اتفق علماء الاجتماع منذ زمن طويل مع نظرائهم علماء التربية والاقتصاد والسياسة على أن ثمة عناصر أساسية تشكل شخصية الإنسان وتنمي مواهبه وإدراكاته : مثل الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة باعتبارهما الكيان الروحي الذي يفترض أنه يؤثر تأثيرا إيجابيا في حياة الإنسان منذ ولادته وحتى بلوغه نهاية العمر.
***
ودعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونعتبر أن الأسرة للأسف لم يعد لها وجود في حياة البشر لأسباب عديدة أهمها التكلفة الاقتصادية وزيادة نسب الطلاق التي باتت تمثل أسلحة تفتك بالفرد والجماعة في آن واحد.
***
على الجانب المقابل فإني شخصيا ألحظ أن أئمة المساجد الآن طالتهم أيادي التطوير والتغيير وحسن المظهر.
إمام المسجد أراه أمامي وهو يرتدي ملابس أنيقة ونظيفة ويتحدث لغة سهلة يستوعبها المواطن العادي دون تزيد أو مغالاة وهنا أرجع إلى تصريحات وزير الأوقاف السابق مختار جمعة التي قال فيها إن الإمام الذي يحمل الدكتوراه أصبح يتعاطى نحو 15 ألف جنيه شهريا بعد أن كان مرتبه لا يتعدى الأربعة أو الخمسة آلاف.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد تعددت مراكز التدريب والمتابعة للتأكد من فصاحة إمام المسجد وبعده عن التطرف بكافة أشكاله وأنواعه.
لكن هل العامل المادي هو المؤثر فقط؟ والإجابة لا بالطبع بل إذا تحسنت معيشة إمام المسجد فسوف ينعكس ذلك على شخصيته وسلوكه وطريقة مخاطبته للجماهير.
ولعلها مناسبة لكي أطالب منتجي ومخرجي المسلسلات والأفلام بأن يغيروا من طرائق إظهار إمام المسجد في صور كاريكاتورية لا تليق بالمسجد ولا بالدين وأيضا بالحقيقة الواقعة الآن.
***
يتبقى نقطة أساسية في هذا المجال حيث ينبغي على إمام المسجد "المعدل" ألا يأتي متأخرا وبعد مرور ما يقرب من 10 أو 15 دقيقة على أذان الجمعة فالمصلون يجلسون وهم يتململون بل ومستائون من انتظارهم رغما عنهم لا لشيء إلا لأن فضيلة الإمام مشغول..!
***
على أي حال لن تمر مدة زمنية قصيرة إلا ووجدنا أن كل مساجد مصر تعكس القيم كل القيم والمعاني كافة المعاني والفضائل بشتى ألوانها وأشكالها.
وكل عام وأنتم ورمضان بألف خير.