سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " نعم.. حينما تنجلي الحقيقة .. تترسخ صروح الحق "

بتاريخ: 05 ديسمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*نعم.. حينما تنجلي الحقيقة .. تترسخ صروح الحق

*مشروعات في محافظة واحدة بـ91 مليار جنيه..

*أليس هذا.. دليلا على قهر المستحيل؟!

*نحن جميعا شاهدون.. بحيرة المنزلة كانت مأوى للمهربين.. والبلطجية.. وقطاع الطرق!

*رجاء للمحافظين: لا تسرفوا في التصريحات الوردية والوعود البراقة!

 

*الدولة عملت ما عليها لحل أزمة المرور.. لكن:

لماذا الشوارع مكتظة بالمارة.. صباحا ومساء..؟
 

*من هم الغرباء القتلة.. في العراق..؟!
 

*والاعتداء على جنود الجيش اللبناني.. مؤشر خطر.. خطر..
 

*وفي عالم الرياضة عندنا.. لماذا "المدرب الصربي"؟!

الحقيقة عند الفلاسفة لها تعريفات محددة.. لا تقبل لبسا ولا تأويلا.. لأنها هي الضوء المشع.. والميكروسكوب الذي يكشف الدقائق والتفصيلات.. والمضجع الذي يتجه مباشرة لموقع الألم فيستأصله دون تردد.. أو لف ودوران..!
مثلا يقول الفيلسوف الفرنسي لا لاند "إن الحقيقة هي القضية الصادقة.. وهي ما تمت البرهنة عليه.. وهي شهادة الشاهد الذي يتكلم عما رآه أو سمعه".
أما ديكارت فيعتبر أن الحقيقة هي المعرفة الحسية التي لابد من الشك للوصول إليها ومن هنا أطلق مقولته الشهيرة: أنا أشك إذن أنا موجود.
ثم جاء مارتن هيربر ليحسم القضية فوصف الحقيقة بأنها استنساخ للواقع وترجمة أمينة له.. أو بمعنى آخر هي انفتاح على الواقع واستعداد لاستقباله بالصورة التي ينكشف بها أمام الذات.

***

أقول ذلك بمناسبة ما يذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارا وتكرارا بضرورة تنمية الوعي لدى المواطنين من خلال ذكر الحقائق.. وهي حقائق مشرفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فما يتم إنجازه.. بالفعل كما قال الرئيس لا أحد يستطيع تخيله.. وهي إنجازات تشمل كل المجالات.. في السياسة والاقتصاد.. والبناء والتعمير.. وإعادة التحديث.
لذا.. حينما يتخذ الناس لحظة تأمل واقعية وبعيدة عن أي مداعبات خيال.. فلابد أن يوقنوا بأن بلدهم يسير نحو أفضل الطرق للعالمية بشتى صورها وجميع ألوانها وأشكالها.
يعني باختصار شديد كلما تتجلى الحقيقة.. كلما تترسخ صروح الحق وترتفع رايات قيم الحاضر وآمال المستقبل في آن واحد.

***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن إقامة مشروعات استثمارية في محافظة واحدة مثل محافظة دمياط.. ألا يعد أبلغ دليل على قدرتنا نحن المصريين على قهر المستحيل..؟!
بكل المقاييس.. المبلغ ليس بسيطا.. وبكل المقاييس إنجاح تلك المشروعات يحتاج إلى جهد وإلى عمل وإلى كد.. وإلى عقول واعية مدبرة.. والحمد لله كل ذلك يتوفر لدينا.. المشكلة أننا لم نحسن استثمارها من قبل استثمارا جيدا..
نفس الحال بالنسبة لبحيرة المنزلة.. فكلنا شاهدون على أنها ظلت على مدى قرن من الزمان تعكس أبلغ صور الإهمال وعدم الاهتمام واللامبالاة مما أدى بها إلى أن تكون مرتعا لعتاة الإجرام من المهربين.. والبلطجية وقطاع الطرق..!
وبالتالي عندما تفطن الدولة إلى أهمية هذه البحيرة وغيرها من البحيرات وتدرك بحق أنها ثروة هائلة.. فتجيء لتطهرها.. وتطورها وتضم ضفافها ومياهها إلى الأرصدة التي تتزايد لدينا يوما بعد يوم.. أليست تلك كلها حقائق.. ينبغي النظر إليها نظرات تأمل وإعجاب ودراسات مقارنة.. بدلا من الجري وراء شائعات الكذب والضلال والبهتان..!
في جميع الأحوال نحن نريد أن نتعامل مع طبائع الأشياء بالحق والمنطق والعدل والعمل فضلا عن فكر الفلاسفة .. وسواعد الرجال المخلصين الصادقين..

***
بالمناسبة.. رجاء للمحافظين الجدد منهم والقدامى..ألا يسرفوا في التصريحات الوردية.. وألا يبعثروا يمينا ويسارا الوعود البراقة.. نحن نعلم أنكم لا تملكون عصيا سحرية ولا تتمتعون بصلاحيات مطلقة.
إذن الهوينا.. الهوينا.. بحيث لا تأخذكم نشوة المنصب.. أو حمية التنافس.. أو..أو..!
الواقعية كما اتفقنا هي أساس النجاح.. ومفتاح التقدم والوسيلة المثلى لبلوغ أفضل الغايات.
هناك محافظات تحتاج إلى جهد جهيد لإصلاح أحوالها.. وأخرى غيرت من هياكل تركيبها ولم تعد تحتاج إلا للمسات بسيطة.. وثالثة بين بين..!
وبديهي.. الوقوف على التشريح الصادق للواقع يحتاج أقل ما يحتاج إلى شيء من الوقت الذي تستغرقه الدراسة المتأنية.. والعمل الرشيد والا إيه..!

