سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " أخيرا.. رفعنا راية التأمين الصحي الشامل "

بتاريخ: 28 نوفمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*أخيرا.. رفعنا راية التأمين الصحي الشامل

*مجتمع الأصحاء.. يزدهر بأنفاق الأمل.. وحقول الخير

*.. وفي انتظار.. نتاج التعليم المتطور

*آه لو كل منا عمل بجد واجتهاد.. لتغير وجه الحياة بأسرع ما يمكن

*هذا هو"التحضر الحقيقي".. مظاهرات نسائية وفقا للقانون

*وفي فرنسا.. كيف تتحول "العاطفة".. إلى خناجر في الصدور؟!

*سيادة وزير الآثار: نرجوك.. اضبط تصريحاتك!

*دواوين الحكومة في العراق.. مغلقة لحين إشعار آخر!

*اللبنانيون يردون على عنف حزب الله .. بالموسيقى ورقصة الدبكة

اسمحوا لي قبل أن ندخل في صلب مقال اليوم.. أن أسرد لكم في عجالة حكاية طريفة دارت فصولها منذ ساعات قليلة.

سألتني مذيعة إحدى القنوات التليفزيونية:

Xهل كتابة التقارير.. تحتاج إلى مقومات وقواعد وأسس تختلف عن مثيلاتها التي تتوفر للمقال العادي..؟!

أجبت:

*إذا اتفقنا على أن المقال يعكس فكرا وثقافة وصحافة ودقة وتدقيقا.. فيمكنني القول إن التقرير ليس إلا مجرد عدة مقالات مجتمعة بشرط أن يكون هناك رابط "درامي" لتسلسل الأحداث والوقائع بما يشجع المتلقي على الاستمرار في القراءة حتى النهاية.. أما إذا تبعثرت الخيوط.. فالنتيجة بديهيا لن تكون لا في مصلحة الكاتب أو القارئ سواء بسواء.

***

و..و..ولنبدأ هذا التقرير بالتوقف.. أمام تطلعات المصريين التي كانت مجرد أحلام صعبة التحقيق.. فإذا بها تخرج إلى حيز الواقع.. مؤكدة أن هذا الشعب سيظل دائما وأبدا.. قادرا بحنكة وجدارة على صنع المستقبل بما فيه من أنوار تسطع.. وصروح تعلو وترتفع يوما بعد يوم.

ولقد طالما تمنينا أن نلقى رعاية صحية جيدة سواء داخل المستشفيات أو خارجها وبتوفير الأدوية المطلوبة دونما عناء.. أو صعوبات أو عقبات.

الآن.. أصبحت هذه الأمنيات قريبة من أجسادنا وقلوبنا وعقولنا.. بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي.. منظومة التأمين الصحي الشامل والتي وصفها بأنها تمثل نقلة عظيمة في العلاج.

***

دعونا نعترف بأن أقسى ما يعاني منه الإنسان ألا يجد طبيبا عندما يمرض.. أو أن توصد دونه أبواب المستشفيات.. أو يتركوه أمام أبوابها.. بلا رعاية.. أو اهتمام.. أو حتى إنسانية.. انتظارا للأجل المحتوم.

.. كل تلك الظواهر العديدة سوف تتوارى رويدا.. رويدا.. حتى نصل في النهاية إلى نظام تتوفر به أعلى معايير الجودة.. وذلك هو بيت القصيد بلا شك.

على الجانب المقابل.. فقد مس الرئيس نقطة بالغة الأهمية.. عندما أشار إلى أن نجاح هذا النظام الجديد يحتاج إلى دعم الدولة والمواطن معا.. تلافيا لأي فشل لا قدر الله.

والدولة- كما أكد الرئيس- قامت بواجبها وستقوم به على أعلى ما يكون.. ثم يأتي الدور على المواطن الذي ينبغي أن يتعامل مع النظام الجديد بشفافية.. وصدق.. وبأمان.. وبإيثار.. وأن ينحي الجوانب والمصالح الشخصية جانبا.

بصراحة أكثر.. ليس مقبولا أن يتوجه المواطن إلى الطبيب أو المستشفى مدعيا مرضا غير المرض سعيا في الحصول على دواء لا يستحقه أو أن يزيف البيانات والمعلومات التي يجب عليه ذكرها بكل دقة وأمانة..!

إذا حدث ذلك –لا قدر الله- أصبح على الدنيا السلام وأصبحنا نحن المسئولين عن النتائج سلبا أو إيجابا..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها نحن نعود لنناشد أنفسنا بأنفسنا.. أن يكون سلاحنا في هذه الحياة خلال ذلك العصر الذي تعيشه مصر..العمل.. والكد.. والاجتهاد.. متحلين بالصبر.. وواضعين في اعتبارنا تجارب الآخرين الناجحة.

