سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "العلاقات الإستراتيجية.. والمناورات المشتركة.. مصطلحات ومعانٍ "

بتاريخ: 07 نوفمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*العلاقات الإستراتيجية.. والمناورات المشتركة.. مصطلحات ومعانٍ

*الرسول أول من احتفل بيوم مولده.. ونحن على دربه سائرون

*الموهوبون كثيرون.. المهم الرعاية.. والتشجيع.. والدعم المادي

*عفوا الباشمهندس رسلان.. واضح أنك تخاطب شعبا غير الشعب

*منتدى إعلام مصر.. يمثل من.. ويتحدث باسم من..؟!

*القتل داخل شجرة العائلة.. مأساة تحتاج إلى علاج سريع..!

*أرجوكم.. لا تضغطوا على محمد صلاح.. اتركوه يأخذ قراره بنفسه

*الدواعش.. ظهروا في أفريقيا.. بعد مقتل زعيمهم بأيام..!!

دائما تتردد العبارة التي تقول: العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية علاقة إستراتيجية فماذا يعني هذا المصطلح .. وما هي الأسس التي تقوم عليها تلك العلاقة.. وأيضا ما أهدافها.. هل يمكن أن تتأثر.. أو تتراجع.. عندما تنشب أزمة بين القاهرة.. وواشنطن..؟!

باختصار شديد البلدان.. تجمعهما مصالح مشتركة سياسيا.. واقتصاديا.. وثقافيا.. وأمنيا.. هذه المصالح يستحيل التفريط فيها من جانب طرف  دون الآخر وإلا سيكون الثمن باهظا.. وبالتالي فإن الاثنين يسعيان جاهدين لدعم تلك العلاقات الإستراتيجية أولا بأول مهما كانت الظروف.. وبصرف النظر عن أية عقبات قد تطرأ فجأة.. أو تكون ناتجة من طول المدة..!

***

من هنا.. يمكن القول إن العلاقة الإستراتيجية هي أحد الدوافع التي استند إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما أعلن رعاية بلاده لمفاوضات سد النهضة التي تجري حاليا في واشنطن وتعهده بالعمل على إحداث تقدم فيها.. وهذا ما استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي بالترحاب والإشادة ووصفه الرئيس ترامب بالرجل ذي الطراز الفريد الذي يملك القوة لمواجهة الأزمات وإيجاد الحلول الحاسمة.

على الجانب المقابل.. فإن سعة صدر القيادة المصرية.. وتعاملها مع ملف سد النهضة بعقلانية .. وهدوء "أعصاب" فضلا عن ثقة في النفس.. وفي إقرار الحق ما بعدها ثقة.

كم سمعنا.. من تعليقات.. وصيحات.. ومزايدات.. ورغم ذلك فإن مصر تعرف طريقها جيدا.. وتتمسك بحقوقها .. في مياه النيل التي لا تقبل مزايدة.. أو متاجرة.. والتي تعتبر الاقتراب من هذه المياه.. بمثابة خط أحمر يستحيل تجاوزه.

إذن.. فالسؤال الذي يثور تلقائيا:

*وهل هناك ما يضمن نجاح المفاوضات الجارية في واشنطن الآن بين كلٍ من وفود مصر والسودان.. وإثيوبيا خصوصا بعد تدخل الرئيس ترامب..؟

بديهي.. لا يمكن التكهن بالنتائج قبل أن تخرج الشواهد إلى النور.. لذا دعونا نضع احتمالي الفشل والنجاح أمام عيوننا.. لكن ما لا يقبل اللبس أو التأويل.. أن يتسبب سد النهضة الإثيوبي في الإضرار بمصالحنا كشعب.. والأيام بيننا..!

***

أيضا.. المناورات المشتركة بين الجيش المصري.. والعديد من جيوش العالم.. هذه المناورات لماذا.. وماذا تعني.. وما الحكمة من القيام بها بين كل آونة وأخرى..

ثم.. ثم.. هل المناورات البحرية التي تجري حاليا في اليونان باسم"ميدوزا 9" والتي حرص الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع على حضور فعاليات مرحلتها الأولى..؟!