***
ثم.. ثم.. نـأتي من خلال هذا التقرير إلى قضية بالغة الأهمية وهي قضية المرور في مصر.. ليس في العاصمة فحسب.. بل في مدن كثيرة وعديدة على مستوى الجمهورية.

لا ينكر أي ذي عينين أن الدولة عملت ما عليها من حيث إنشاء شبكة طرق سريعة ومتطورة على أحدث النظم العالمية.. ومع ذلك.. مازالت الشوارع مكتظة بالمارة أناء الليل وأطراف النهار..!
إذن.. أرجو أن تسامحوني إذا ألقيت عليكم بالتبعة والمسئولية..!
بالله عليكم.. من هم أولئك الذين يجوبون الشوارع في العاشرة صباحا وهو وقت تواجد الطلبة في مدارسهم والموظفين في مكاتبهم..!
ومن هم الذين يتسابقون بسياراتهم من السادسة مساء حتى منتصف الليل..!
أنا شخصيا قطعت أول أمس المسافة من القاهرة الجديدة حتى ميدان التحرير في ساعتين و45 دقيقة.. لدرجة أنني فكرت في العودة من حيث أتيت.. حيث لم يعد هناك جدوى من لقاء من أردت لقاءهم..!
هل هي كثرة عدد السيارات..؟!
إذن.. هناك حاجة غلط .. وألف غلط..!

هل هي عدم كفاية مترو الأنفاق لتلبية احتياجات الناس..!
هل هي "منظرة" من جانب أصحاب السيارات الذين يرفضون استخدام وسائل المواصلات العامة..؟
سواء هذا أو ذاك أو تلك.. فنحن في حاجة إلى دراسة مستفيضة نعرف من خلالها أسباب هذا الزحام رغم تطوير شبكة الطرق..!
وصدقوني إذا لزم الأمر أن نفعل مثلما فعل غيرنا منذ سنوات عدة مضت من حيث تقسيم السيارات إلى فردية وزوجية قبل الدخول إلى وسط المدينة.. أو تشغيلها يوما بعد يوم.. أو..أو..!
المهم.. لابد أن نصل إلى نتيجة واقعية.

***
وبما أن ما يجري في المنطقة العربية يعد شغلنا الشاغل هنا في مصر.. فكم تدمي قلوبنا ونحن نرى الأخوة في العراق يتساقطون بطلقات الرصاص الغادرة.. وكم تذرف أجسادنا دما.. ونحن نشاهد إخواننا في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن .. وهم يوارون التراب داخل مقابر جماعية لا يعرف أحد هويتها.. ولا أصل من "حفرها".. ولا فصله..!
وكم.. تعترينا مشاعر القلق ونحن نرى الجنود اللبنانيين.. وهم يتلقون ضربات المتظاهرين..!
كل ذلك.. أليس كافيا.. لكي نحمد الله سبحانه وتعالى على ما نحن فيه..؟
وأمس.. ظهرت في العراق نغمة جديدة حيث تتردد عبارة الغرباء القتلة بما يعني أن عصابات جديدة بدأت تشن هجماتها ضد الآمنين المسالمين.
هل هم دواعش.. معدلون..؟!
هل هو تنظيم إرهابي آخر موله وخطط له أهل الشر إياهم؟؟
هل.. وهل .. وهل..؟
إنها مأساة ما بعدها مأساة .. نرجو أن يعبرها الشعب العراقي.. وأن يقف في صلابة للحيلولة دون الوقوع في المحظور الذي لا شك سيكون قاسيا وأليما وموجعا..!

***
وأمس أيضا.. أخذ اللبنانيون يتململون في الشوارع.. وأخذوا يضيقون ذرعا بما يشهدون.. ويتابعون خصوصا وأنهم يعرفون الحقيقة كاملة.
والحقيقة عند اللبنانيين تقول إن كل المحاولات التي تجري لاختيار رئيس وزراء جديد لن تسمن ولن تغني من جوع..!
لقد رددوا اسم الصفدي وهم يعلمون مسبقا أنه ورقة محروقة..!
بعده.. سمير الخطيب.. وهو أيضا لا يحظى بأية أغلبية جماهيرية..!
كل ذلك من أجل أن يستقر الوضع على ما كان عليه قبل الاحتجاجات والمظاهرات والاعتراضات.. أي أن يعود سعد الحريري ليرأس الحكومة ومعه وزراء من حزب الله.. وباقي الأحزاب..
وهكذا ليس في الإمكان أبدع مما كان..!

***
وأخيرا.. خمسة رياضة في مصرنا المحروسة..!
لقد قرر نادي الزمالك طرد المدرب الصربي ميتشو بعد ما سببه من هزائم أو بالأحرى فضائح..!
نفس الحال بالنسبة للنادي الإسماعيلي الذي أقال هو الآخر مديره الفني الصربي أيضا.. ليسيتش..!
هل هو توارد خواطر أن يعين الناديان مدربا أو مديرا فنيا صربيا..!
هل من قلة المدربين على مستوى العالم..!
هل هناك "سمسار" مشترك يجمع بين الفريقين..؟
هل كانت إدارة الناديين تنتظر الهزيمة لتقيل الخبيرين المستوردين.!
أسئلة عديدة.. تنتظر إجابات منطقية ووافية.. وإن كانت الرائحة تزكم الأنوف..!

***

و..و..وشكرا