*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*تصفية البغدادي.. والتعريف الموحد للإرهاب
*فليستثمر الرئيس ترامب حماسه.. ويدعو المتراخين للتحرك الإيجابي
*..وضربة الأمن المصري الجديدة.. جاءت في موعدها تماما
*أيضا.. إسرائيل أمامها فرصة لتحقيق السلام بعد رحيل نتنياهو
*أرجوكم.. اجعلوا من الأخلاق مادة أساسية في التعليم
*القفز من القطار كرها.. أو طوعا.. "هل معقول"..؟!
*حتى"كربلاء" تشكو الإعلام..!
*ضرائب أردوغان الجديدة.. تفتح الأبواب واسعة أمام السياحة المصرية
*ليس سعد الحريري الخاسر الوحيد من استقالة الحكومة بل قبله حسن نصر الله
عملية تصفية البغدادي التي هلل لها كثيرا الرئيس دونالد ترامب .. من خلال سيناريو أجاد "حبك" أحداثه ووقائعه.. هي عملية نوعية ولا شك.. لابد وأنها أفقدت الإرهابيين توازنهم رغم ادعاءاتهم غير ذلك..!
وبالتالي فليستثمر الرئيس ترامب حماسه الزائد في هذا الصدد.. ويدعو المجتمع الدولي لإصدار تعريف موحد للإرهاب.
تصوروا حتى الآن.. ليس هناك اتفاق على مصطلح متكامل .. بات .. وقاطع يحدد الخطوط الفاصلة بين العنف والعنف المضاد من جانب أناس نصبوا من أنفسهم أوصياء على البشر زاعمين أنهم يستمدون سطوتهم وسلطتهم من الإله الواحد وآخرين يناضلون ويكافحون من أجل استرداد أراضيهم التي استولى عليها معتدون آثمون غادرون.
يعني ها هي الفرصة سانحة ليتكاتف المجتمع الدولي أكثر وأكثر من أجل أن يكون أبلغ حسما.. وأكثر توحدا إزاء خطر هائل داهم البشرية ومازال على مدى عقود وعقود..!
وإنصافا للحق لقد عقدت الأمم المتحدة مؤتمرات عدة للإرهاب لكن في كل مرة.. لم يتمكن أي منها من التوصل إلى الصيغة المأمولة نتيجة استخدام "الفيتو" رغم أن الذين استخدموه لم يسلموا أنفسهم من نيران الكراهية.. والتعصب.. والتطرف..!
***
أنا شخصيا أتصور.. أن الأجواء أصبحت مهيأة الآن أكثر من أي وقت مضى.. لمد جسور التعاون بين الدول والحكومات وبعضها البعض واتخاذ موقف موحد.. ولا أقول مواقف موحدة.. لأن الفارق بالطبع كبير.. وشاسع..!
***
والحمد لله .. أننا في مصر.. نخوض حربا عاتية ضد الإرهاب.. أبطالها رجال شجعان من القوات المسلحة والشرطة وأحسب أن العالم كله يدرك ذلك ودائما توجه لنا مجتمعات عديدة سواء في الشرق أو الغرب الشكر والثناء على ما نحققه من نجاحات وأيضا ما نقدمه من نصائح.
وبالمناسبة.. فقد شاءت الظروف أن تقوم وزارة الداخلية بحملة استباقية ضد بعض أوكار العريش.. أسفرت عن مصرع 13 إرهابيا كانوا يخططون لارتكاب جرائم غادرة من جرائمهم إياها..!
لقد جاءت تلك الحملة.. بعد ساعات من إعلان أمريكا عن مصرع البغدادي.. وكأن ثمة رسالة.. مشتركة موجهة لرءوس الإرهاب من مخططين ومنفذين.. وممولين.. بأنهم أبدا لن يفلتوا من العقاب مهما طال بهم الزمن..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فلا مناص من رفع رايات المصارحة.. حتى لا يلتف فرد حول مصالح غيره.. ولا تفتئت جماعة على حقوق جماعة ثانية المفترض أنها تعيش معها جنبا إلى جنب تحت سماء الرب الواحدة..!
ومن سمات هذه المصارحة.. ضرورة أن تفهم إسرائيل أن مقاومة الفلسطينيين في سبيل الحصول على حقوقهم المشروعة لا تعد إرهابا كما تصر إسرائيل على وصفه.. لذا..فالفرصة أمام الإسرائيليين حاليا ومعهم الأمريكان بطبيعة الحال.. للتعامل مع القضية من منظور مختلف عن منظور نتنياهو الذي يرحل عن سدة الحكم غير مأسوف عليه..!
إن السياسة يا سادة تحتاج إلى قرارات جريئة وتنازلات تزيد.. أو تقل حسب الظروف.. فهلموا هلموا.. لإعادة الأمور إلى أوضاعها الصحيحة هذا إذا كنتم أصحاب نوايا حسنة.. ونأمل أن تكونوا كذلك..!
