سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "مفاجأة المحافظين وبعدها الوزراء "

بتاريخ: 30 نوفمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*مفاجأة المحافظين وبعدها الوزراء

*كثرت التكهنات وزادت الشائعات.. وجاءت النتيجة مخالفة تماما

*محافظ القاهرة خيب التوقعات.. والهجان يدخل امتحانا صعبا!

*التوسع في النواب تجربة جديدة.. الطرفان مسئولان عن إنجاحها

*حقا.. مصر باتت وطنا للجميع.. لا فرق بين مؤيد ومعارض

*نصيحة لكل شاب: سلح نفسك بالعلم والخبرة واللغات

*.. والوزراء الباقون والراحلون.. مازالوا في طي الكتمان

٢٢ مليار دولار صادرات.. حاجة تفرح..!

*فشل اللجنة الدستورية السورية ليس في مصلحة النظام أو المعارضة!

*هل يرضى أي رئيس على نفسه.. أن يكون آخر من يعلم؟

*أسود الرافدين.. ينتصرون على حمامات الدم بهزيمتهم لقطر

بصراحة .. ودون لف أو دوران.. وأيضا بعيدا عن أي لون من ألوان المجاملة..فإن الإعلام في مصر.. سواء أكان مرئيا.. أو مكتوبا.. أو يتناقله "الأثير" لم يستطع أن يحصل على درجة النجاح التي تؤهله للانتقال من مرحلة إلى أخرى أكثر تقدما.. فيما يتعلق بحركة المحافظين الجدد..!

لقد اتخذوا من الشائعات أمرا واقعا.. وبالغوا في "التكهنات" فنشروا أسماء زعموا أنها رشحت في حركة المحافظين الجدد.. وأفاضوا في شرح أسباب التغيير.. وفي النهاية جاءت النتيجة مخالفة تماما.

***

واضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي.. لم يشأ الإفصاح عن الحركة قبل اعتمادها.. وبالتالي لم تتسرب أخبارها الصحيحة.. وهذا بكل المقاييس.. أفضل وأفضل كثيرا.

مثلا.. ركزت ما تسمى بمواقع التواصل الاجتماعي.. وبعض الفضائيات وعدد من الصحف الورقية.. على أن تغيير اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أمر مسلم به.. وهذا لم يحدث طبعا..!

أيضا.. كان ثمة اتفاق على أن اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا سيستمر في موقعه.. فإذا به ينتقل إلى المربع رقم"1" في الحركة الجديدة بشغله محافظ القليوبية وبذلك يكون قد عبر مسافة طويلة من أقصى الصعيد إلى واحدة من أهم محافظات القاهرة الكبرى.. والآن الفرصة أمامه من جديد ليثبت نجاحه في إطار تلك المحافظة المليئة بالمشاكل والمكتظة بالسكان والتي يشكو سكانها ليل نهار من تدهور الخدمات ومن سوء الوحدات المحلية..و..و..!

***

في نفس الوقت.. لم يدر بخلد "الإعلام".. أن نواب المحافظين سوف يبلغ عددهم 23نائبا!

حيث انصب كل حديثهم على احتمال تعيين أربعة أو خمسة نواب.. حتى جاء القول الفصل ببلوغ هذا العدد الفائق وجميعهم من الشباب المثقف الواعي المتسلح بأحدث أسلحة العصر.. وهنا لابد أن يضع الطرفان.. أي المحافظون ونوابهم.. أن نجاح التجربة يتوقف على تعاونهم مع بعضهم البعض في مناخ صحي لا يعرف الخلافات.. أو دق الأسافين.. ويبعد تماما عن نظرية المؤامرة الشهيرة..!

لابد أن يدرك الجميع أن أي نجاحات تتحقق.. فهي من صنعهم معا..

نفس الحال بالنسبة للفشل لا قدر الله.

زمان.. عينوا أربعة نواب لمحافظ القاهرة الأمر الذي لم يجد لديه قبولا.. أو استحسانا .. وقد بدا ذلك من خلال أول اجتماع يعقده معهم.. إذ طالبهم بألا يتواجدوا في مكاتبهم.. وأن مكانهم في الشارع..!

