سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "من يدفع الثمن..؟؟"

بتاريخ: 12 ديسمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*من يدفع الثمن..؟؟

*تهديد أردوغان بغزو ليبيا.. غرور مجنون..!

*.. وتميم ما زال مصرا على العناد.. ولتذهب مصالح القطريين إلى الجحيم

*بي.بي.سي.. قناة.. لا تعرف الخجل..!

*الفيضانات تزيد الأزمة اللبنانية تعقيدا.. ومؤتمر فرنسا يرفض المساعدات مسبقا..!

*مرتبات لاعبي الكرة العلنية.. ألا تدعو لإحباط الشباب..؟

*سيرة سمير فرج "المحارب".. طيبة ومشرفة!

*أصغر وأحلى رئيسة وزراء.. ترفض النظر للخلف

*حزب الرئيس التونسي الراحل.. يطيح بابنه "عادي"

الأطماع إذا زادت عن حدها فلابد أن تجلب لصاحبها الندم والخسارة في آن واحد..!

والنظر إلى ما يملكه الغير بعين الحسد والجشع.. لا يقره دين ولا يقبله قانون.

والطموحات إذا انقلبت إلى نوع من أنواع المرض.. فسوف يأتي اليوم الذي تتكسر فيه فوق صخرة الرفض والاعتراض..!

..والأخ رجب طيب أردوغان الذي يعيش في حالة غريبة من أحلام اليقظة.. لم يكفه توقيع عقد مشبوه مع فايز السراج في ليبيا بشأن تقسيم الحدود البحرية بين البلدين..!

فقد أعلن بالأمس في تحدٍ سافر أنه على استعداد للدفع بقوات عسكرية إلى ليبيا لحماية الاتفاق ومعها حماية السراج..!

إن هذا يعني في بساطة شديدة أن الوالي العثماني الزائف مصر على دعم الإرهاب والإرهابيين في ليبيا على اعتبار أن السراج يحيط نفسه بميليشيات العنف والتخريب والتدمير..

من هنا يثور السؤال:

هذه الأموال التي يبعثرها أردوغان يمينا وشمالا من يتحمل تبعات إنفاقها.. فها هو تارة يغزو شمال سوريا وتارة أخرى يشن حربا ضارية ضد الأكراد وتارة ثالثة يمتد ببصره إلى بلد ليس بينه وبينها حدود جوية أو بحرية أو برية ليبعث لها بجيش أفراده مسلحون يحملون الذخائر والمئن بالضبط كما هو حاله بالنسبة للعصابات الشاردة في ليبيا.

طبعا.. الذي يدفع الثمن.. هم أبناء تركيا الذين يكاد الكيل يفيض بهم لاسيما بعد تدهور الأحوال الاقتصادية.. وانهيار العملة الوطنية انهيارا غير مسبوق.. وزيادة طوابير العاطلين.. و..و..!

كل ذلك.. وأردوغان لا يريد أن يعي الدرس المستفاد.. لأنه أصبح يحصر نفسه داخل زاوية ضيقة جدا تهيئ له أنه الوالي الجديد المنتظر..!

***

ولعل الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للأمير الصغير تميم بن حمد الذي لم يجرؤ على المشاركة في اجتماعات القمة الخليجية التي انعقدت في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية لأنه مصر على العناد ويرفض تنفيذ الشروط التي وضعتها باقي دول الخليج مجتمعة ومعها مصر.. والتي تنص من بين ما تنص على إعلانه صراحة برفع يده عن الإرهاب والإرهابيين.. وعلى وقف قناة الزيف والضلال التي تبث الأنباء الكاذبة.. وتثير ضغينة العرب وأولهم الخليجيون ضد بعضهم البعض..!

لقد أشارت أحدث الإحصائيات إلى أن مجموع ما أنفقته قطر من أجل إسالة دماء الأشقاء.. والأخوة والجيران بلغ في الفترة ما بين عامي 2010 و2019 ما يقرب من 85 مليار دولار نقدا وعدا..

