سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " في عالم السياسة.. التجاهل أم المواجهة؟؟! "

بتاريخ: 26 أكتوبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*في عالم السياسة.. التجاهل أم المواجهة؟؟!

*ماذا بعد أن أوضح رئيس وزراء إثيوبيا موقفه واتهامه الإعلام بعدم الدقة..؟!

*أنا شخصيا لن أعلق على واقعة الأمطار.. التكرار.. لا يجدي!

*اللبنانيون يقتربون من السيناريو الأخير للأزمة.. كان الله في عونهم..!

*ترامب غير بوصلته 180 درجة.. بالنسبة لأردوغان..

من أحمق.. ومتصلب.. إلى قائد حكيم شديد البأس

في عالم السياسة .. تتعدد المواقف وتختلف التوجهات.. وتتباين مظاهر الاستفزاز سواء المتعمدة أو غير المتعمدة.

يقول العالم الشهير ديفيد استون إن السياسة أنواع.. أساسية.. وأيديولوجية.. وتشغيلية..واقتصادية وعليا.

وغالبا السياسة العليا هي التي تحتل المكانة الأهم لدى كافة الشعوب نظرا لأنها تتمثل في قرارات قد تغير الواقع أو تعدل مسار التاريخ..!

ويضيف استون أن هناك دولا وحكومات وشعوبا تعتمد في علاقاتها مع الآخرين على مبدأ الندية وهذا مبدأ يوفر الأمن والاستقرار والسلام بين تلك الأطراف وبعضها البعض.. أما الدول التي تصر على تدخلها في شئون الآخرين فإنها غالبا سيأتي عليها وقت تعيش في معزل.. وتلك مشكلة ما بعدها مشكلة..!

أيضا.. هناك حكومات تؤثر السلامة وبالتالي إذا ما تعرضت لهجوم معنوي من قبل حكومة صديقة.. أو غير صديقة.. تبدو وكأنها لم تسمع.. ولم تعلم.. وتترك الأمر لسجلات التاريخ التي سوف تطوي ما حدث إن آجلا .. أو عاجلا.. اعتمادا على السمة التي يتميز بها كثير من البشر.. وهي النسيان..!

***

في نفس الوقت توجد دول وحكومات وشعوب أخرى.. لا تدع الفرصة أبدا.. لكي تكون مثارا لهجوم.. أو انتقاد.. أو اتهام غير حقيقي.. وبالتالي تسرع بتوضيح الحقائق مطالبة الطرف الآخر بصرف النظر عن طبيعة العلاقة بينهما بأن يقدم تفسيرا أو شرحا.. أو تبريرا .. فإذا ما استجاب هذا الطرف الآخر لما ارتآه الصديق .. أو الجار.. أو حتى العدو.. وأبدى اعتذاره .. فعندئذ تتكاتف الأيدي.. ويتم عبور الأزمة .

*** 

أقول ذلك بمناسبة موقف مصر ورد فعلها إزاء التصريحات التي نسبت إلى آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا والتي وصفها بالصدمة..!

ثم تحفظت الخارجية المصرية على تلك التصريحات قائلة إذا صح ما تناقلته وسائل الإعلام .. فإنها تعرب عن أسفها وقلقها..!

***

وأمس جاءت اللحظة المشهودة .. لحظة لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا والتي جاءت بعد ساعات قليلة من إذاعة تلك التصريحات..!

ووقف "آبي أحمد" .. ليؤكد على نفس موقف بلاده من حيث عدم الإضرار بحال من الأحوال بمصالح الشعب المصري وتأكيده على أن نهر النيل ينبغي أن يكون جسرا دائما للتعاون بين دول المصب والمنبع.. ولن يحدث في يوم من الأيام.. أن تفكر أديس أبابا فيما يخالف تلك المبادئ..!

إن هذا الحديث المباشر من جانب رئيس وزراء إثيوبيا قد طيب –ولا شك- خواطر المصريين جميعا.. لثلاثة أسباب :

Xأولا: أنهم ازدادوا يقينا فوق يقين.. بأن هناك من يذود عن مصالحهم ويدافع عن كرامتهم .. ويرفض بإباء وشمم أن تكون تلك المصالح مثارا لمزايدة أو متاجرة لمجرد إذاعتها على الملأ.. سواء صدقا أو كذبا..!

Xثانيا: لقد اطمأنوا أكثر وأكثر إلى أن نيلهم الخالد سيظل دائما وأبدا نبعا للخير.. والجمال.. والحياة رافعا رايات العزة والفخار والمجد التليد.

Xثالثا: لم يعد أمامهم أدنى مجال للشك في أن الإعلام –أي إعلام- وراء أزمات عديدة قد تودي بأشد الروابط توثقا بسبب عدم الدقة.. أو التسرع في نقل الأخبار.. أو..أو.. الإغراض وتلك كلها عورات لابد من مواجهتها.. وبمناسبة هذا الإعلام سواء المحلي .. أو الإقليمي.. أو الدولى .. أطرح تساؤلا مهنيا.. وأيضا منطقيا:

أين أنتم من تلك المعجزة التي تتمثل في تعامد الشمس على قدس الأقداس والتي حققها منذ أكثر من 3500 عام من الزمان ملك مصري فرعوني هو رمسيس الثاني ..؟

ألم تكن أمامكم الفرصة لكي تغطوا الحدث على مدى أيام وأيام..؟!!