أقول هل تلك المناورات لها علاقة بما يرتكبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مخالفات.. أو استفزازات بالنسبة لحقول الغاز في شرق البحر المتوسط.. وقد سبق أن حذرته مصر من سلوكه الأحمق ومعها كل من قبرص واليونان اللتين تشتركان في المناورة "ميدوزا9"..!

طبعا.. ليس الهدف شن عدوان على تركيا.. أو غير تركيا.. بل إن المناورة بهذه التشكيلة الثلاثية إنما تعد بمثابة رسالة لكل من يريد أن يستولي على حقوق الآخرين بوسيلة أو بأخرى..!

وغني عن البيان.. أن المناورة البحرية سوف تسفر عن نتائج إيجابية سواء بالنسبة للتدريب.. أو التسليح.. أو التعاون العسكري المشترك.. وذلك يكفي.. ويكفي وسط عالم تسوده الصراعات.. والنزاعات من كل فج ويعيش تحت سمائه حاكم.. أو حكام مغرورون.. أو حمقى مما يستدعي إيقافهم عند حدهم.. قبل أن يبلغ طمعهم أو جشعهم أو صلفهم.. أو تكبرهم.. حافة الخطر..!

***

والآن.. اسمحوا لي أن أدعوكم إلى وجبة روحانية تستوجب التوقف عندها أياما.. وشهورا بل وسنوات.. وأعني بها ذكرى ميلاد الرسول الكريم والتي مازال البعض من المتطرفين إياهم يحاول إيجاد الذرائع الكاذبة لتحريم الاحتفال بها..!

لكن لهؤلاء نقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان أول من أشار إلى اليوم الذي سطعت فيه أنوار البشرية جمعاء.. حينما كان يصوم يوم الاثنين ويقول هذا يوم ولدت فيه..! 

حقا.. يا رسول الله .. يا من جئت لنشر الحب والإخاء والمساواة والعدل والتسامح بين الناس.. فكيف يجيء "أراذلهم" ليسيئوا إلى المعاني التي أرسيتها..؟!

عموما نحن في مصر سنظل نحتفل بهذه المناسبة الكريمة إلى يوم الدين بإذن الله .. لأننا نجد فيها تعاطفا.. وبهجة.. وسرورا.. وتعايشا بين جميع طوائف المجتمع..!

ويا من ولدت فأشرقت بربوعنا نفحات نورك وانجلى الإظلام

أنت الحبيب وأنت من أروى لنا

حتى أضاء قلوبنا الإسلام  

               "نزار قباني"

***

ونعود إلى المحروسة مصر.. وإلى هذا الجهد الدائم والمستمر والفاعل لتطوير التعليم وتحديثه.. والذي يحرص الرئيس السيسي على أن يتم وفقا لأحدث المعايير العالمية بهدف صياغة ثقافة جديدة تعتمد على نهج المعرفة بما يساعد على اكتشاف أصحاب المواهب والنابغين.

وإنصافا للحقيقة.. مصر زاخرة بتلك النوعيات من المواطنين.. فكم ممن لديهم بالفعل استعدادات وملكات خاصة.. لو أحسن استثمارها لنشأت لدينا أجيال من العباقرة..!

المهم.. الرعاية .. والتشجيع.. والدعم المادي مع ملاحظة أن نسبة كبيرة من هؤلاء الموهوبين يعيشون مع ذويهم حياة متواضعة.. أما وأن وضعناهم نصب العيون.. فسوف يتغير الموقف كثيرا وكثيرا جدا.

***

وما دمنا نتحدث عن أوضاعنا الداخلية.. بمودة وحب.. وصراحة.. فإني أقول للمهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي:

عفوا.. عفوا.. تصريحاتك تتنافى مع الواقع القائم..!

فأنت تقول إنك أصدرت توجيهاتك بمراجعة الفواتير التي تزيد قيمة الاستهلاك بها على 20% وأنك أمرت بالتواصل مع وسائل الإعلام والمواطنين من أجل سرعة الاستجابة لما يثار من مشكلات ودراسة تلك الشكاوى والانتهاء منها في أسرع وقت..!