بالله عليهم.. ألم يكن من الأجدى أن ينفق هذا المبلغ على الشعب القطري الذي يحتاج إلى رعاية صحية أفضل وأحسن وإلى نهضة تعليمية بدلا من هذه البرامج الساذجة التي يحشرون موادها في عقول الطلبة لاسيما في ضوء ما تذكره التقارير بأنه لو تم اقتطاع 70 مليون دولار من هذا المبلغ الهائل لأمكن بناء 70 ألف مدرسة بتكلفة مليون دولار لكل منها.

أما إذا افترضنا أيضا وخصص نفس المبلغ لإنشاء مصانع سواء داخل قطر أو خارجها برأس مال قطري.. لتم بناء 700 مصنع بتكلفة مائة مليون دولار للمصنع الواحد..!

.. هل خطر ببال أمير قطر يوما أن يعقد مقارنة بين أموال تضيع هباء منثورا.. وأخرى يتم استخدامها في البناء والتعمير.. أو بين أموال ملطخة بدماء الأبرياء والأطفال والنساء.. وأخرى ناصعة بيضاء تشهد أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.. بما قدم صاحبها وبما فعل..؟!

***

على أي حال.. قد يكون الوقت قد حان لتحدث هزة عنيفة داخل المجتمع التركي يضطر معها أردوغان للعودة إلى صوابه..!

و.. وليس ثمة ما يمنع الآن.. لكي ينتفض القطريون ضد الاستبداد.. والسفه.. بل والجنون.. وما أدراك ما الجنون..!

***

وبما أن هذا التقرير يحاول قدر الإمكان ربط الأحداث الجارية بعضها ببعض.. فقد توقفت مرة أخرى أمام هذه المحطة التليفزيونية التي افتقرت في عملها إلى أبسط قواعد وأصول الإعلام.. حيث تحولت إلى بوق.. يدعو للإرهاب.. ويشجع الإرهابيين على ارتكاب جرائمهم القذرة..!

لقد أذاعت محطة الـ بي.بي.سي منذ أيام برنامجا عن الاتفاق التركي –السراجي (نسبة إلى فايز السراج في ليبيا) تشعر للوهلة الأولى أن الأسئلة موجهة.. وأن المذيعة.. مؤجرة.. وأن المعد باع ضميره.. ومعه مهنته التي يفترض أنها مهنة جليلة وسامية..!

والله عيب.. وألف عيب.. أن تنتمي قناة الـ بي.بي. سي للحكومة البريطانية التي تتغنى ليل نهار بحرية إعلام زائفة وبديمقراطية ليست منزهة عن الهوى..!

لذا.. فمن حق الشعب البريطاني أن يقوم وينفض عن كاهله السلبية.. واللامبالاة.. ويطالب حكومته ومجلس عمومه بإجراءات جادة وحاسمة ضد مروجي الأكاذيب وناشري الأراجيف دون وازع من ضمير أو أخلاق..!

***

ومن بريطانيا نتجه إلى لبنان.. هذا الوطن العربي الحبيب الذي يقضي أهله أيامهم ولياليهم وسط الشوارع منذ نحو شهرين من الزمان..!

لبنان الذي حاصره الفقر والمرض والجوع والعري.. تعرض أمس وأول أمس لموجة فيضان رهيبة.. أغرقت الإنسان والمكان.. ومع ذلك.. لم يضعف اللبنانيون وأصروا على البقاء والاستمرار حتى يتم تشكيل حكومة محايدة بعيدة عن الحزبية والتعصب..!

في نفس الوقت الذي يبدو واضحا أن المجتمعين في فرنسا خلال هذا الشهر لبحث تخصيص معونات للبنان يرفضون مسبقا صرف دولار واحد حتى يتم تصحيح الأوضاع..!

أي أوضاع بينما الحل والربط فيمن لا يهمهم مصالح الناس..!

وأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت..!

***

ثم.. ثم.. فلنطل إطلالة خير وجمال وتفاؤل على العزيزة مصر.. حامدين الله على ما متعنا به من أمان.. وأمن.. واطمئنان.. وثقة ما بعدها ثقة بالغد.. ولكن أكرر.. ولكن: هل يليق أن نعلن جهارا نهارا عن المرتبات والحوافز الخيالية التي يتقاضاها لاعبو الكرة وهي بالملايين.. بينما أمامنا شبابنا بالملايين أيضا.. ومن بينهم مازال يتحسس طريقه باحثا عن وظيفة.. أو من حصل على وظيفة بالفعل لكنه يتقاضى مرتبا محدودا ومتواضعا..؟!

