سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " شق صف اللبنانيين.. أهم الآن عند حزب الله.. من استفزازات الأمريكان..! "

بتاريخ: 27 نوفمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حزب الله لا يعقب على الموقف الأمريكي..

أمينه العام وقياداته.. مشغولون ببث الرعب في قلوب اللبنانيين

*نعم.. وزراء الخارجية العرب.. أسرعوا بعقد اجتماعهم الطارئ.. ولكن:

الطموحات تفوق البيانات بكثير.. كثير

*مصر كالعادة واضحة.. صريحة.. جريئة

لا تجامل.. ولا تناور.. ولا تقول إلا الحق

لم يعقب حزب الله اللبناني.. ولا أمينه العام.. ولا حركة أمل الشيعية على "الفرقعة" التي أحدثتها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاعتراف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية ضاربة عرض الحائط بكافة المواثيق والقرارات الدولية..!

والسبب أن حزب الله مشغول في إثارة الرعب بين المتظاهرين اللبنانيين من خلال رجاله الذين يستقلون الدراجات البخارية ويخترقون بها الصفوف.. ووصل الأمر أحيانا إلى "دهس" مفترشي الأرصفة وسط الشوارع..!

وحزب الله.. يسعى جاهدا لتعقيد الأزمة اللبنانية وليس حلها لأن الحل يعني خروج وزرائه الثلاثة من الحكومة التي تصر الجماهير على أن تكون تكنوقراط لا علاقة لها بالطائفية أو المذهبية..!

***

وفي واقع الأمر.. فإن موقف واشنطن يثير الاستياء ويدعو للاستفزاز.. بل إنه يجعل الفلسطينيين يفقدون البقية الباقية من الأمل في الحياة لاسيما بعد اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في عرف الأمريكان طبعا..!

ولقد توقع الفلسطينيون أن يصدر حزب الله بيانا أو حتى تصريحا يوضح فيه موقفه من القرار الأمريكي الغريب.. الأمر الذي لم يحدث.. لأن الحزب وقياداته عاكفون على تأليب اللبنانيين على بعضهم البعض.. فربما هذا أجدى وأنفع لهم..!

***

على الجانب المقابل.. فإنه يذكر للجامعة العربية هذه المرة سرعة التحرك.. ومبادرتها بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية.. الذين عبروا بغضب واستياء من الموقف الأمريكي مطالبين واشنطن بإعادة تصحيح موقفها..!

وكالعادة .. كان صوت مصر مدويا.. وشجاعا وصادقا حيث أكد وزير خارجيتها سامح شكري على دعم القاهرة للشعب الفلسطيني ومساندة صموده ونضاله التاريخي حتى يحصل على حقوقه المشروعة.

كما أشار الوزير إلى أننا ندعم كافة الجهود والمبادرات الدولية التي تستهدف التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة طبقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها ووفقا لمبدأ حل الدولتين على أساس حدود 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

***

أعتقد أنه كلام لا يقبل لبسا ولا تأويلا.. لأن مصر لا تعرف أنصاف الحلول.. كما أنها أخذت على عاتقها أن تقول في العلن.. مثلما تقوله داخل صالات الاجتماعات المغلقة.

نعم.. ثمة علاقات قوية ومتينة تربط بين القاهرة وواشنطن لكن هذا لا يمنع من أن ترفع مصر راية الحق وتؤكد على ثوابتها.. وسياساتها الراسخة فيما يتعلق بالقضية العربية الأولى وهي القضية الفلسطينية.. وهنا يجب ألا يغيب عن الأذهان أن مصر حينما تشرح وتوضح فإنها تنبه الأمريكان.. دوما إلى أن هذا الانحياز الصارخ تجاه إسرائيل لن يؤدي إلى أي نوع من أنواع الاستقرار.. أو السلام.. أو الأمن .. ليس هذا في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم كله.

***

يبقى الأخوة العرب.. الذين جاء وزراء خارجيتهم إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمرهم الطارئ.

إلى هؤلاء الأخوة أقول: إن الحكاية ليست في اجتماع ينعقد وينفض لتصدر عنه بيانات.. أو توصيات أو قرارات.. كلها -أو معظمها- لا تجد طريقها إلى حيز التنفيذ.

ولكن الأهم.. أن ينفضوا عن كاهلهم.. الخلافات.. والنزاعات.. والصراعات العرقية والمذهبية.. ويبحثوا لهم عن الوسائل التي تمكنهم من استعادة أوطانهم ومعها جيوشهم التي أصابها التمزق.. والتشرذم والتشتت..!

أيها العراقيون.. انتبهوا إلى الخطر المحدق بكم..

وأيها اللبنانيون.. اتفقوا بأسرع ما يمكن على كلمة سواء.

أيها السوريون.. كفاكم نزيف دماء.. وضعوا لأنفسكم دستورا يضمن العيش الكريم لكل فئات المجتمع.

أيها الليبيون.. تعاونوا جميعا على قطع دابر الإرهاب قبل أن يتمكن منكم أكثر وأكثر.

***

ليست تلك أمنيات.. ولكنها بانوراما صادقة للواقع القائم.. فاليوم اعترف الأمريكان بشرعية المستوطنات.. والله أعلم ماذا يخفونه في جعبتهم لإعلانه غدا.. وبعد غدٍ.

***