*غدا.. ذكرى يوم عظيم في تاريخ أمة عظيمة
*في 29 أكتوبر 1956 حاولوا كسر إرادتنا فإذا بنا نخرج .. أبلغ صلابة.. وأشد تماسكا
*حينما وقف جمال عبد الناصر على منبر الجامع الأزهر يخطب: سنحارب.. سنحارب
التهبت مشاعر الجماهير.. وكانت بداية النصر
*استقال إيدن ومعه جي موليه.. وخاب أمل بن جوريون.. وها نحن نقدم للعالمين.. المثل الأعلى في التضحية والفداء
يصادف غدا ذكرى يوم عظيم من تاريخ هذه الأمة العظيمة مصر..!
يوم تجمعت فيه قوى الشر التي تسعى دوما لوقف تقدم المصريين وتحطيم آمالهم وأحلامهم من أجل كسر إرادة الوطن.. وإرادة الشعب.. وإرادة القائد.. فإذا بها ترتد إلى أعقابها خائفة مذعورة.. تجر رءوسها من ورائها أذيال الخيبة والعار..!
***
إنه يوم 29 أكتوبر عام 1956 الذي ربما لا تعرف عنه شيئا الأجيال الحالية بل والسابقة.. عندما قررت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل "تأديب" جمال عبد الناصر وإسقاط حكمه بعد أن ضاقوا ذرعا من حماسه الزائد لتحرير كل بلد عربي محتل.. وبعد أن فشلوا في وقف بناء مشروعه القومي الكبير.. وأعني به السد العالي..!
لقد وضع قادة هذه الدول الثلاث سيناريو المعركة التي تصوروا أنها ستكون خاطفة.. لن تقوم لمصر بعدها قائمة.. فإذا بالمصريين يقدمون للعالم أروع أمثلة التضحية والفداء..! وليعيدوا رفع علمهم الخالد فوق أرض سيناء من جديد..!
لقد ألهب جمال عبد الناصر مشاعر الجماهير عندما توجه قبل ما سمي بالعدوان الثلاثي بيوم واحد إلى الجامع الأزهر ليخطب في الناس قائلا سنقاتل.. سنقاتل.. لتهدر أصوات الملايين مرددين نفس العبارة..!
***
رغم ذلك .. أساء قادة الدول الثلاث التقدير.. فزجوا بإسرائيل إلى سيناء لتدخل في معركة مع الجيش المصري في نفس الوقت الذي أخذت فيه الطائرات البريطانية والزوارق الحربية الفرنسية تضرب مدن القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس .
***
استقبل البورسعيديون –والحق يقال - .. القوات الغازية بكافة أنواع الأسلحة من أول مدافع الهاون والبنادق وحتى أدوات المطبخ.. وكانوا يهاجمونهم ليلا في معسكراتهم يطاردونهم .. ويذبحونهم ويأسرونهم..!
ومع ذلك فقد أصدر الرئيس الروسي نيكيتا خروشوف إنذاره الشهير الذي قال فيه " إذا لم يتم وقف العدوان على مصر وسحب القوات الغازية.. فسوف نضرب عواصم العدوان الثلاث بالصواريخ الموجهة"..!
***
هنا لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية بدا من التدخل بعد أن وجدت أن الكفة ليست في صالح حلفائها أو أصدقائها فدخلت هي الأخرى على الخط لتطالب بالانسحاب ووقف العمليات العسكرية.. مع تحديد مهلة لهذا الانسحاب..!
وقد كان.. حيث أنزل يوم 19 ديسمبر عام 1956 العلم البريطاني من فوق هيئة قناة السويس وهو الذي سبق أن احتلته القوات البريطانية وتوهمت أنها استعادت درتها الغالية التي أفقدهم إياها جمال عبد الناصر.. وبعد ثلاثة أيام تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد بالكامل ثم تعاقبت الهزائم التي انتهت بسحب إسرائيل قواتها من سيناء وقطاع غزة في 9 مارس 1957 ليقف رئيس وزرائها دافيد بن جوريون ليعلن خيبته ويوجه أقذع أنواع الشتائم لوزير دفاعه موشيه ديان.. في نفس الوقت الذي تقدم فيه أنتوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا باستقالته ليلحق به فيما بعد زميله في فرنسا جي موليه..!
***
إنها سطور من الفخار.. لا ينبغي أن تمحى من الذاكرة بحال من الأحوال.. كما يجب أن تكون هذه الحرب مادة تدرس للطلبة في مراحل التعليم المختلفة ليتيقن الجميع أن بلدهم مصر عصية على الانكسار تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
***