أو.. أو من لديه النية الطيبة لمساعدة أهله وذويه الذين أنفقوا كل ما لديهم لكي يكمل تعليمه وبالتالي يريد أن يرد الجميل.. غير أن اليد قصيرة والعين بصيرة.. كما يقول مثلنا الشعبي..ووسط كل ذلك يأتي من يجيء ليعلن على الملأ أن لاعب الكرة "كهربا".. انضم للأهلى مقابل 50 مليون جنيه لأربعة مواسم ونصف..!

عموما .. بارك الله له.. فيما يتقاضاه.. وبارك في النادي الذي توصل معه إلى هذه الصفقة الضاربة..!

لكن ألم يسأل أحد فيهم جميعا ماذا سيكون رد الفعل عند الشباب من أقرانه..؟!

لي رجاء         عند وزير الشباب والرياضة.. وعند مجالس إدارات النوادي.. وعند اللاعبين أنفسهم.. ألا يذكروا هذه الأرقام الخيالية علنا حفاظا على التوازن الاجتماعي .. واحتراما لمشاعر الجماهير..!

نعم.. فليأخذ اللاعب ما يأخذ.. وليرقص سرورا وبهجة.. لكن فليجعل ذلك بينه وبين نفسه..

يا ليت وألف يا ليت..!

***

ومن عالم الرياضة .. واللعب.. إلى عالم الدراسة.. والعسكرية.. والعلم فقد اختار الصديق اللواء دكتور سمير فرج عنوانا لكتابه الجديد "وداعا للسلاح.. سيرة محارب"..!

إنصافا للحق.. سيرة سمير فرج نظيفة.. ومشرفة.. ومضيئة.. وقد تناول محطات حياته منذ التحاقه بكلية الحربية وعمره 17 عاما .. ثم عمله رئيسا لدار الأوبرا ثم محافظا للأقصر.

وأنا كشاهد عيان.. ومتابع جيد لنشاطات سمير فرج أقول إنه بالفعل من خيرة رجال هذا الوطن.. علما.. وخلقا.. وثقافة.. وانتماء..!

باختصار.. نحن فخورون بك يا دكتور.. أو يا سيادة اللواء..!

***

وقبل أن أنتقل إلى مكان آخر.. أود أن أوضح أن العالم –كل العالم- يقدر الكفاءات ويشيد بها ويشجع أصحابها على الوصول إلى أعلى الدرجات..!

ومن الدلائل القريبة الدامغة.. اختيار سانا مارين رئيسة لوزراء فنلندا .. وهي تبلغ من العمر 34 عاما وجميلة.. ورقيقة.. ومحبة لوطنها وأهلها..!

ولقد أعلنت في أول تصريح لها بعد فوزها في الانتخابات:

لا أريد أحد أن يسألني عن عمري.. أو جمالي.. أو ذكريات الماضي.. دعونا ننظر إلى الأمام وليس الخلف.. أما باقي "الأشياء" فهي ملك خاص لي..!

***

أخيرا.. أختم هذا التقرير.. بموقف يتسم بعدم الوفاء الذي بات يمثل ظاهرة في مجتمعاتنا العربية ونحن نصادفه جميعا في حياتنا الخاصة والعامة.. وموقف اليوم أظهره حزب "نداء تونس" الذي أسسه الرئيس الراحل قائد السبسي والذي قاده إلى رئاسة البلاد بعد أن أوقع الهزيمة بحزب النهضة الإسلامي..!

اليوم.. وبعد وفاة الرئيس.. يجيء الحزب ليقيل حافظ السبسي من موقع رئيس الحزب الذي كان قد شغله بعد وفاة الوالد..!

ربما تكون لقيادات الحزب مبرراتهم على اعتبار أن السياسة لا تورث.. وأيضا لهم حيثياتهم حيث يتحججون بأنه يقيم في فرنسا منذ ثلاثة شهور.. لكن في النهاية هناك شبهة سرعة تمزيق الخيوط تأكيدا على أن صاحب الثوب.. راح ومضى.. بغير رجعة..!

دنيا..!

***

و..و..وشكرا