وهل الحكاية .. بعظمتها وروعتها.. لا تستحق التغطية على مدى أيام .. بل وشهور..؟

طبعا.. كل ذلك غاب عن الفكر الذي يحرك حاليا الإعلام..وارجعوا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عسى.. أن تثير فيكم الحمية والبأس وتغيروا نهج عملكم.. وطرائق تعاملكم مع قضايا المجتمعات بمختلف أنواعها وأشكالها.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد تعامل الإعلام عندنا مع مشكلة أمطار الأربعاء برؤى مختلفة .

كلها –والحق يقال- ركزت على إهمال المحليات بكافة أجهزتها.. ووعود المسئولين التي تبخرت في الهواء.. منذ أن بدأ الماء يتساقط من السماء..!!  

أنا شخصيا قررت ألا أعلق على ما حدث.. لأني  ضد الأخبار "المحروقة".. بمعنى التي عندما تنشر لا تساوي شيئا لأن ميعادها قد فات..!

أتصور حينما تجيء الحكومة لتعلق بعد كل تصريحاتها الوردية .. بأن ميزانيتها لا تسمح فما فائدة الكلام إذن.. حينما لا يصبح لا قيمة له.. سواء اليوم.. أو غدا.. أو السنة القادمة ..فالخطاب كما يقول المثل الشعبي"واضح من عنوانه"؟!!

***

ولأن العالم كرة صغيرة –كما يقولون- فلابد أن نتوقف طويلا.. طويلا.. أمام ما يحدث في لبنان..!

من وجهة نظري .. اللبنانيون يقتربون من السيناريو الأخير للأزمة.. فإما أن يقتنع  المتظاهرون بخريطة الطريق التي وضعتها الحكومة للإصلاحات الاقتصادية أو أن يستمروا في إضراباتهم.. واعتصاماتهم.. والشواهد تشير الآن إلى أن السلطات قد قارب صبرها على النفاد.. وتلك قمة الأزمة.. إذ أن أي اشتباك سوف يشعل الأرض نارا فوق نار.. مع الأخذ في الاعتبار أن المحتجين يتولد لديهم إصرار أكبر وأكبر.. على الاستجابة لمطالبهم والتي حصروها في استقالة الحكومة..

فمن ينتصر على من..؟

عموما.. كان الله في عون الإخوة اللبنانيين.

***

اللبنانيون يناشدون المجتمع الدولي التدخل لإنقاذهم لكن حتى الآن .. لا حياة لمن تنادي..!!

تُرى لماذا..

 هل لأن أمريكا مشغولة في معركتها مع تركيا.. وإيران.. وسوريا.. أم أن أطرافا بعينها تتسم بالقوة والتأثير على رأسها حزب الله .. لا تريد حل الأزمة..عموما كل شيء وارد..

ومن كان موقفه بالأمس الإصرار على استقالة الحكومة.. ليس مستبعدا أن يطالب الغد بالتمسك بها..!

لعل أكبر مثل لهذا التغيير السياسي المتوالي.. هو قيام الرئيس دونالد ترامب يوما بتوجيه أقذع أنواع الشتائم للرئيس التركي أردوغان من بينها أنت أحمق .. وأنت متصلب.. وأنت..وأنت وإذا به يحول بوصلته 180 درجة .. حيث يصف ترامب ذات أردوغان بالقائد العظيم شديد البأس.. وأنا أشكره.

فعلا سبحان الله

***

            مواجهات

*الحب يزدهر بمزيد من الحب.. أما الكراهية فهي أصلا قد فقدت الحياة قبل أن تعرف اسمها..!

***

ليس ضروريا أن يكون تشابك الأيدي في الأيدي دلالة على دفء المشاعر.. بالعكس .. كم من قلوب تتجمد قبل بزوغ الفجر لذا.. تتوارى الأيادي.. خجلا وحسرة..!

***

*من يقدر على مقاومة  الإغراءات الكثيرة والمتنوعة..

 الرجل.. أم المرأة..؟

الجواب لك.. ولها..!

***

*أعجبتني هذه الأبيات:

إذا ما جار صحبك والزمان

وقل الصدق وافتقد الأمان

وبات الحر فردا أو وحيدا

بساح العز مظلوما يهان

فنادِ الله أن يعطيك صبرا

فصبر العبد مثواه الجنان

***

*أرجوك تمعن في هذه الكلمات:

*كلما هزني الشوق إلى أهلى .. ابتسمت وتذكرت قوله تعالى:

"وهو على جمعهم إذا يشاء قدير"..

***

*وكلما هزني الخوف على أولادي وعائلتي .. رددت:

"فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين"..

***

*وكلما أغاظني كيد الأعداء.. شفا صدري دواء:

"قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون".

***

*وكلما طاف طائف من الشيطان حزنا على ماض أو خوف من مستقبل مبهم.. جاءت نسائم البشر في قوله تعالى:

"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم".

وهنا غمرني حياء من الله الذي وعد ولا مخلف لوعده..!!

فأعلنت توبتي من كل ألم اعتصرني..

أو شوق هزني

أو خوف هدني

أو كيد أغاظني

وتخليت ثم تحليت بشيء واحد:

"ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب".

***

*لا مكان للحزن في قلب المؤمن ولنجعل الأمل سياجا

"وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا".

***

 

و..و..وشكرا