البيضة أم الدجاجة.. فى السينما المصرية..؟؟ أثرت على مدى الأسابيع الماضية أزمة السينما المصرية متسائلا ومتعجبا فى آن واحد: كيف يصل بنا الأمر إلى إنتاج وعرض أفلام هابطة المستوى.. ثم نقول «الجمهور.. عاوز كده»..!!

بتاريخ: 01 سبتمبر 2005
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

دائرة.. و.. ضوء
البيضة أم الدجاجة.. فى السينما المصرية..؟؟
أثرت على مدى الأسابيع الماضية أزمة السينما المصرية متسائلا ومتعجبا فى آن واحد: كيف يصل بنا الأمر إلى إنتاج وعرض أفلام هابطة المستوى.. ثم نقول «الجمهور.. عاوز كده»..!!
* * *
عشرات الرسائل وصلتنى.. ودعانى عدد من المنتجين والمخرجين والممثلين، والممثلات لمناقشة المشكلة التى نعترف جميعا بأنها أصبحت -بكل المقاييس- حادة وعنيفة.. وبصراحة جلسنا، وتناقشنا ثم مضى كل منا إلى حال سبيله دون أن نصل إلى نتائج محددة.. بل إن فنانا خفيف الظل حرص على أن يختم الاجتماع بالعبارة الشهيرة: رذا عرفتم من جاءت قبل من «البيضة أم الدجاجة.. أبلغونى».
* * *
لقد قصد الفنان الظريف بذلك التعبير ما يدور فى الساحة السينمائية.. على اعتبار أن الخيوط جميعها متشابكة.. فالمؤلف الجيد، والسيناريست المتميز، والمنتج الذى يحافظ على اسمه، والمخرج الذى يحترم عمله.. كل هؤلاء فى إمكانهم ألا يظهروا للنور إلا كل ما هو رائع، وجميل، وموضوعى، وهادف.
لكن.. ما العمل.. لو أن «الشباك» لم يستجب لهم.. ولفظت الجماهير الفيلم بعد أسبوع أو أقل..؟؟
من هنا.. يهرع على الفور.. منتجو الجزارة، والسباكة، والحدادة إياهم ويبادرون بإنتاج «حزمة من الأفلام».. تتسم بالضحالة، والإسفاف، وتدنى المستوى.. ليحقق كل منهم فى اليوم عشرة ملايين جنيه.. فلماذا إذن.. الجرى وراء «الخسارة»..؟؟
* * *
أنا شخصيا أتصور.. أن السينما إبداع.. وحضارة.. ونقاء فكرى.. ثم.. ثم.. إنها أهم ما يعكس نهضة الشعوب، ويعبر عن تقدمها.. فضلا عن أن جميع العاملين فى مجالها مسئولون عن الارتقاء بالوجدان وليس العكس.
لذا.. كم أتمنى.. أن يتخلى هؤلاء المنتجون، والمخرجون عن نهجم ولو لمدة سنة أو سنتين على الأكثر.. ويعقد الجميع «ميثاق شرف فنى» يلتزمون بموجبه بعدم تقديم أعمال الإسفاف.. أو «بالأحرى».. «الهيافة».
عندئذ.. سوف يضطر الناس إلى مشاهدة تلك النوعية الجديدة من الأفلام ويقبلون عليها.. وبذلك تكون السينما هى التى ساعدت على الارتقاء بالذوق العام.. وليس العكس.
* * *
ربما يكون ما أطالب به صعبا.. فى ظل عالم تتحكم «المادة» فى كافة حركاته وسكناته.. ووسط مجتمع لم يعد أحد يهتم فيه إلا بمصلحته الشخصية.. فقط..!!
لكن.. رغم هذا.. يجب أن نتذكر جميعا أننا على اعتاب حقبة تاريخية جديدة.. تتخللها إصلاحات سياسية، واقتصادية لم نعهدها من قبل.. فما المانع من أن نقوم نحن أنفسنا بإجراء إصلاحات فنية..؟؟
تأكدوا أن يدا واحدة لا تصفق.. وأن المجتمع -أى مجتمع- لا يعدو أن يكون سوى مجموعة خلايا تؤثر كل منها فى الأخرى أبلغ تأثير.. ومن سيقف «متفرجا».. سوف يأتى عليه يوم.. يصبح «فرجة للعالمين»..!!