سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " رئيس الوزراء.. يجب أن يلقى رضا الجماهير أولا..!!"

بتاريخ: 18 نوفمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الاختيار الذي لا يرضي الجماهير..!

*اللبنانيون يعترضون على "الصفدي" بسبب مواقفه السابقة.. وتصريحاته المتناقضة..!

*انضمام زوجته لحكومة الحريري.. أبلغ دليل على أن "المصالح متشابكة".. والتغيير بعيد بعيد..!

*أما الإيرانيون.. فها هم ملاليلهم يشربون من نفس الكأس

لم تكن تتصور الهيئة الحاكمة في لبنان أن تظل المظاهرات مشتعلة على مدى تلك الفترة الطويلة التي قاربت شهرا كاملا.. ولعل السبب.. أن هذه الهيئة ضمت اتجاهات سياسية متباينة كل منها يريد البقاء على مقعد السلطة وفقا لحسابات خاصة حزبية وطائفية.

ولعل رفض حزب الله تغيير وزارة سعد الحريري يرجع إلى نفس السبب.. لأن أمين عام الحزب حسن نصر الله لا يضمن الثلاثة مقاعد الوزارية التي كان يشغلها لا سيما إذا اتُفق على يكون أعضاء الحكومة أو أغلبهم من التكنوقراط.

***

ومع ذلك.. جرت تحايلات.. واتصالات وتوازنات وأخذ ورد نتج عنها الاتفاق على تعيين وزير سابق اسمه محمد الصفدي لرئاسة الحكومة القادمة..!

وفور إعلان الاسم..اشتدت المظاهرات حدة.. لأن الناس الآن أصبحوا يعرفون الأبعاد والخلفيات أكثر من الحكام أنفسهم..!

هؤلاء الناس يتساءلون:

لقد سبق أن أعلن الصفدي أكثر من مرة بعد استقالته من وزارة المالية أنه لن يشغل مستقبلا أي موقع حكومي إذن كيف يأتي رئيسا للوزراء بعد هذا الإعلان الصريح اللهم إلا إذا تمت صفقات معينة بين الأحزاب الكبيرة الثلاثة وبذلك لن يختلف الحال كثيرا عن أيام سعد الحريري..!

أيضا.. في الوقت الذي توارى فيه الصفدي قليلا.. كانت هناك زوجته فيوليت خير الله التي تم تعيينها في أوائل العام الحالي وزيرة دولة لشئون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب.. وهي التي سبق أن عملت كمذيعة ربط في قناة الـ ال بي سي وظلت بها حتى انضمت لمجموعة الصفدي الاقتصادية (مجموعة زوجها) قبل أن تنضم إلى السلك الحكومي..!

من هنا.. يرى المواطنون اللبنانيون أن مجيء محمد الصفدي لن يغير من الأوضاع شيئا نظرا لصلته الوثيقة بسعد الحريري.. وأيضا بنبيه بري رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل الشيعية.. وقبلها أو بعدها حسن نصر الله أمين عام حزب الله.

وهكذا يتضح أن الناس يريدون تغيير الوجوه تغييرا كاملا.. لكن للأسف ليس ذلك بالسهولة بمكان بسبب الارتباط الوثيق بين الأصدقاء الألداء الذين يملكون التأثير.. والنفوذ.. والمال.. وأيضا تأييد رئيس الجمهورية.

***

على الجانب المقابل.. الخشية كل الخشية أن تأخذ الدوامة اللبنانيين إلى أقصى مدى.. بحيث يصلون إلى نقطة بالغة الخطورة طالما تعرضت لها دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط.. وأعني بها نقطة الاتفاق واللاتفاق في نفس الوقت الذي تقفز فيه على المسرح قوى أخرى.. إما داخلية... أو خارجية.. وبذلك يتفكك المجتمع ويحتد الصراع بين الفئات والأحزاب والجماعات المختلفة.. وهو صراع ربما يصل فيما بعد إلى كلٍ من الجيش والشرطة.. وهنا تكون الطامة الكبرى..!

***

الأهم.. والأهم.. أن إيران التي تعودت على أن تلعب أصابعها الخبيثة في المنطقة.. إما بإشعال المظاهرات.. أو تأليب أفراد المجتمع الواحد على بعضهم البعض.. إيران تلك تشرب من نفس الكأس في تطورات مفاجئة لم يتوقعها حكامها.. أو ملاليها بالتعبير الأصح..!

على مدى اليومين الماضيين.. الإيرانيون –لأول مرة- قفزوا الأسوار الحديدية .. ومشوا في الشوارع يطالبون بسقوط النظام.. من أول المرشد الأعلى حتى رئيس الوزراء ورئيس البرلمان.. وكل من له صلة بالحكم..!

ثم..ثم.. بدلا من أن يبحث النظام عن حلول عاجلة.. إذا به يحمل الأمريكان السبب نتيجة ما فرضوه من عقوبات ضدهم..!

وإذا كان ذلك كذلك.. لماذا لم يعترفوا حتى بينهم وبين أنفسهم .. أنهم وراء كل كارثة حلت بشعبهم..؟!

***

على أي حال.. أعان الله الشعب اللبناني على أن يصل لصيغة الحكم التي ترضي جميع أطرافه..

أما "الإيرانيون".. فأمامهم أغلى فرصة للتخلص من الكابوس الثقيل الذي يجثم فوق صدورهم منذ أربعين عاما من الزمان..!!