لا.. يا باشمهندس..!   

هذا لا يحدث.. والدليل أن أصوات الناس تجأر بالشكوى من القراءة العشوائية للعدادات ودائما ما يجيئهم الرد المستفز: ادفع ثم اشتكي..!

ليس هذا فحسب بل بدأت شركاتك في فرض جباية على الناس بحجة أن  هناك متأخرات منذ 30 سنة يجب سدادها.!

بالله عليك.. هل هذا كلام..؟!

ثم.. ثم.. أنا شخصيا أثرت هذه القضية.. ونشرت المستندات.. ولم تكلف خاطرك بالرد..!

أرجوكم.. أرجوكم.. يا سادة يا كبار.. احذروا احذروا.. من التلاعب بمشاعر المواطنين.. أو بمصالحهم .. أو .. أو بأقواتهم..!

***

وبمناسبة الإعلام.. ومن يتجاوب معه.. ومن لا يتجاوب.. فقد انعقد في القاهرة ما يسمى بالمنتدى المصري للإعلام..!

هذا المؤتمر يمثل من بالضبط.. ومن الذين يشاركون فيه.. وعلى أي أساس..؟!

وكيف ارتضى نقيب الصحفيين حضوره.. ليسمع "كلاما" ما أنزل به من سلطان مما اضطره للرد عليه بإجابات ساخرة استغلها الحاضرون وجعلوا منها وسيلة للتهكم والسخرية..!

ما نعرفه – يا سادة- عن المؤتمرات العلمية.. أن تكون واضحة الهوية.. وأن يكون الداعون إليها من هم أساتذة في المهنة.. خبراء في ممارساتها.. وأن تكون هناك أجندة واضحة البنود التي تطرح للمناقشة والدراسة وإصدار النتائج..!

أما وأن نسمع عن المؤتمر من قناتي الشرق ومكملين الإخوانيتين.. فهذا ما يثير الدهشة والعجب..!

***

وبمناسبة المؤتمرات.. أتساءل:

هل من مؤتمر علمي.. يناقش ظاهرة القتل العائلي التي استشرت في الآونة الأخيرة..؟

أمس على سبيل المثال.. ابن قتل أباه.. وحفيد قتل جدته.. وزوجة خنقت زوجها ووقائع أخرى كثيرة ودامية..!

أين المركز القومي للبحوث الاجتماعية.. وأين مؤسسات المجتمع المدني.. وأين المسجد.. وأين الكنيسة.. وأين المدرسة.. وأين الجامعة.. وأين.. وأين..؟

يا ناس.. يا هوه..

الحكاية ليست بمثل تلك البساطة التي تتعاملون بها.. مع أخطر الجرائم وأشد الناس انحرافا عن السلوك القويم..!

حكاية مجتمع.. يعيد بناء أركانه على مبادئ القيم والأخلاق.. فلا تضربوه في مقتل.. وإلا فإننا جميعا خاسرون..!

***

بكل المقاييس.. يتعذر إكمال هذا التقرير دون أن يتضمن رياضة..!

ها هو منتخب مصر يستعد لمواجهة كينيا وبعدها جزر القمر.

وكلما اقترب الموعد.. كلما دارت التكهنات حول محمد صلاح.. هل سيشارك .. أم سيعتذر أم سيرفض..؟!

أرجوكم.. أرجوكم.. اتركوه يقرر ما يشاء.. ولا تضغطوا عليه.. حتى لا تتكرر نفس كوارث الماضي..!

شيء من الفهم.. إذا سمحتم..!

***

أخيرا.. الدواعش يعودون..

لقد رحل زعيمهم البغدادي ليظهروا من جديد في مالي ويرتكبوا أبشع الجرائم..!

هذا ما سبق أن طرحناه من قبل:

هل قتل البغدادي.. سيمزق صفوفهم.. أم العكس..؟!

الواضح أنه العكس..!!

***

و..و..وشكرا