*أيها العرب انتبهوا..
العراق ولبنان في طريق الذهاب بلا عودة
*المتربصون.. متغلغلون في الأعماق والحكاية ليست في عادل عبد المهدي ولا في سعد الحريري.. لكنها أعمق.. وأخطر بكثير.. كثير
هل يدرك العرب.. أن دولتين من بين دولهم بين قاب قوسين أو أدنى من الذهاب بلا عودة..؟!
إذا كانوا يدرون فتلك مصيبة.. أما إن كانوا غير مدركين فالمصيبة أعظم..!
الدولتان اللتان أقصدهما هما العراق ولبنان.. فالمشكلة في العراق ليست في عادل عبد المهدي رئيس الوزراء الذي تحول الوطن في عهده إلى حمامات من الدماء وهو الذي كان قد أعلن قبل تعيينه أنه سيعتمد في حكومته على الكفاءات وعلى التكنوقراط فإذا به يكرس الطائفية في أسوأ صورها..!
ومع ذلك استقالة المهدي لن تعيد الأوضاع إلى نصابها الصحيح.. بل سيستمر العنف والعنف المضاد.. حتى يجيء من يبتلع البلاد ابتلاعا كاملا فيتمزق الجيش.. وتتشتت الشرطة.. ويزداد المجتمع انقساما ما بين فئاته وعندئذ.. يتساءل الناس فيما بينهم:
أين العراق..؟! وما من مجيب.. خصوصا وأن "البعبع" موجود.. وقائم.. كل ما هنالك.. أنه ينتظر لحظة الانقضاض والتي ستجيئه على طبق من ذهب..!
على الجانب المقابل.. هناك من يقولون إن العراق اختفى من عالم الواقع منذ عام 2003عندما جاءه الأمريكان غازين لا ليسقطوا صدام حسين فحسب.. بل يهدموا مقومات الدولة..
وبديهي منذ هذا التاريخ ولم تقم للدولة قائمة..!
يا سادة.. الإيرانيون شأنهم شأن الإسرائيليين بالضبط كل منهم يحلم بإمبراطوريته الكبرى.. التي يقيمونها على حساب العرب.. ولقد تمكن الملالي على مدى ما يقرب من عشر سنوات من أن يضموا إلى صفوفهم الملايين والذين يجدون في حرسهم الثوري.. الأمل ..والمصير..؟!
لكن ثمة سؤال آخر:
Xوكيف ترضى أمريكا بذلك.. وهي التي بينها وبين إيران.. عداوة ما بعدها عداوة..؟!
أرجوكم.. لا تخذلكم المظاهر.. فإيران تصول وتجول في العراق بتأييد من أمريكا وبمباركة منها وإلا أغلقت دونها الأبواب بشتى السبل والوسائل.. في نفس الوقت.. ليس مستبعدا.. أن تأتي كل من إيران وأمريكا بجيل جديد من الدواعش.. يدفعون بهم فينشئون "المقاصل" ويذبحون ويقتلون ويثيرون الرعب والفزع بحيث لا يبقى لدى أهل البلد.. أي قدرة على أن يرفعوا صوتهم ليصبح العراق في النهاية مجرد ذكرى..!
***
نفس الحال بالنسبة للبنان وإن كان القياس مع الفارق فأي شعب يمكن أن يعيش حياته بلا حكومة.. وبلا بنوك وبلا مدارس.. وبلا جامعات.. وبلا مخابز..؟!
والغريب.. أن اللبنانيين مازالوا متمسكين حتى الآن بوحدتهم وتلاحمهم مع بعضهم البعض..!
بكل المقاييس.. المدة لن تطول.. خصوصا أن سعد الحريري ليست لديه النية الخالصة للانسحاب من المشهد السياسي.. وليس لديه الرغبة في أن يقطع صلته بحزب الله رغم الحرب الكلامية المتبادلة بينهما..!
ثم.. ثم.. فإن الجيش الذي كاد أن ينفد صبره سيأتي عليه يوم يضطر فيه إلى ترك الساحة خاوية إما كرها.. أو اختيارا.. وبالتالي يستيقظ اللبنانيون يوما فلا يجدون جيشا.. ولا قوات أمن.. في نفس الوقت الذي ينهار فيه تكتلهم.. وبذلك يدخل لبنان في غياهب الجب..!
***
إذن.. المسألة في قمة الخطر.. وإذا لم ينتبه العراقيون المخلصون لتاريخهم.. وحضارتهم ومجدهم.. وإلى خطورة ما يحاك ضدهم.. وإذا لم يدق حكماء لبنان ناقوس الخطر اليوم قبل غد فصدقوني.. ستظل أوراق الشجر تتساقط إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..!
***