ها هي الشواهد تؤكد أن تلك الإنجازات ما كان يمكن أن تتم بدون عمل.. أو بغير كد واجتهاد.

إذن كلما بذلنا المزيد من الجهد.. كلما تدفقت أنهار الخير أمامنا.. وحولنا.. وخلفنا.

***

ولعل ما يشد الانتباه.. أن يجيء موعد إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل مع افتتاح أنفاق الأمل التي تضم سيناء إلى أحضان الوطن الأم أكثر وأكثر من خلال رحلة سريعة لا تستغرق سوى سبع دقائق..

أيضا.. يجيء نفس هذا الموعد مع ترقبنا للخير الذي  ستجود به أرضنا متمثلا في الذهب الأسود المسمى بالنفط والذي نتوقع منه ملايين البراميل يوميا..!!

نعم.. لقد جاءنا الغاز الطبيعي بكميات وفيرة.. وها هو البترول بكل مشتقاته في الطريق بإذن الله.. حتى يزدهر مجتمع الأصحاء المأمول –كما أشرت- بأنفاق الأمل وحقول الخير.

وبالتالي عندما يتم اكتمال مشروعات تطوير التعليم التي ننتظرها هي الأخرى بلهفة ما بعدها لهفة.. نستطيع عندئذ.. أن ننام الليل ونحن قريرو الأعين.. مطمئنو الفؤاد.. وهاتان في حد ذاتهما.. تساويان الكثير.. والكثير جدا في حياة الحاضر.. وخريطة المستقبل.. وإن غدا لناظره قريب بإذن الله.

***

ثم.. ثم.. ما أود أن أركز عليه.. أن المجتمعات لا يتم بناؤها على العناصر المادية فقط.. بل السلوكيات.. والأنماط الاجتماعية.. والنفسية لها دور.. ودور مؤثر.. وفعال.

من هنا.. فقد غمرتني السعادة.. كما غمرتك ولا شك.. بإعلان وزارة الداخلية عن منح تصريح للنساء بتنظيم مظاهرات للتعبير عن موقفهن من قانون الأحوال الشخصية.. وذلك وفقا لقانون التظاهر..!

هذا هو الكلام العاقل.. والنهج السليم.. فمن يريد التظاهر عليه الحصول على موافقة بذلك وفقا للقانون.. أما من يصر على أن يخرب.. ويدمر.. ويثير الفتنة في غياب القانون.. فهذا لا يمكن قبوله بحال من الأحوال.

لذا.. أحيي وزارة الداخلية على هذا الموقف الذي يعكس -ولا شك- معاني عديدة.. ويثبت للداخل والخارج.. أن القانون في مصر هو الحكم الأول والأخير.. وأن من يريد أن تشمله مظلته عليه احترام بنوده.. ونصوصه وروحه أيضا.. أما من اختار الاتجاه العكسي.. فعليه وحده تقع مسئولية فعله.

***

وبمناسبة.. سلوكيات البشر.. وطبائعهم.. وكذلك عاداتهم وتقاليدهم فقد بدا الفرنسيون في الآونة الأخيرة وكأنهم يتخلون عن الأسس والقواعد التي سبق أن تربت عليها أجيال.. وأجيال..!

نساء فرنسا.. نظمن أمس وأول أمس مظاهرات جابت شارع الشانزليزيه الشهير.. وميدان الأوبرا.. وميدان الانفاليد مطالبات بالحماية من قسوة الرجل وجبروته وتسلطه..!

هؤلاء النساء الرقيقات يتعجبن.. كيف تتحول علاقة الحب والحميمية بين يوم وليلة.. إلى آتون تتفجر منه نيران الحقد والكراهية والبغض اللا محدود.. وحجتهن في ذلك.. تعرض 135 امرأة خلال هذا العام للقتل الوحشي على يد الأزواج الشرعيين.. أو الأخلاء الذين يقيمون معهن في نفس المنزل.. بل في نفس الغرفة..!

غني عن البيان.. أن كثيرات من بنات حواء يتعرضن للاغتصاب إما خلال فترات الحروب.. أو على أيادي عصابات الإتجار بالبشر.. أو على يد ذئاب الأسرة الواحدة.. لكن أن يعقب هذا الاغتصاب عمليات قتل جامحة.. فهذا ما تريد نساء فرنسا دراسته.. أو بالأحرى مواجهته..!

تُرى.. هل يمكن أن يصلن إلى غاياتهن..؟!

النتائج في النهاية تتعلق بسلوك مجتمع ليس إلا..!

***

.. والآن.. من فرنسا.. إلى العراق.. فالأخبار "الساخنة" لم تعد قاصرة على مجتمع دون آخر.. أو على بلد غير البلد.. بل واضح أن الاشتعال يولد مزيدا من الاشتعال..!

