*أخلاق الموظف العام بين النظرية والتطبيق
*نعم.. المواثيق مهمة.. ولكن الأهم.. الاستجابة والضمانات!
*في جهازنا الإداري.. متخصصون في إساءة معاملة الجماهير!
*هل كان هذا وقته.. لإلغاء معاشات الأرامل والمطلقات؟
*برافو.. الإعلان عن خفض اسعار السلع التموينية.. انعكس تلقائيا على الأسواق
*الإتجار.. بالصحافة!
أمريكا ظلت تتباهى بحرية زائفة .. حتى جاءت تأكيدات الرئيس المتوالية!
*طالما ظل رأس المال متحكما.. فكله بعد ذلك كلامxكلام!
*التكنوسياسة:.. تزيد الأزمة تفاقما في لبنان!
شيء طبيعي أن تصدر الحكومة ما يشبه بميثاق شرف يلتزم موظفوها والعاملون في شتى أجهزتها ببنوده التي تحدد واجباتهم.. وحقوقهم.
ومواثيق الشرف تلك.. مبادئ متعارف عليها في مجتمعات شتى ويمكن القول إنها ساعدت بالفعل على تحسين العلاقة بين الموظف العام والجماهير..!
لكن السؤال:
من يضمن استجابة هذا الموظف العام لتنفيذ بنود ميثاق الشرف.. وما هي الضمانات التي تكفل تحقيق الهدف كما هو مقرر له..ومخطط..؟
طبعا.. نحن جميعا معترفون.. بأن موظف الحكومة عندنا لا يريد تجميل صورته على مختلف الأزمنة والعصور مهما وجهت إليه من اتهامات.. ومهما اتخذت ضده من إجراءات.. بحيث انتهى الأمر في النهاية إلى أن أصبح لدينا متخصصون في إساءة معاملة الجماهير.. ولا حياة لمن تنادي..!
إذن الكلام سهل.. والنظرية إذا لم تصل إلى درجة التطبيق فإنها كأن لم تكن.
وبالتالي.. لابد أن يصحب هذا الميثاق الجديد.. أو المدونة.. أو الدستور الأخلاقي.. أو..أو.. أجهزة مهمتها المتابعة.. ودراسة التطورات أولا بأول.. ثم..ثم.. وهذا هو الأهم.. أن يكون اهتمام بالغ بالأخلاقيات والسلوكيات التي يفترض أنه لا يختلف أحد على مضمونها.. وشكلها.. وجوهرها لاسيما أن التحايل على القوانين حقيقة لا يمكن إنكارها..!
وهيكل العمل الحكومي.. يشجع على إيجاد الثغرات والعورات..
إذن أعود لأقول.. إن الفكرة جيدة والمبادرة-أي مبادرة- تفيد ولا تضر.. ليتبقى في النهاية.. أساليب الحفاظ على تلك الفكرة حتى تتحول إلى واقع ملموس.. نستشعره جميعا في حياتنا..!
يعني.. كلنا نتمنى.. أن نذهب إلى مرافق الخدمات العامة لنجد في استقبالنا الابتسامة.. والتقدير.. والاحترام..ولا نجد أصحاب التكشيرة المعهودة الذين سرعان ما تتفرج أساريرهم إذا ما حصلوا على "المعلوم".
بصراحة أكثر.. نتمنى.. ونتمنى.. أن يختفي هذا المعلوم من حياتنا..!
ولنترك التجربة العملية لتحكم وتحدد الخطوط الفاصلة بين الصواب والخطأ.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلم يكن هناك ما يدعو أبدا لإلغاء معاشات الأرامل والمطلقات ممن يستفدن من مشروع "تكافل وكرامة"..!
بديهي.. من اتخذ قرار الإلغاء ليس موظفا صغيرا.. ولا واحدا من الذين سيصدر من أجلهم ميثاق الشرف الجديد.. بل لابد وأنه صاحب سلطة كبيرة..!
لذا.. فقد أحسن البرلمان باتخاذه إجراءات تصحيحية فورية تكفل بإعادة هذه المعاشات لتلك الفئة التي تعاني من شظف العيش.. ولم يكن مقبولا أبدا حرمانها من أقل القليل..!
وهنا.. أيضا.. نكرر ونكرر.. إن تلك القرارات التصحيحية لا تحتاج إلى إبطاء أو تأخير.. فهؤلاء الأرامل والمطلقات.. لم يعد لديهن طاقة لتحمل المزيد من الحرمان..!
واللا إيه..!!
