*أبدا.. لم يفلت اللبنانيون من مؤامرة الربيع العربي.. ولكنهم.. كانوا مؤجلين لفترة محددة..!
*ثم.. ثم جاء الخريف.. لتشتعل نيران الغضب.. وتتعدد الكوارث!
*كلهم عارفين الحكاية.. وللأسف يخشون حزب الله .. وأمينه العام!
لم يشغل المتآمرون على العرب أنفسهم بلبنان عندما أطلقوا حملتهم المقيتة التي أسموها بالربيع العربي.. وذلك استنادا إلى أن سقوط هذا البلد الصغير لن يحتاج منهم وقتا.. ولا جهدا.. ولا مالا ولا أي شيء..!
.. لكن ظل اللبنانيون على الجانب المقابل يعانون.. ويتألمون ويشكون قسوة الحياة .. بما فيها من نزاعات مذهبية عنيفة.. وإن بقيت نارا تحت الرماد.. انتظارا للحظات الحاسمة.. لكن تلك اللحظات الحاسمة قد جاءت مع حلول فصل الخريف الذي نزل على اللبنانيين وقد اشتعلت أراضيهم بالنيران التي أخذت تلتهم ما بقي من ثروة.. ومن رجال ونساء سواء بسواء..!
طبعا.. لم يقدر الناس على تحمل ما خلفته الكارثة التي امتدت على مدى ثلاثة أيام متتالية .. فانفجر بركان الغضب الذي ضاق ذرعا هو الآخر بالظروف والأحوال القائمة.. فاندلعت المظاهرات في الشوارع.. وتعالت أصوات الاحتجاجات .. وتبادل الساسة وكالعادة الاتهامات حيث أخذ كل منهم يلقي بالتبعة على الآخر..!
***
الغريب في الأمر.. أن هؤلاء الساسة يعلمون جيدا الأبعاد والخلفيات والأسرار دون أن يجرؤ واحد منهم على الإفصاح بما يجيش في صدره..
لذا.. عندما وقف سعد الحريري رئيس الوزراء ليتحدث للجماهير عن استحياء.. لم يجد ما يقوله خصوصا وأن حديثه امتلأ بالألغاز رغم أن الحقيقة واضحة وضوح الشمس..!
لقد أشار الحريري من طرف خفي إلى حزب الله الذي اتهمه دون ذكر اسمه بأنه وراء تعطيل مصالح الناس ليبقى السؤال:
xإلى متى يظل النظام الحاكم في لبنان.. يخشى حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله .. وهم الذين يتهمونه بتوريط لبنان في حروب ضد إسرائيل وهو الذي يعلن كل يوم جهارا نهارا.. أن انتماءه الأول لإيران.. وليس لوطنه..؟!!
إذن .. لماذا لم يواجهوه بحسم ووضوح.. حتى ولو وصل الأمر إلى اتهامه بالخيانة ..؟!
الأدهى والأمر ..أن الحريري .. وأعضاء حكومته.. وجميع الأحزاب السياسية يعرفون الشرط الذي حدده حزب الله .. للتعاون مع الحكومة.. وهو شرط غريب يقضي برفع العقوبات ضده التي سبق أن فرضتها عليه الولايات المتحدة الأمريكية..!
إنه كلام- ولا شك- شبه مستحيل مما يؤكد أن الأزمة سوف تبقى قائمة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..!
***
ولقد أعجبني المانشيت الذي نشرته أمس جريدة الشرق الأوسط اللندنية والذي قالت فيه:" محاكمة شعبية غاضبة لحكومة الحريري وعهد عون"..
إنه تعبير واقعي صادق وصريح عما يجري في لبنان الذي لا تكاد الأغلبية من شعبه تجد كِسرة الخبز.. والذي يعاني شبابه من أزمة بطالة صارخة.. والذي تنهار فيه عملته الوطنية انهيارا بالغا يوما بعد يوم.. والذي يلقى أبناؤه بأنفسهم في مياه البحر هربا من قسوة المعيشة.. وأملا في الوصول إلى دولة أوروبية عسى أن تفتح له أبواب الخير حتى لو كان الطريق إليها مليئا بالأخطار والأهوال..!
***
ثم..ثم.. ماذا حدث في نهاية الأمر..؟
لقد اضطرت الحكومة إلى التراجع عن قراراتها التي كانت السبب مؤخرا في إشعال نيران الغضب.. وأول هذه القرارات ذلك الذي يتعلق بفرض ضريبة على برنامج "الواتس أب" من خلال التليفون المحمول بحجة أنه مجاني لا يكلف المشتركين شيئا..!
يا ناس.. وأنتم كان مالكم..؟
وهل أسلوب "الجباية" فقط.. يمكن أن يكون ركنا من أركان الإصلاح الاقتصادي..؟
***
عموما.. ها هم اللبنانيون ينتظرون بلهفة ما سيحدث خلال الأيام القادمة وذلك حسب مهلة الـ72ساعة التي حددها سعد الحريري لحكومته مهددا إياها إما بالاستمرار أو الانسحاب..!
أنا شخصيا أتوقع أن تتعقد الأزمة أكثر وأكثر.. طالما ظلت الحسابات السياسية هي التي تتحكم وتسيطر..
***
و..و..وشكرا