***
والآن.. اسمحوا لي أن أقطع تسلسل الأحداث لأتوقف أمام محطة بالغة الأهمية في مصر.. هذه المحطة تتعلق بتلك الجرائم الغريبة التي يرتكبها البعض وكأنهم مغيبون عن الواقع.. لأنها من ناحية جرائم بالغة الغرابة.. لم يتعود عليها هذا المجتمع الذي اتسم أفراده منذ قديم الأزل بالرحمة.. والتعاطف الوجداني المشترك..
فماذا حدث..؟!
إن واقعة إجبار رئيس القطار اثنين من الباعة الجائلين على القفز بعد أن فتح لهما باب الطوارئ يستحيل أن تأتي إلا عن شخصية مريضة.. فاقدة العقل.. انتزع من قلبها الشفقة..!
وفي واقع الأمر ليست هذه الجريمة وحدها التي عاني منها الشارع المصري خلال الآونة الأخيرة.. بل هناك.. الابن الذي قتل والده ثم حفر له حفرة في غرفة النوم ألقى بجثته بداخلها بعد أن غطاها بالأسمنت المسلح.. وظل يحيا حياة طبيعية.. وكأن هذا الرجل الراقد تحت السرير لا يمت له بصلة.. أو كأن المشاعر قد تجمدت بحيث لم يعد هناك فرق بين غرفة النوم.. ومدافن الإمام الشافعي..!
سبحان الله العظيم..!
أيضا.. الرجل الذي يلقي بأبنائه في النهر.. والزوجة التي تذبح رفيق حياتها ثم تمارس الرذيلة مع آخر قبل أن تجف دماء من أفنى عمره مع امرأة قطعت حبال المودة.. ومعها نوازع الضمير والدين والأخلاق.. و..و..وكل شيء..!
***
نعم.. أمرت النيابة العامة بحبس سائق القطار"المهووس" كما أحالته للطب الشرعي للكشف عن تعاطيه المخدرات من عدمه..!
وبديهي.. سيحال للقضاء الذي لن يتوانى عن إنزال الحكم الرادع به..!
لكن السؤال:
هل هذا يكفي..؟
طبعا.. لا.. وألف لا.. فالسيناريو الشاذ سوف يتكرر مستقبلا كثيرا وكثيرا..!
إذن.. لابد من إعادة تنشئة الإنسان المصري تنشئة جديدة تبدأ بعد ولادته مباشرة وحتى يشب ويكبر..!
لذا.. فإني أقترح على وزير التربية والتعليم تدريس مادة الأخلاق لجميع الصغار والكبار من أول الحضانة حتى الجامعة.. وأن تكون مادة رسوب ونجاح.. لعل وعسى..!
***
وعودة إلى التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط وما تشهده من توترات تزداد حدتها يوما بعد يوم..
لقد وقف بالأمس محافظ كربلاء أهم مدن العراق المقدسة.. مهموما حزينا.. معاتبا في حسرة الإعلام الذي اتهمه صراحة بفبركة الأخبار.. وتزييف أشرطة الفيديو التي تتناول أماكن غير الأماكن.. ومتظاهرين غير المتظاهرين..!
واضح أنه لا فائدة من "الإعلام".. سواء هنا.. أو هناك..!
***
أما الوالي العثماني "الجديد".. أو بالأحرى المزيف الذي يعيش في أوهام الماضي فإنه يزيد الأزمة في بلاده تعقيدا يوما بعد يوم..!
آخر قراراته السلطانية طالت قطاع السياحة الذي يترنح نتيجة ما تشهده تركيا من اضطرابات.. ومشاحنات.. ومن بين هذه القرارات فرض ضريبة اسمها الخدمة الرقمية وضريبة العقارات الفاخرة وضريبة الإقامة في فنادق.. مما سيؤدي تلقائيا إلى هروب السياح وبحثهم عن مناطق جذب أخرى..!
ولعل أول وأهم مناطق الجذب.. مصر التي أصبحت أبوابها مفتوحة.. أمام السياحة الوافدة!
لكن لابد على الجانب الآخر.. من تقديم تسهيلات .. والعمل على خفض الأسعار.. والاهتمام بالمتابعة والرقابة.. وإلا فقدنا فرصة ليس من السهل تعويضها..!
***
أخيرا.. اعترف سعد الحريري رئيس وزراء لبنان بأنه وصل إلى طريق مسدود.. يحتم عليه تقديم استقالته..!
الطريق المسدود.. ليس وليد اليوم.. ولكنه نتاج سنوات طويلة .. وليس من أيام الحراك الشعبي فحسب.. حيث لم تشهد البلاد طوال تلك السنوات أي نشاط سياسي.. أو تقدم اقتصادي.. أو حماية لمصالح السواد الأعظم من المواطنين..
وفي جميع الأحوال فإن الحريري لن يكون الخاسر الوحيد في حالة قبول استقالته.. بل هناك قبله لاطم الخدود.. حسن نصر الله الذي يرفض تماما استبعاد الحريري الذي يتحالف معه تحالفا مشبوها.. ومريبا.. وفرضا للقوة من جانب واحد..!
***
و..و..وشكرا