***
على الجانب المقابل.. لابد أن نعترف.. بأن الخير الذي سبق أن انتظرناه.. طويلا.. قد بدأ يطل علينا في ثبات وتفاؤل..!
ها هي الأسعار تشهد انخفاضا حقيقيا.. وليس شكليا.. أو صوريا.. وأرجو ألا يكون مؤقتا..!
وقد أحسنت الحكومة بإعلانها من الآن عن خفض أسعار السلع التموينية الشهر القادم.. فقد دفع هذا الإعلان شركات التجارة الكبيرة.. وشركات التوزيع.. ومحلات السوبر ماركت إلى الإسراع في تغيير سياستها السابقة.. حيث يبدو أن ثمة تسابقا بين جميع هؤلاء لكسب الزبون.. وللظهور بالمظهر اللائق أمام المجتمع..!
لقد انخفض.. منذ أيام.. سعر الأرز.. وسعر السكر.. وسعر الزيت.. وأيضا.. الدجاج.. واللحم.. والأسماك.. والخضروات والفاكهة..!
برافو.. وألف برافو للحكومة التي استطاعت أن تقتحم الصعاب وأن تيسر للجماهير حياتهم المعيشية..
ودعوني أكرر هنا أيضا.. إن المتابعة ضرورية وواجبة.. وتحفيز التجار الصغير منهم والكبير.. شيء أساسي..وفعال.. ضمانا للاستمرارية.. وتحقيقا لمبادئ التوازن الاجتماعي بين الجميع..!
***
والآن.. اسمحوا لي أن آخذكم في رحلة سريعة للولايات المتحدة الأمريكية..!
قد يتبادر للأذهان سؤال مهم:
X ولماذا أمريكا..؟
الجواب ببساطة.. لأنها كانت ومازالت حتى الآن مركز الثقل الأول في العالم سياسيا.. واقتصاديا.. وثقافيا.. وعلميا..!
المهم.. لعلنا جميعا نتابع الأمريكان وهم يتحدثون عن صحافتهم الحرة التي تصول وتجول دون قيد.. وبلا رقابة من أي نوع.. وفي ظل دستور يضمن تلك الحرية.. وقانون يصونها ويتابع تنفيذها..!
عفوا.. أيها السادة الأمريكان.. فأنتم لم تكن لديكم في يوم من الأيام صحافة حرة.. بل كلها مكبلة.. بسيطرة رأس المال.. وجماعات اللوبي الصهيوني.. وأباطرة المحتكرين في الصناعة والسياحة.. والتجارة.. و..و.. والسلاح..!
نفس الحال بالنسبة للاتحاد السوفيتي "السابق" الذي كانت صحافته عبارة عن نشرة صادرة من الحزب الشيوعي ولا يمكن الخروج عما تتضمنه..!
ويمكن القول إنه رغم سقوط الاتحاد السوفيتي.. وانهيار الشيوعية.. إلا أن الصحافة في روسيا لا تستطيع حتى الآن الخروج عن الإطار المرسوم لها..
على أي حال.. لقد شاءت الظروف.. أن يأتي الرئيس ترامب نفسه ليعلن على الملأ مرات ومرات بأن صحافة بلاده ليست حرة .. بل يتهمها بالكذب.. والتضليل.. والفبركة..!
وبصرف النظر عن أية خلفيات أو أبعاد.. فإن تأكيد الرئيس.. دوما على افتقار الصحافة الأمريكية للمصداقية إنما يكون ذلك بمثابة رسالة للعالم لكي يتوقف على الأقل ليبحث ويدرس ويقارن..حتى لا يظل هذا العالم يعيش على وهم صنعه مخرجو أفلام"الأكشن" داخل استوديهات هووليود الشهيرة..!
وهكذا نخرج بحقيقة مهمة.. هذه الحقيقة تقول إنه طالما ظل رأس المال متحكما في الصحافة.. أو في التليفزيون .. أو في الإذاعة.. أصبح كله بعد ذلك مجرد كلام Xكلام..!
وها هو الواقع الذي نعيشه خير شاهد.. وأبلغ دليل.
على الجانب المقابل قد يبدو غريبا .. أن نفس الصحافة التي يهاجمها الرئيس ترامب بعنف هي التي تؤيد مواقفه تجاه إسرائيل.. وآخرها الاعتراف بشرعية الاستيطان .. وهو ما يؤكد انحياز الصحافة الأمريكية لغير طريق الحق طالما أن المكسب المادي هو المعيار الأساسي..!
