوف تنعكس تلقائيا على تصرفاتهم خلال المرحلة القادمة.

إن هذا الإصرار على منع تهجير الفلسطينيين كسب تأييد الدول والحكومات والشعوب بحيث يمكن القول إنه أصبح دستورا ينبغي احترامه وبات مسئولية يتعهد البشر بالذود عنها وجعلها "وثيقة" أساسية يلجأ إليها كل من هم أعضاء في الأمم المتحدة وكل من سبق أن منحت حكوماتهم أصواتها للتأكيد على المعاني التي يتضمنها كل قرار صدر مفيدا وشارحا وعارضا لردود الفعل الإيجابية والسلبية سواء بسواء..

***

وغني عن البيان أن مصر يحسب لها التمسك بذلك الدستور في جميع الظروف والمناسبات حتى فيما تحوطه الصعاب والعقبات غير المعهودة مما ساعد بالتالي كل من كانت تنقصه المعلومة أو أصابته الشكوك والاحتمالات حول موعد صدور القرار أو قبل أو بعد صدوره..

ثم..ثم.. هل إسرائيل لديها الاستعداد أو الشجاعة عندما تواجه العرب –كل العرب- ضاربة عرض الحائط بتلك المواقف الجديدة؟!

***

دعوني أطرح عليكم الحقيقة برمتها وليس جزءا منها أو أقل أو أكثر .. هذه الحقيقة تقول إن سفاح القرن بنيامين نتنياهو سوف يعمل المستحيل هذه المرة لكي لا يدخل حربا جديدة.. وذلك على عكس ما يراه البعض بعيونهم أو الذين يربطون الأحداث دائما بالتهم الموجهة إليها واحتمالية مغادرة منصبه في صمت مريب أو علانية متبجحة.

إن زملاء نتنياهو في الحكومة والذين ضجروا من تصرفات نتنياهو يستعدون الآن ليضربوا ضربتهم والتي تمثل الانسحاب من الحكومة ومع هؤلاء رئيس الجمهورية بحيث أصبح نتنياهو ضيفا ثقيلا وليس "حمامة" بيضاء كما كان يزعم سفاح القرن الآن.

وأخيرا.. يأتي الاحتمال الأخير الذي يقوم على أساس قيام رئيس الدولة بإصدار قرار بإقالة نتنياهو وحكومته عسى أن يرطب هذا القرار الأجواء الساخنة التي أوجدها نتنياهو والتي خسر الإسرائيليون بسببها مليارات الدولارات.. والأهم والأهم خسروا سمعتهم وسمعة جيشهم الذي انكشف أمام الصديق والعدو.

***

في النهاية تبقى كلمة:

هل هذه القمة ستظل مرتدية ملابسها القديمة أم أن الحال يفرض عليها ضرورة خلعها وتغييرها بملابس تتمشى في ألوانها وشكلها ونوعية أنسجتها؟

بديهي أن هذه الأيادي المتكاتفة والصوت الواحد والموقف الموحد تشكل بالنسبة للإسرائيليين أعمدة صد جامدة ومتينة متانة تجعلها تزداد صلابة يوما بعد يوم .

من هنا فإني أعلن تأييدي لكل كلمة وكل عبارة وكل شريط فيديو شهدته قاعة اجتماعات الجامعة التي طالما تعرضت للهجوم لكنها نجحت في أن تصد هجمات العارفين وغير المعارفين.

***

و..و..شكرا