طبعا.. اتجاه طيب.. لكن النواب رأوا أن هناك نية مبيتة لإبعادهم عن مقر المحافظة.. فآثروا السلامة.. ومكثوا في بيوتهم ولم يخرجوا للشارع.. وأيضا.. لم تطأ أقدامهم الديوان العام في ميدان عابدين الشهير..!

***

وطرائق النجاح حددها الرئيس السيسي بإتقان.. ودقة.. وإسهاب للمحافظين ونوابهم.. وهي تتمثل من بين ما تتمثل في التفاعل مع المواطنين.. وهذا يعني اشتراك الناس في مواجهة المشاكل والتعاون فيما بينهم على حلها.. وبذل أقصى الجهد لمحاربة الإهمال والفساد.. على اعتبار أن "المواطن" هو المحور الأساسي الذي تدور حوله وبه كل الوسائل.. وكافة الغايات.. ثم.. ثم.. أن يكونوا "مبتكرين" مبدعين.. فلا يكتفون بالحلول التقليدية.. لكن ينبغي أن يعبروا إلى ما هو أعم وأشمل وأرحب.

على الجانب المقابل فقد كشفت حركة المحافظين الجدد مبدأ مهما يقول إن مصر أصبحت وطنا للجميع.. لا فرق بين مؤيد ومعارض في تولي المناصب العامة بعد اختيار عشرة من الأحزاب كنواب..!

إن ذلك في حد ذاته يؤكد على حق كل إنسان.. في أن يسلك النهج الذي يختاره وهو يعلم مسبقا أنه لن يدفع الثمن وألا يكون موضعا للمساءلة أو المحاسبة بغير منطق أو بعيدا عن الحق بأبسط أصوله ومقوماته.

***

واستنادا إلى نفس تلك المفاهيم.. فيمكن القول إن التعديل الوزاري المرتقب.. لن يخرج عن هذا الإطار الذي شهدته حركة المحافظين..!

وقد ترددت في الآونة الأخيرة.. أسماء وزراء على أنهم مرشحون للرحيل.. وأسماء آخرين زعم من زعم أنهم باقون.

والواضح حسب الشواهد التي نراها أن التعديل سيأتي مخالفا لكل تلك التخمينات فهو يحاط حتى كتابة هذه السطور بالسرية البالغة.

***

عموما في جميع الأحوال فإن التغيير في حد ذاته يشحذ الهمم.. ويشجع على تقديم الأفضل دائما.. لاسيما إذا وضع كل صاحب منصب في اعتباره.. أنه لن يبقى في موقعه إلى الأبد.. بل لابد من تعاقب الأجيال.. وتلك سنة الحياة.

من هنا.. فإن أي تغيير.. يساعد تلقائيا في تحسين صورة الأهداف التي وضعتها الدولة نصب عينها.. مثل تطوير التعليم.. وتحسين الرعاية الصحية.. ورفع مستوى المرافق الخدمية.. وغيرها.. وغيرها.. حيث يحدث تسابق في سبيل الوصول إلى الأفضل..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فها نحن سجلنا رقما قياسيا بالنسبة للاحتياطي من النقد الأجنبي.. نفس الحال بالنسبة للصادرات خصوصا غير البترولية التي بلغت نحو 22 مليار دولار في عشرة شهور فقط .. وإن كنا نأمل المزيد..!

كل ذلك لا يتأتى إلا بالصبر والعمل والإخلاص والتفاني و..و.. التغيير المحسوب بدقة وعناية.

***

ومع ذلك.. هل ننكفئ على أنفسنا.. ونحاول الابتعاد عما يعانيه جيراننا وإخواننا من أزمات.. أو مشاكل..؟!

بالطبع لا.. فذلك ليس من شيمة مصر.. ولا من مبادئها ولا من عهودها ومواثيقها..!

