*رسائل منتصف الليل..والمواجهة الحاسمة!
*لابد من تنفيذ القانون بدقة سواء على الرسائل المكتوبة.. أو المباشرة..!
*في أيرلندا.. المحكمة عوضت إحدى السيدات بنصف مليون جنيه إسترليني بسبب مكالمة خطأ!
فجأة.. وبعد منتصف الليل.. تسمع صوت رسالة المحمول.. تستفيق.. ويعتريك شعور بالقلق.. وحينما تسترجع الرسالة.. تجد كلماتها تقول: شركة كذا لإبادة الحشرات تقدم لك ضمانا ثلاث سنوات لمنزل خال من الصراصير والناموس..!
بالذمة هل هذا كلام..؟!
المهم.. تتكرر نفس الرسالة على مدى أيام.. وأيام.. وأنت تكاد تغلي.. ودونما فائدة..!
***
ثم..ثم.. تبين أن القانون يحمي البيانات الشخصية لمشتركي المحمول.. وإذاعة هذه البيانات أو استخدامها في غير أهدافها المحددة يعرض من جرؤ على ارتكاب هذا الجرم لغرامات مالية كبيرة وأيضا للسجن..!
من هنا.. لقد أحسن الجهاز القومي للاتصالات بتغريمه شركة المبيدات إياها مبلغ 900 ألف جنيه لمنعها من تكرار هذا الأسلوب المستفز..!
لكن السؤال:
هل تلك الشركة وحدها هي المسئولة.. أم أن شركات المحمول مشاركة معها في المسئولية.. لأنها هي التي تملك بيانات المشتركين.. وتملك حق منعها.. وبالتالي جعلها سداحا مداحا لكل من هب ودب ..والدليل.. أن الرسائل الإجبارية.. لم تنقطع حتى الآن.. ولا أعتقد أنها ستتوقف..!
***
أيضا.. في أحيان كثيرة.. بينما أنت مستغرق في التفكير.. أو تشارك في اجتماع مهم.. أو تكتب مقالا.. أو.. أو.. يقتحم خصوصيتك صوت رجل واثق من نفسه.. أو سيدة تحاول إيهامك بأنها تعرفك منذ زمن طويل.. والاثنان يحدثانك.. عن مشروع سكني في الساحل.. أو البحر الأحمر.. أو الشيخ زايد.. أو.. أو..!
.. وحينما تبدي تبرمك.. أو حتى اعتذارك تجد إصرارا غريبا.. من هذا .. أو تلك مع الاستمرار في المكالمة..!
وبالتالي يثور نفس السؤال:
ومن الذي قدم لهما.. بياناتك الشخصية.. وأولها رقم التليفون..؟!
***
إذن.. المواجهة الفردية لن تجدي.. بل لابد من سياسة واضحة تحدد المسئوليات والواجبات.. وأيضا العقوبات..!
ولقد أكد د.عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لوقف رسائل s.m.s الإعلانية المجمعة والمزعجة التي يتم إرسالها دون رغبة العميل حيث إن قانون مكافحة تنقية المعلومات الذي صدر مؤخرا يجرم هذه الرسائل..!
طيب.. وجميل.. لكن.. لماذا مازالت الأمور على ما هي عليه.. ومازالت الرسائل النصية والمباشرة تتوالى ليلا ونهارا..؟!
في إيجاز شديد.. هذا يرجع إلى التباطؤ في تنفيذ مواده.. والتغاضي عن التنفيذ في أحيان كثيرة.. أو أن شركات المحمول تملك من القوة والتأثير ما يجعلها مطمئنة إلى أن إذاعة بيانات عملائها لا يشكل بالنسبة لها خطرا يذكر.. مع الأخذ في الاعتبار أن هناك مبالغ مالية طائلة يتم دفعها إليها من جانب أصحاب الشركات التجارية.. والسياحية.. ونقل الركاب..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
في أيرلندا.. أقامت إحدى السيدات دعوى قضائية ضد شركة التليفون المحمول المشتركة فيها.. لأنها تلقت مكالمة عن طريق الخطأ في الرابعة صباحا مما أثار انزعاجها على والدتها المريضة والتي ظنت أنها قد توفيت..!
وقد حكمت المحكمة بتعويض للسيدة.. بمبلغ نصف مليون جنيه إسترليني بسبب "المكالمة الخطـأ".. وليس "المكالمة المتعمدة"..!
طبعا.. هناك فرق..
***
و..و..وشكرا