*اللبنانيون..والحل الذي لا يرتضون له بديلا
*استقالة الحكومة.. واستبعاد التكتلات السياسية..!
*لأول مرة.. المظاهرات تطال نبيه بري وحسن نصر الله .. وهذا في حد ذاته.. تغير جذري وشجاع!
*هل من رسالة طمأنة من حكماء العرب وأثريائهم.. للشعب "المسكين"؟
واضح أن اللبنانيين الذين يتجمعون في الشوارع على مدى خمسة أيام لن يعودوا إلى منازلهم إلا بعد إسقاط الحكومة الحالية التي يرأسها سعد الحريري..!
نعم.. الرجل قدم قائمة إصلاحات.. لكن الغالبية العظمى ليسوا مقتنعين بمعظم بنودها..!
ليس هذا فحسب.. بل إن الناس يرون أن الحكومة بتشكيلها القائم لن تقدر على تنفيذ هذه الإصلاحات اللهم إلا إذا انفكت التحالفات المشبوهة وتفرغ الوزراء للعمل التنفيذي بعيدا عن الحسابات السياسية..!
***
لقد استغربت الجماهير الغاضبة من الخطاب الذي ألقاه سعد الحريري وقال فيه إنه يمنح الحكومة 72 ساعة مهلة وبعد ذلك سيكون له كلام آخر..!
الآن.. أين هذا الكلام الآخر..؟
المشكلة لم تعد في انهيار مستوى المعيشة في البلاد فحسب ولكن في هؤلاء السياسيين الذين يتاجرون بمصالح الناس ويتلاعبون بمشاعرهم على مدى فترة طويلة من الزمان..!
مثلا.. الحريري يخشى حسن نصر الله أمين عام حزب الله رغم أنه جزء من التحالف.. وحسن نصر الله يريد أن يفرض رأيه على الحكومة والجماهير في آن واحد..!
وبري رئيس البرلمان يعتبر نفسه وحركته "أمل" قدس الأقداس.. وبالتالي من يجرؤ على الاقتراب.. فلابد من عقابه..!
ومع ذلك.. فقد خرجت ربما لأول مرة المظاهرات التي تهاجم بري علنا.. وتهاجم حركته وتقول الجماهير بأعلى صوتها .. كفاك تربعا على عرش البرلمان ما يزيد عن 30عاما..!
أيضا .. لم يتوقع حسن نصر الله.. أن تطاله نفس الأصوات الغاضبة والتي ينادي أصحابها لأول مرة بسقوطه وكف يده عن التدخل في شئون البلد..!
***
ومع ذلك فإن اللبنانيين سعداء.. بأنهم جميعا متفقون على رأي واحد.. رغم الخلافات المذهبية والنزعات العرقية والفوارق الدينية.. هذا الرأي ينحصر في إقالة الوزارة برمتها وتشكيل أخرى من أناس محايدين لا تجمعهم أهواء ذاتية.. أو مصالح طبقية..!
أما وأن يقال لهم بأن مرتبات الوزراء وأعضاء مجلس النواب من السابقين واللاحقين ستنخفض إلى النصف فهذا لا يعنيهم في شيء.. لأن الناتج عن ذلك الخفض لا يمثل سوى الفتات.. خصوصا وأن جميع هؤلاء يحققون مكاسب خيالية جراء شغلهم مواقعهم سواء أكانوا مازالوا يشغلونها.. أو تركوها.
أيضا يعترض العقلاء على تحديد مرتب القاضي بعشرة آلاف دولار لأنهم يرون أن القضاء مازال هو الحصن الأمين للدولة.. وللحكومة ولرجل الشارع معا!
***
من هنا.. يثور السؤال:
هل في حالة استقالة الحكومة.. هل يهمد حزب الله وأمينه العام.. أم سيظلان على حالهما يمارسان هوايتهما في الإثارة والتهييج والإصرار على أنهما دولة داخل الدولة..؟
طبعا.. لن يتغير شيء خصوصا وأن حزب الله سيفقد وزراءه الثلاثة في الحكومة..
كذلك.. لم تتحقق رغبته في رفع العقوبات الأمريكية عنه..!
أما بالنسبة لسعد الحريري.. فالأكرم والأشرف له .. أن ينسحب في هدوء تاركا الساحة لمن هم قادرون على قيادة سفينة الوطن..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
هل يصح أن تغمض جامعة الدول العربية عينها عما يجري في الوطن الشقيق.. ولا تدعو لاجتماع طارئ.. أو استثنائي.. لبحث الأوضاع والتطورات..؟!
ثم.. أين مجالسها المتخصصة التي يمكن أن تقدم روشتة إصلاح مثل مجلس الوحدة الاقتصادية ؟
أيضا.. أين حكماء العرب وأثرياؤهم الذين ينبغي أن يبعثوا برسالة للشعب اللبناني يطمئنونه فيها على الوقوف بجانبه في أزمته العاتية..؟
***
على أي حال.. نرجو السلامة للبنانيين وكم نتمنى.. كم نتمنى ألا يفلت الزمام ولا يدخلون في حرب أهلية.. لو اشتعلت شرارتها -لا قدر الله - فلن تبقي ولن تذر..!