*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*"عين العقل".. محدودو الدخل أولا.. وليس العكس
*كلما تحسنت حالة الفقراء والطبقة المتوسطة.. اطمأن الأثرياء على أموالهم
*النمو الاقتصادي 6,4%.. معجزة بكل المقاييس!
*التوكل على الله.. ينطوي على كل الحلول في الدنيا والآخرة.. بشروط
*محمد صلاح "وصل" المهم النتيجة..!
*حتى الأفيال أصبحت صينية
*الانتحار على الهواء مباشرة لا ينبغي أن يمر مرور الكرام
*اتهام الأسد أردوغان بسرقة نفط سوريا بمساعدة الدواعش.. يكشف الأوراق الخافية!
هناك نظريتان اقتصاديتان على مستوى العالم.. النظرية الأولى تقول: توفير كل الفرص وجميع الإمكانات والتسهيلات لأصحاب رءوس الأموال.. من أجل تشجيعهم على القيام بمزيد من الاستثمارات التي هي في النهاية توفر فرص العمل للشباب.. بصفة عامة ولمحدودي الدخل والفقراء بصفة خاصة مما يشجع على دوران عجلة الاقتصاد بهدوء وتؤدة. وقد حاولت إحدى الحكومات في مصر تطبيق هذه النظرية خلال فترة زمنية سابقة.. لكن ثبت فشلها.. فالذي حدث أن ازداد الأثرياء ثراء.. والفقراء فقرا..!
***
أما النظرية الثانية فهي التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال توسيع دوائر الحماية الاجتماعية وفتح أبواب الرعاية والمساندة للفقراء ومحدودي الدخل مما يمكنهم من المشاركة في برامج التنمية وبالتالي حصد ثمارها أولا بأول.
وقد ثبت أن تلك النظرية هي عين العقل.. فالفقراء ومحدودو الدخل.. كلما تحسن مستوى معيشتهم.. كلما ترسخت معاني السلام الاجتماعي.. وأصبحت الغيرية هي وسيلة التفاهم بين الناس وليس العكس.. والأمثلة متعددة وكثيرة.. فكم من مشروعات صغيرة حققت نجاحا ملموسا وجاءت لأصحابها بالخيرات رويدا.. رويدا..!
نعم.. لم تأت هذه الخيرات دفعة واحدة.. بل ها هي الزهور.. والأغصان تنمو وقد أينعت وازدهرت.. عكس الذين مازالوا ينتظرون.. تحت ظلال الزيزفون دونما جهد يبذلونه.. أو عمل يمارسونه باجتهاد وصبر وأناة..!
***
النتيجة التلقائية والطبيعية لذلك.. أن ينعم أصحاب رءوس الأموال بالأمن والسكينة والطمأنينة فيزيدون من مشروعاتهم.. أو يعملون بشتى السبل والوسائل على أن تبقى دائما.. وأبدا.. مصدرا للأمل.. وعنوانا للتفاؤل.
ولقد طبقت دول عديدة هذه النظرية.. فحققت مكاسب مضمونة.. ونتائج مبهرة.. ولعل أولى تلك الدول سنغافورة.. التي تحولت من مجتمع صغير فقير إلى رابع دولة من حيث أهم المراكز الاقتصادية في العالم وتكاد تكون الوحيدة التي لا تزيد نسبة البطالة فيها على 2% بعد أن اعتمدت في سياستها الاقتصادية على التنوع والتطوير أولا بأول!
يعني يمكن القول إن سنغافورة هي بلد لم تعد تعرف الفقر لسبب بسيط.. أن أولى الأمر فيها حددوا طريقهم جيدا.. واستثمروا الطاقة البشرية أفضل استثمار..!
***
من هنا.. عندما تعمل مصر على زيادة نسبة النمو الاقتصادي بها لتصل إلى 6,4%.. فإن هذا –لو تحقق- يعد معجزة بكل المقاييس..!
النمو الاقتصادي يعني علميا.. حساب الدخل القومي بالنسبة لعدد السكان..!
بتوضيح أكثر.. أن يزداد الدخل القومي زيادة تراكمية ومستمرة عبر فترة زمنية محددة.. بحيث تكون هذه الزيادة أكبر من معدل نمو السكان.. فضلا عن توفير الخدمات الاجتماعية وحماية الموارد الطبيعية من الاعتداء البشري وغير البشري..!
وهكذا ببساطة.. تكون الحكومة قد أوجدت مؤخرا سبيلا لحل الأزمة السكانية التي واضح أنها سوف تستثمرها لزيادة الدخل القومي.. وذلك أيضا عين العقل..!
وهكذا أقول لكم.. اطمئنوا.. اطمئنوا.. فأنتم –والحمد لله- في يدٍ أمينة.
وهذا يكفي.. ويكفي جدا..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فقد توقفت وأنا أكتب هذا التقرير أمام دعاء مأثور: توكل على الله.. تُفتح أمامك الأبواب المغلقة.
لذا.. أنصحك.. أن تتوكل على الله دائما وأبدا.. اتباعا لقول الحق سبحانه وتعالى:" وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".
"صدق الله العظيم"
في نفس الوقت فإن التوكل على الله لا يعني عدم الأخذ بالأسباب.. بل لابد من أن تجتهد.. وتفكر وتحاول بصرف النظر عن العقبات والصعاب..!