لذا أنتهز المناسبة.. لأناشد الأخوة السوريين أن يتفقوا فيما بينهم على الوصول باللجنة الدستورية المشكلة إلى حلول ترضي كافة الأطراف.. إذ ليس من مصلحة النظام.. أو من مصلحة المعارضة أن تفشل هذه اللجنة .. لأن ذلك يعني ببساطة شديدة الدوران في نفس دوامات العنف.. والعنف المضاد فضلا عن ترك البلد سداحا مداحا أمام الطامعين.. والمتربصين.. وهم كثيرون .. من أول روسيا حتى أمريكا مرورا بتركيا وإيران وحزب الله.

فماذا يريد السوريون أكثر من ذلك..؟!

وها هي الأصوات تثبت بما لا يدع مجالا للشك.. أن ضرب مصالح الجماهير.. لا يضر المحكومين فقط.. بل وحكامهم أيضا..!

مثلا.. لقد أخذ ملالي إيران.. يملأون الدنيا كذبا وبهتانا.. بأن الأحوال المعيشية تتحسن وأن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم لم تؤثر من قريب أو من بعيد.. ثم.. ثم.. فجأة تشتعل النيران.. وترتفع الصيحات.. اعتراضا على رفع سعر الوقود..!

الغريب في الحكاية.. أن يأتي الرئيس الإيراني حسن روحاني ليعلن أنه لم يكن يعلم بتلك الزيادة..!

بالله عليهم.. كيف يرضى الرئيس- أي رئيس- على نفسه أن يكون آخر من يعلم.. حتى ولو كان ذلك على غير الحقيقة..؟!

***

إن الشعوب يا سادة.. تحاول وتسعى أن يكون لها مكان تحت قرص الشمس بلا نزاعات أو صراعات .. أو حروب.. أو.. أو.. !

ولقد ضرب المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم المثل في هذه الرؤية.. عندما هزم فريق قطر.. لتعم البهجة أرجاء العراق.. وليعلن أسود الرافدين-كما يسمونهم- انتصارهم على حمامات الدم التى خلفتها الطائفية.. والمذهبية.. والعنصرية.

***

                مواجهات

*إلى كل مشتاق لم يتحقق حلمه: معلهش.. انتظر.. وانتظر.. المهم أن تكون طويل البال!!

***

*الحياة.. محطات.. إما أن نتوقف أمامها تباعا.. أو أن نبحث عن قطار فائق السرعة لا يحسب حساب الزمن..!

***

*حقا.. وألف حقا.. كله قسمة ونصيب..

***

*كل من يطلق عليهم صفة رجال هم بالفعل ليسوا كذلك.. فالطير كلمة تجمع بين الصقر والدجاجة..

***

*لا تحزن على غدر البشر.. لأنهم بعد أن انصرفوا عنك لابد وأن تكون قد تأكدت بأن الله هو الأمان الوحيد..!

***

*للأسف ناكر الجميل لا ينسحب من حياتك .. إلا بعد أن يكون قد أخذ منك كل ما هو جميل..!

***

*الأمل كالملح.. لا يغذي ولكنه يعطي للخبز طعما..    

                   " برتراند راسل"

***

*أعجبتني هذه المقولة:

من أشد المتناقضات.. مجتمع يريد أن يعيش كالغرب.. ويموت كالصحابة.

***

*وهذه أيضا:

عندما يصبح"النشاط" مصدر دخل يكثر الناشطون!!

***

*ثم.. ثم.. نأتي إلى مسك الختام:

هذه قصيدة نزار قباني في طه حسين ليست متداولة كثيرا:

ضوء عينيك أم هما نجمتان

كلهم لا يرى وأنت تراني

ما علينا إذا جلسنا بركن

وفتحنا حقائب الأحزان

وقرأنا أبا العلاء قليلا

وقرأنا رسالة الغفران

أنا في حضرة العصور جميعا

فزمان الأديب كالزمان

آه يا سيدي الذي جعل الليل

نهارا والأرض كالمهرجان

إرم نظارتيك كي أتملى

كيف تبكي شواطئ المرجان

إرم نظارتيك ما أنت أعمى

إنما نحن جوقة العميان

***

و..و..وشكرا