تصوروا.. العراقيون.. لم يذوقوا طعم الحياة منذ أن اعتدى رئيسهم السابق صدام حسين على الكويت عام 1990 حتى الآن..!

سقط نظام صدام .. وسقط نظامه.. وجاءت حكومات وراحت أخرى.. ومازال الناس يشكون الفقر.. والذل والهوان..!

طوال الأيام الماضية.. يعيش العراق وكأنه صخرة وسط كثبان من الرمال.. كل من يقترب منها.. تأخذه وتميد به إلى المجهول..!

دواوين الحكومة مغلقة.. والمحلات خاوية.. والمخابز.. تتسول.. الدقيق.. والأمن في انهيار ما بعده انهيار.

 والغريب.. أن العراقيين.. لا يكفون عن الكلام ليلا ونهارا.. يتبادلون الاتهامات .. ويلعنون الطائفية..وينادون بمجتمع من الأسوياء.. لكن كيف يتحقق ذلك وهم يعلمون جميعا.. أنهم يفتئتون على الحقيقة.. وكل طرف إما أن يخشى غضبة وانتقام الطرف الآخر.. أو أنه يؤثر السلامة فلا يفصح عن مكنونات قلبه..!

السؤال:

إلى متى يستمر هذا الوضع الكارثي..؟

لا أحد يستطيع الإجابة عن السؤال.. اللهم إلا إذا اتفقوا فيما بينهم على طرد الإيرانيين والأمريكيين.. وحزب الله.. ليستردوا وحدتهم.. أو بالأحرى كيانهم.. الأمر الذي يعد ضربا من ضروب المستحيلات..!

الله معهم.. فهو الذي بيده إنقاذ هذا الشعب المغلوب على أمره.. والذي تضيع موارده هباء منثورا حيث يتقاسمها الأعداء.. والأصدقاء.. والذين يقفون بين هؤلاء.. وأولئك..!

دنيا..!

***

ولعل الموقف في لبنان لا يختلف كثيرا.. فطالما هناك أصابع شر تعيث في الأرض فسادا.. فالأمل في الاستقرار.. والحياة الآمنة.. يكون بعيدا بعيدا..!

حزب الله تفتق ذهنه عن أساليب غريبة ليضرب صفوف المحتجين حيث خرج بأعوانه ليثيروا الفزع والخوف بين هؤلاء السلميين مستقلين الدراجات البخارية.. أو النارية كما يسمونها هناك..!

وهكذا.. تزداد الأزمة في لبنان تفاقما.. ويعز على الناس.. الوصول إلى أهدافهم التي يسعون إليها منذ نحو 40 يوما..!

السؤال أيضا:

وهل سيستمر الوضع على ما هو عليه؟

أنا شخصيا أرى.. أن الاستمرارية في ضوء تلك الظروف.. صعبة.. أما الاحتمال الأكبر.. أن يزيد حزب الله من سلوكياته الاستفزازية التي يمكن أن تصل إلى حد الاغتيالات "عيني عينك".. أو الأسر.. أو النفي..!

عندئذ.. تتبدد الأحلام وتصبح الأمنيات بلا طعم.. أو لون.. أو رائحة..!

***

أخيرا.. نعود إلى مصرنا المحروسة.. التي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يزيد شعبها تلاحما وتماسكا.. وتضامنا .

 في مصر.. لدينا وزير للآثار.. بصراحة.. هذا الوزير من وجهة نظري يتكلم أكثر مما يفعل..!

مرة يقول.. سنسترد آثارنا التي احترقت في البرازيل ثم يصمت..!

ومرة أخرى.. يعلن أن جميع آثارنا المسروقة في طريق العودة إلى مصر.. دون أن تكون أمامنا أي دلائل.. أو حتى شواهد..!

وآخر هذه التصريحات.. تطوير منطقة الأهرامات قبل افتتاح المتحف الكبير.. ذلك كلام سمعناه.. منذ عقود.. وعقود.. ولا شيء يتغير..

فالجمال.. تصول وتجول دون نظام.. والخيل يرتع ويلهو ويتلاعب بالسياح والزائرين.. بغير ضابط.. أو رابط..!

أما التصريح القنبلة.. فهو يتعلق –كما قال الوزير- بالاكتشاف الأضخم والأهم بـ 20 تابوتا خشبيا ملونا..!

أرجوكم.. انتظروا معنا..!

اللواء د.سمير فرج الرجل الذي نثق في كلامه ونسعد بإنجازاته المدنية والعسكرية يقول إن هذا الاكتشاف قد سبق أن تم بالصوت والصورة منذ أن كان محافظا للأقصر أي منذ نحو خمسة عشر عاما..!

***

و..و..وشكرا