*أردوغان.. وأحلام الخيال..!
*توقيعه اتفاق ترسيم الحدود مع "سراج" ليبيا.. خيبة ما بعدها خيبة
*رفض عالمي.. وإقليمي.. ومحلي..!
*لا القانون معه.. ولا الجماهير..!
هذا الوهم الذي يعيشه رجب طيب أردوغان من حيث إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية .. جعله حائرا.. غاضبا.. تشتعل النيران في قلبه ضد من يتصور أنهم يقفون في طريق أحلامه الواهية.
ولعل أول هؤلاء الأعداء من وجهة نظر أردوغان مصر التي ترفض سياساته.. والتي كشفت منذ فترة طويلة ألاعيبه وحيله.. وتعاونه المريب مع عصابة الإخوان.. ومع كل جماعات الإرهاب في شتى أرجاء العالم..!
***
لذا.. لم يكن غريبا أن ينام أردوغان ويستيقظ .. ليعلن فجأة عدم اعترافه بالاتفاقية التي وقعتها مصر مع قبرص بشأن ترسيم الحدود البحرية.. ثم سرعان .. ما كرر نفس الكلام بالنسبة للاتفاقية الثلاثية التي شملت اليونان..!
ولم يكتف الوالي العثماني بذلك.. بل حاول تحريض الأمريكان على مهاجمة الاتفاقية والوقوف بجانبه.. إلا أنه لقي صدا ورفضا.. فما كان منه إلا أن اتجه للاتحاد الأوروبي طالبا نفس المطلب.. فإذا بدول أوروبا جميعها تلطمه اللطمة الكبرى حيث هددت بفرض عقوبات ضد بلاده.. إذا ما استمر على هذا النهج السلبي الذي يتنافى مع الشرعية الدولية.. ومع كافة المواثيق العالمية..!
***
ثم.. ثم..تفتق ذهن الرجل المريض عن توقيع اتفاقية بينه وبين فايز السراج رئيس مجلس وزراء ليبيا.. تقضي بترسيم الحدود بين البلدين.. أي بين تركيا وليبيا..!
طبعا.. فات أردوغان عدة حقائق واضحة وضوح الشمس لأي ذي عينين أهمها:
X أولا: أن السراج ليس من سلطاته التوقيع على اتفاقيات..
Xثانيا: هناك عقبة كبيرة تتمثل في جزيرة كريت الواقعة أمام الساحلين الليبي والتركي مما يحول عمليا دون أية إجراءات لترسيم الحدود.
Xثالثا: أن الاتفاقية الموقعة بين كل من مصر واليونان وقبرص.. تم إيداعها في الأمم المتحدة.. وتتوفر فيها كل المقومات القانونية الدولية.
Xرابعا: الغالبية العظمى من الليبيين ترفض هذا الاتفاق المشبوه لأنهم في الأساس لا يطيقون السراج بسبب تشجيعه للإرهاب والإرهابيين مما أدى إلى تفاقم الصراع.. وحرمان الناس من أبسط حقوقهم الأساسية.
Xخامسا: اسم أردوغان بات يمثل لدى الليبيين التطرف.. والتخبط.. وسوء استغلال السلطة.. وعدم احترام القيم والمعاني.. وأبسط قواعد الأخلاق..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
لقد حاول أردوغان اللعب بأصابعه الخبيثة في السودان عندما اقتنص منه جزيرة سواكن وأعلن وضع يده عليها وإدارتها بمعرفته شخصيا بعد أن كان دفع أكثر من تسعة ملايين دولار لترميم ما تسمى بالمباني التاريخية العثمانية.
ولم يكتف أردوغان بذلك فقط.. بل قامت حكومته بوضع برامج سياحية للراغبين في أداء العمرة والحج.. بحيث تكون سواكن محطة ترانزيت إلى كل من جدة والمدينة المنورة..!
طبعا.. كل آمال أردوغان انهارت بعد سقوط نظام عمر البشير.. وتولي حكومة جديدة ترفض التعامل مع كل من له صلة بالإرهاب والإرهابيين..!
***
في نفس الوقت.. فإن أردوغان أصبحت تحاصره المشاكل من كل جانب سواء في الداخل أو الخارج .. فالعملة الوطنية (الليرة) تشهد هبوطا حادا مع طلعة كل صباح.. والعاطلون يتزايدون .. والأسعار ترتفع ارتفاعا هائلا..!
والغريب أن الرجل لا يريد التعلم من الدروس المتعاقبة..فرغم فشله في إدارة أزماته. فإنه لا يكف عن مهاجمة الزعماء والرؤساء.. ولعل آخر مواقفه في هذا الصد.. اتهامه للرئيس الفرنسي ماكرون بالإرهاب ورعاية الإرهابيين..
***
باختصار شديد.. فها هي الاتفاقية المشبوهة التي عقدها أردوغان مع فايز السراج في ليبيا سقطت قبل أن يجف مداد أقلام التوقيع .. حيث تم رفضها من جانب المجتمع الدولي .. بأسره.. ثم من جانب حكومات الشرق الأوسط وشعوبها.. وأخيرا.. من جانب الشعب الليبي نفسه..!!
إذن.. فليذهب أردوغان .. ليبحث له عن لعبة جديدة سخيفة..!
***
و..و..وشكرا
***