أبسط الشروط التى ينبغى توفرها فى الداعية.. أن يكون عالمًا بمعنى الكلمة.. رحب الصدر.. واسع الأفق.. لديه رؤية ثاقبة.
من هنا.. فإن المؤسسة الدينية فى مصر.. مطالبة بالتدقيق فى كل من يعتلى المنبر، أو يتصدى للفتوى، أو يقف ليخاطب الناس من خلال المؤتمرات، أو المنتديات..!
لكن -للأسف- ما نشهده بعيوننا يثير الأسى، والدهشة فى أن واحد.. فكم من خطباء يغلبون نزعات الذات على القضايا العامة الجوهرية، ويتعرضون لزوايا فرعية ضاربين «بالأساسيات» عرض الحائط..!
أيضا.. كم من أساتذة شريعة، أو فقه، أو لغة عربية.. يصرون على أن يدلوا بدلوهم فى موضوعات بالغة الحساسية بغير سند من القرآن الكريم، أو السنة النبوية بحجة.. أن هذا اجتهاد شخصى من جانبهم.. وعلى العامة الالتزام بما يقولون..!
نفس الحال بالنسبة للذين يتحدثون فى المؤتمرات، أو الندوات.. حيث نصب البعض منهم أنفسهم.. أوصياء على عباد الله.. بل وصل الأر بأحدهم إلى حد «التطاول» على رموز لها تقديرها، واحترامها.. متناسيًا أن الدين الإسلامى دين خلق رفيع، ونبل، وسلوك طيب.
* * *
وفى النهاية تبقى كلمة:
دائمًا نقول إن الفكر المتطرف.. يجب أن يواجه بالحوار الهادف، والآراء السديدة.. الأمر الذى يحتم وجود النموذج، أو القدوة.. لكن عندما تنهار المعانى داخل عباءات الغرور، والصلف، والذاتية.. ألا يصبح التصحيح -عندئذ- ضروريًا.. بلا ولازمًا؟!