كلنا نؤمن بالقضاء والقدر.. وجميعنا على يقين بأن الله سبحانه وتعالى له ملكوت كل شىء وإليه المصير.
لكن -على الجانب المقابل- يأمرنا باألا نلقى بأنفسنا فى التهلكة، وأن نحافظ على أبداننا، وعقولنا، وعلى أن نكون مخلصين فى أعمالنا ولديننا.
من هنا.. لا يمكن أن تمر واقعة طفل الزقازيق الذى لقى مصرعه أمس، داخل نادى السكة الحديد.. مرور الكرام.. فلابد من محاسبة المتسبب وعقاب المهملين.. والمقصرين.. الذين هم عن واجباتهم ساهون..!
* * *
لقد كان الطفل «على طارق« يسير فى فناء النادى متجها إلى ملعب الكرة الخماسية.. فإذا «بعارضة» الملعب تسقط فوق رأسه ليسقط صريعا..!
قبلها.. غرق طفل فى حمام سباحة داخل أحد النوادى «الكبرى»..!!
وقبلها.. وقبلها.. صعق التيار الكهربائى.. «سيدة» فى ناد آخر..!!
وطبعا حوادث البلاغات «القاتلة» تتكرر بين كل يوم وآخر.. فماذا بعد..؟؟
* * *
للأسف.. «الفاعل المجهول» يصر على أن يخرج لسانه لنا متحديا .. ومكابرا.. بل ومطمئنا إلى أن أحدا لن يتعرف عليه تحت وطأة أى ظرف من الظروف.
أما شخصيا أطالب بتحويل جميع المسئولين بنادى السكة الحديد فى الزقازيق للنيابة العامة التى كم أتمنى أن تحولهم بدورها إلى محاكمة عاجلة.. حيث لا ينبغى أبدا أن يضيع دم الطفل «على» هدرا.. ثم .. ثم لعلها رسالة واضحة.. لكل المتسببين فى الحوادث السابقة رغم أن أيادى القانون لم «تطلهم» حتى الآن..!
* * *
أقول ذلك.. لأن النادى أى ناد يفترض أن له مديرا، ومشرفين ومدربين.. فأين جميع هؤلاء..؟؟
ألم يلحظ أحد منهم أن عارضة ملعب الكرة الخماسية.. تهتز.. أو تتمايل.. أو.. أو.. أم قد أصبح «الإهمال» فى عيوننا.. صورة لا تستحق الإمعان فيها أو التوقف أمامها..؟؟
خلال الأسبوعين الماضيين.. أقدم وزيران فى اليابان على الانتحار بسبب أخطاء وقعت داخل وزارتيهما..!
لم يحاول أحدهما التنصل من المسئولية.. أو إلقاء التبعية على الأخرين.. بل اختار أقصر طريق «للنهاية».. وكأنهما يعترفان بالذنب قبل الرحيل..!
أما عندنا.. فالضحية، والجلاد صنوان..!
عندما أتت النيران على أكثر من «400 راكب درجة ثالثة» فى قطار الصعيد ادعوا أن سبب الحريق يرجع إلى قيام إحدى السيدات بإشعال «وابور غاز» داخل إحدى العربات!!
.. وعندما تقع حادثة سيارة.. سرعان ما يقيد المحضر ضد ركابها الذين باتوا فى عالم غير العالم..!!
.. واليوم.. سوف يتهمون «الشهيد على طارق«.. بأنه لم يعرف كيف يمشى داخل النادى.. ولذلك سالت دماؤه.. ومضى بغير وداع أهله ومحبيه..!
* * *
يا سادة..
إن تبعات جرائم الإهمال تكلفنا سنويا ملايين.. وملايين الجنيهات.. لكن من يدرك أن مصلحتنا كشعب وكحكومة تتطلب مواجهتها.. بالحسم.. والجدية حتى لا تتبدد مواردنا البشرية والمادية.. بأيادينا.. واختيارنا.. و«عقولنا الصلبة»..؟؟