ولقد أمر الله أيوب عليه السلام بأن يضرب الأرض برجله ضربة هينة ضعيفة .. تفجر على أثرها الماء..!
أيضا.. ولما أراد الرازق الوهاب.. أن يوفر الطعام للعذراء مريم وهي في حالة وهن شديد قال لها:" وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ".
باختصار شديد.. توكل على الله دون أن تكون كسولا متخاذلا..
واسمحوا لي أن أسرد لكم لقطة شخصية من حياتي.. حيث كانت أمي رحمها الله.. تدعو لي وأنا أغادر المنزل كل صباح: اذهب.. بسم الله طريقك.. والرحمن رفيقك.. ورب العرش يحميك من كل شر".
تقولها وهي متأكدة أني سأرجع بإذن الله وأنا راضٍ مرضي..!
أصارحكم القول.. إنني أجد في هذه الكلمات حتى الآن ما يعينني على مواجهة ظروف الحياة القاسية.. وعلى تحمل غدر الأصدقاء.. وشماتة الشامتين..!
***
أما بالنسبة لهواة الكره وما أكثرهم.. فلعل قلوبهم قد اطمأنت بعد وصول محمد صلاح للقاهرة وإعلانه المشاركة مع المنتخب الوطني المصري في معسكره للاستعداد لمباراتي كينيا وجزر القمر في تصفيات الكرة الأفريقية.
ها هو الشاب الخلوق يأتي إليكم طائعا مختارا.. فأرجوكم .. أرجوكم.. اتركوه في حاله.. لا تمارسوا عليه ضغطا من أي نوع.. لا تطلبوا منه ما لا طاقة له به.. أي كونوا له.. عونا وسندا وليس عبئا..عندئذ.. ستحصلون منه على أفضل النتائج.. وسيرفع رءوسكم كما يرفعها دائما.
دعواتنا له.. بالتوفيق في حياته الخاصة والعامة.
***
.. وما شد انتباهي هذا الأسبوع.. قيام حديقة الحيوان باستيراد فيلة صينية..!
يا سلام..!
هل الصين أصبحت تتاجر في كل شيء.. من أول الإبرة حتى الصاروخ مرورا بالحيوانات الاستوائية.. وغير الاستوائية..!
كنت أتصور.. أن نأتي بالفيلة الصغيرة التي سوف تتربى فوق أراضينا عوضا عن جدتها" نعيمة" التي رحلت منذ أسابيع من قارة أفريقيا التي تتسم بمواصفات خاصة ليست متوفرة لدى غيرها الآسيويات مثل الذاكرة الحديدية وحاسة شم قوية وقدرة على تحمل حرارة الشمس الحارقة.. لكن أن نلجأ إلى "الصيني" فلله في خلقه شئون..!
***
أخيرا تبقى الحكاية القديمة الجديدة والمتكررة.. وأقصد بها السوشيال ميديا.. أو مواقع التواصل الاجتماعي.. هل يمكن أن تصل الدرجة .. إلى انتحار شاب على الهواء مباشرة عبر ما يسمى باليوتيوب..؟!
ما هذا.. أيها السادة.. الآباء.. والأمهات.. ومراكز البحوث.. والجامعات والمدارس.. والنوادي.. والمساجد.. والكنائس..؟!
هل غضب الأم في التو واللحظة على الابن الذي وجه لها الشتائم المقذعة.. ثم ضربها ضربا مبرحا.. فلم يجد أمامه سوى أن يغادر الحياة في مشهد دراماتيكي يندر حدوثه..!
ومع ذلك.. فإن قلب الأم الرحيم.. انفطر على وليدها.. مطالبة بالدعاء له بالرحمة..!
وتستمر وقائع السيناريو مفتوحة!
وماذا بعد..؟!
***
.. ونختتم التقرير.. بالاتهام الصريح من جانب الرئيس بشار الأسد.. للوالي العثماني المزيف رجب طيب أردوغان بسرقة نفط سوريا.. "عيني عينك".. بمساعدة الدواعش الذين أنشأهم وتربوا في أحضان إمبراطوريته المريضة حيث أطلقهم يقتلون.. ويذبحون الأبرياء.. ويغتصبون الحرمات.. بينما الأخ "أردوغان".. يمد يوما بعد يوم جسور صداقته مع الأمير الصغير في دويلة قطر..!
بشار الأسد.. فاض به الكيل فأعلن ما أعلن.. غير عابئ بالنتائج..!
المشكلة.. أن نفط سوريا.. لم يعد نهبا لأردوغان والدواعش فقط.. بل لأطراف عديدة أخرى.. أهمها أمريكا.. تليها روسيا.. وبعدهما إيران وحزب الله.. وبالتالي ليس من السهولة بمكان.. أن تعود الثروة لأصحابها.. لأن المتربصين كثر.. وآكلي اللحوم لا يشبعون مهما أقيم لهم من ولائم غير محسوب حسابها.. وموائد مهما كانت زاخرة بما لذ وطاب..!
إنها في النهاية تبقى خاوية..!
***
ونأتي إلى مسك الختام:
لقد اخترت لك هذه الأبيات الشعرية:
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
خفايا القلب تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك عنواني
***
و..و..وشكرا