*زهوة النصر عند ترامب أظهرته وكأنه خارج من حرب عالمية!!
*الرئيس الأمريكي تعامل مع عملية البغدادي إعلاميا .. وسياسيا .. وعسكريا .. وإخراجا وتمثيلا
*السؤال الذي يدق الرءوس:
مصرع الزعيم .. هل يضعف أداء التنظيم الإجرامي أم العكس..؟!
دعونا نتخيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقد خاض حربا عالمية وانتصر فيها.. هل كان يمكن أن يفعل أكثر مما فعل بعد نجاح قواته في القضاء على أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش وكبار معاونيه..؟!
الرئيس ملأ الدنيا صياحا.. وكأنه حقق المعجزة التي عجز عنها سابقوه.. بل وربما من وجهة نظره لاحقوه أيضا..!
استخدم ترامب عنصر التشويق عندما قال في تغريدة الصباح التي تعود أن يبثها عبر شبكة النت .. إن هناك أمرا جلل سوف يحدث خلال ساعات..!
بعدها أعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيعقد مؤتمرا صحفيا يجب ألا يتخلف عنه أحد سواء من مندوبي الرئاسة أو غيرهم ممن وجهت لهم دعوات مبكرة.
***
في هذه الأثناء كانت أنباء قد تسربت حول مصرع زعيم داعش .. حيث انفردت مجلة نيوزويك بالخبر دون تفصيلات.. وفي اللحظة الحاسمة دخل الرئيس القاعة المخصصة للمؤتمرات الصحفية ومعه تأكيدات من البنتاجون بمقتل أبو بكر البغدادي بعد تحليل الحامض النووي..!
طوال تلك الفترة وحتى قبل دخوله مقر المؤتمر الصحفي بدقائق .. كان ترامب يتابع مراحل العملية عبر الأقمار الصناعية بالصوت والصورة.. تارة يسمع صراخ زعيم داعش وتارة أخرى يجيئه نباح الكلاب العسكرية وهي تطارده حتى دخل النفق المغلق ثم إسراعه بتفجير نفسه وأطفاله الثلاثة وزوجتيه من خلال الحزام الناسف الذي لم يكن يخلعه أبدا.. لأن الدواعش لديهم عقيدة بألا يسلموا أعناقهم للعدو تحت وطأة أي ظرف من الظروف لأن ذلك لو حدث فلن يدخلوا الجنة .
تخاريف من بين تخاريفهم الكثيرة..!
***
المهم ثمة حقائق أساسية بعد الخلاص من أبو بكر البغدادي:
Xأولا: القواعد العسكرية منتشرة في الخليج العربي.. ويستحيل أن تفرط فيها أمريكا.. وها هي الطائرات قد أقلعت من إحدى هذه القواعد في العراق.
Xثانيا: رغم أن ترامب أعلن جهارا نهارا أنه قرر سحب قواته من سوريا.. إلا أن كل المراقبين أجمعوا على استحالة تنفيذ ذلك..!
وهذا ما أثبتته الأحداث.
Xثالثا: ترامب ضرب الوالي العثماني المزيف رجب طيب أردوغان قلما على وجهه .. حيث لم يبلغه بالعملية العسكرية سواء قبل وقوعها أو بعد نجاحها رغم أنها دارت على الحدود التركية..!
Xرابعا: هل اغتيال زعيم التنظيم الإجرامي سوف يؤدي إلى إضعاف صفوفه أم العكس..؟
لا أحد على وجه اليقين يستطيع الإجابة عن السؤال.. فليس مستبعدا أن يمارس أعضاء التنظيم.. أنواعا ضارية من الانتقام خصوصا أن مجلس الشورى الذي بيده الأمر والنهي عندهم عقد اجتماعا طارئا تم على أثره إعلان اسم الخليفة القادم..!
Xخامسا: ليس مستبعدا أن يتوارى أعضاء التنظيم قليلا إلى أن يعيدوا تنظيم صفوفهم لاسيما بعد أن اكتشفوا أن الخيانة فيما بينهم.. هي التي أودت بحياة الزعيم..!
Xسادسا: لقد طلب والد الطيار الأردني الذي حرقوه داخل القفص من الرئيس ترامب أن يمكنه من مشاهدة أشلاء البغدادي.. ولكن يبدو أن الأمريكان كانوا أسرع فقد ترددت أنباء عن إلقاء بقايا الأشلاء في مياه المحيط الأطلنطي مثلما فعلوا مع أسامة بن لادن..!
Xسابعا: لابد أن أسر الإخوة المسيحيين في مصر قد هدأت خواطرهم أكثر وأكثر بعد مصرع الزعيم الإرهابي علما بأن مصر أخذت لهم بالثأر بعد أيام من ارتكاب الدواعش الجريمة الشنعاء فوق أرض ليبيا..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
أرجو ألا يفقد المجتمع الدولي حماسه إزاء مواجهة الإرهاب.. لأن سقوط رأس الذئب لا يعني أن "الذيول" قد انتهت أو في سبيلها للانتهاء.. وربما كلما ضاق الخناق عليهم.. خضعوا واستسلموا إما طواعية أو كرها.
***