الصحف الأمريكية-كما أشرت- تخضع لصاحب المال.. أو اللوبي الصهيوني.. وهكذا يكون الأمر قد انتهى .. فهي تقف لتدافع وتروج للباطل من أجل عيون إسرائيل.. أما فيما يتعلق بالفلسطينيين .. فلا يشغلون بالها.. ولا تهمهم مصالحهم من قريب أو من بعيد..!
***
ثم.. ثم.. رأيت قبل أن أختتم هذا المقال.. أن أعرج على لبنان لنتعرف على خبايا وأسرار أزمته السياسية.. والاقتصادية..و..والأمنية..!
بعد ما يزيد على شهر من الاحتجاجات والإضرابات والمظاهرات ظهرت ما تسمى" بالحكومة التكنوسياسية".. أي التي تجمع بين التكنوقراط والسياسيين والتي يصر الرئيس على تشكيلها الأمر الذي لا يوافق عليه سعد الحريري رئيس الوزراء المستقيل ذاته وأعضاء حزبه.. وأيضا حزب الله الذي مازال يعتبر أن لبنان بمثابة ملكية خاصة له..!
وقد يكون الرئيس محقا فيما ذهب إليه نظرا لتوفر أبعاد الصورة بكل تفصيلاتها أمامه.. لكن أنى السبيل.. وكل حزب .. وكل جماعة.. وكل طائفة.. وكل من ليس له في العير أو النفير.. متمسك بموقفه..؟؟
كان الله في عون الشعب اللبناني أولا وأخيرا.. الذي لم يعد قادرا على مواجهة متطلبات الحياة بعد انهيار عملته الوطنية..وبعد زيادة معدلات التضخم بنسبة هائلة.. وبعد هروب السياح.. وبعد .. وبعد..!
المهم.. أن يحافظوا على وحدتهم إلى أقصى مدى..!
***
مواجهات
*صدقني.. السعادة لا تباع ولا تشترى..!
إنها أيقونة داخل النفس الراضية القانعة..!
***
*كلما أجهدت عقلك في التفكير.. سيجيء اليوم الذي يدفع فيه جسدك الثمن غاليا..!
يا صديقي.. اعقلها وتوكل..!
***
*وهكذا يتبين أن الوزارة ليست خسارة على صاحبها حسبما يردد الكثيرون.. وإلا لماذا تتوقف الأنفاس حاليا.. انتظارا ليوم التعديل المرتقب..؟!
***
*صدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حينما قال "كن حريصا ألا تبدو مكتئبا أمام الآخرين.. حتى لا يشمت فيك عدو.. أو يتألم بسببك حبيب مخلص..متفانٍ..".
***
*أعجبتني هذه الكلمات:
كم من كربة أبكت عيونا فهونها الكريم.. وكم من حاجة كانت سرابا.. فهانت بفضل مدبر الأمور.
***
*وهذه أيضا:
إرضاء جميع الناس.. أشبه بطريق طويل ينتهي بلوحة إرشادية تقول: عذرا الطريق مسدود..!
***
*إلى كل فتاة وسيدة:
الحب كطائر في قفص.. اتركي الباب له مفتوحا.. إن عاد فقد كان دائما لك.. وإن لم يعد.. فهو ما كان لك يوما..!
***
*يقول الفيلسوف جويل بارك: الرؤية بدون عمل.. ما هي إلا حلم.. والعمل بدون رؤية ليس إلا مضيعة للوقت.. أما الرؤية مع العمل.. فهي التي بإمكانها تغيير العالم..!
***
*مأساة الحب.. أن الرجل يريد أن يكون أول من دخل قلب المرأة.. والمرأة تريد أن تكون آخر من دخل قلب الرجل..!
دنيا..!
***
*الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يرعبني.. بينما الأسد الشبعان لا يشكل أي أذى فليس لديه مذاهب.. أو طوائف أو أحزاب.
"جورج برنارد شو"
***
*أخيرا نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم حافظ إبراهيم:
الشمس لاح منها حاجب للناظرين
فنسوا بالليل وضاح الجبين
ومحت آيتها آيته
وتبدت فتنة للعالمين
نظر ابراهام فيها نظرة
فأرى الشك وما ضل اليقين
قال: ذا ربي فلما أفلت
قال إني لا أحب الآفلين
ودعا القوم إلى خالقها
وأتى القوم بسلطان مبين
رب إن الناس ضلوا وغووا
ورأوا في الشمس رأي الخاسرين
خشعت أبصارهم لما بدت
وإلى الأذقان خروا ساجدين
***
و..و..وشكرا