*تأملات دافئة.. في ليالي الشتاء الباردة
*حينما تطمئن حواء.. يسود السلام الاجتماعي
*الرئيس السيسي ضمن لها الحماية في شتى مجالات الحياة
*مجتمع التعاطف الوجداني.. من السهل أن يتحقق
*الأجيال الحالية.. ممكن أن تجني ثمار تطوير التعليم
*طوابير المرضى أمام المستشفيات.. في طريقها إلى الزوال!
*الأسعار لن تعود للارتفاع مرة ثانية
*بجاحة أردوغان تتزايد.. لكنه "يصيح للقمر"
*الفلسطينيون يحصلون على حقوقهم..
الظلام يتبدد مهما طال الأمد
في أيام وليالي الشتاء الباردة.. تجد النفس طريقا للتأمل.. كما يتسابق العقل مع القلب من أجل التوصل إلى صيغة مشتركة يمكن أن يقدم الإنسان من خلالها صورة متفائلة للحاضر.. ورؤية أكثر إشراقا للمستقبل..!
في أحيان كثيرة.. عندما تهب الريح لتقتلع الشجر.. ويثور البحر ليبدو وكأنه في معركة مع أمواجه التي هي أصلا من صلبه وغرسه.. وعندما ينهمر المطر فلا يبقى من البشر إلا الصد والنفور.. وسط كل تلك الظواهر.. هناك من يجد فيها واحات للبحث والتقصي والدراسة المقارنة.. ليخرج بتجارب تبدو وكأنها ولدت من رحم صيف مشرق دافئ وليس العكس.
***
ووقفات تأمل هذه الأيام.. حكاية من حكايات تلك المخلوقة الرقيقة التي لا استغناء عنها.. وأعني "حواء" التي إذا ابتسمت.. غمرت السعادة كل الأشياء.. وإذا ما تألمت وتوارت.. اهتز الجماد قبل الإنسان..!
وحواء المصرية تعيش هذه الأيام.. أحلى أيام عمرها.. حيث تلقى من الاحترام والتقدير والود ما لم تصادفه على مدى تاريخها الطويل.
ويكفي أن رئيس الدولة أعلن بالأمس في صراحة ووضوح أنه أبدا لن يوقع على قانون يضر بمصلحة المرأة.. وكان يقصد بالطبع قانون الأحوال الشخصية الذي تعترض نساؤنا على بعض بنوده المقترحة..!
بديهي.. ما ينطبق على هذا القانون.. يمتد إلى باقي القوانين التي تحكم العلاقة بين حواء وآدم.. وأيضا بين حواء وباقي مؤسسات وهيئات وخلايا المجتمع.
بكل المقاييس.. عندما تطمئن المرأة داخل مجتمعها الصغير وهو الأسرة.. ثم المجتمع الأكبر الذي يشمل المدرسة والنادي والجامعة والشارع ومقر العمل.. فسوف تترسخ دعائم السلام الاجتماعي.
ونحن إذا كنا مازلنا حتى الآن نشكو من عنف المرأة أحيانا.. فهو عنف تأباه نواميس الطبيعة وترفضه القواعد والأصول المتعارف عليها منذ قديم الأزل..!
ومع ذلك.. فقد أثبتت البحوث والإحصائيات أن المرأة لا تلجأ إلى العنف إلا بعد أن تكون قد تعرضت لظلم بين وغدر فاحش.. لا تستطيع مشاعرها الرقيقة تحمله.
واسمحوا لي أن أحكي لكم هذه الحكاية التي دارت فصولها أمامي منذ أيام قليلة مضت ..
رجل يقترب من السبعين عاما .. يشكو إهمال زوجته له في الآونة الأخيرة ومن تطاولها عليه.. ومن تعمدها إثارة النكد داخل البيت دون أن يعرف لذلك أسبابا ظاهرة..!
في نفس الوقت.. ردت الزوجة التي تبلغ هي الأخرى الخامسة والستين عاما قائلة:
أبدا.. أنا أجله وأحترمه.. وأقدره.. وعشت معه أكثر من أربعين عاما وأنا أتحمل تجاوزاته.. وتصرفاته.. بل وحتى نزواته وأخطاءه.. لكن أصارحكم القول إنني لا أستطيع نسيان أو تناسي ليلة زفافي عندما أخذ ينهال علي ضربا دون رحمة أو شفقة .. تارة بيده.. وثانية برجليه.. بل بلغت به القسوة إلى حد إصابتي بقطع في رقبتي مازلت أستشعر أنه مازال ينزف دما حتى الآن..!
تصمت السيدة الوقور برهة ثم تقول:
أقسم بأغلظ الأيمان.. أن ما حدث في تلك الليلة " ظل في طي الذكريات" حتى جاء اليوم من يصر في إلحاح على ضرورة أن أسترد كرامتي..!
أنا شخصيا لا أدري –والكلام مازال للزوجة- أي كرامة تلك التي أستردها بعد كل تلك الفترة الطويلة..؟!
ثم اختتمت حديثها وصوتها يختنق بالعبرات:
أرجوكم.. لا تظلموني إذا وقعت مني مفاجأة غير متوقعة.. وتأكدوا أنني وقتها لست أنا.. بل إنسانة غيري يحركها عامل خفي ليس من صنعها..!
تلك كانت سمة حياة المرأة التي لابد وأنها الآن تتيه فخرا وعزة وابتهاجا بعد كل هذا الإطراء من جانب الرئيس السيسي والذي من شأنه تكريس بذور الكرامة والإباء داخل القلب الرقيق..!
***
ومن وقفات التأمل الدافئة في أيام الشتاء الباردة.. صورة المجتمع المصري وكيف نريده مجتمعا مثاليا يقتدي به أهل الشرق وأبناء الغرب في آن واحد.
لقد اشتهر هذا المجتمع بالأصالة والشهامة والتعاطف الوجداني بين أفراده وبعضهم البعض..
والسؤال: لماذا تتراجع تلك المقومات الحلوة أحيانا ويظهر المجتمع في صورة غير صورته الحقيقية..؟
أبدا.. تأكدوا أنه سيعود مجتمع الألفة والمودة والحب والغيرية الاجتماعية فالطريق ممهد لذلك إذ يكفي في أوقات الأزمات.. وقوف الناس –كل الناس- صفا واحدا يذودون عن الخير .. ويدفعون الشر بكل ما أوتوا من قوة.. ولقد بدا هذا التلاحم عندما استردينا مصر من قوى البغي والضلال التي تمثلت في جماعة الإخوان الإرهابية.. وبفضل ذلك التلاحم عاد مجتمع الخير.. والأصالة وإن كان مازال محملا ببعض الشوائب.. والركامات.. لكنه قادر على أن ينفضها عن كاهله.. وإسقاطها من قائمة أولوياته.. ليتحقق المجتمع الذي نصبو إليه والذي يجعلنا دائما وأبدا مرفوعي الهامات.
***
استنادا إلى تلك الحقائق.. فسوف تجني الأجيال القادمة.. ثمار تطوير وتحديث التعليم الذي نكد جميعا ونجتهد من أجل الوصول إلى أحدث نسخة على مستوى العالم..
ودعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونعترف بأن عملية التطوير والتحديث سوف تستغرق سنوات وسنوات.. لذا فالمسئولية الجماعية تفرض علينا تفهم الأمر الواقع.. وعدم إصدار الأحكام سراعا.. والكف عن بعثرة الاتهامات يمينا ويسارا.
فلننتظر ونصبر.. وإن شاء الله سيتحقق ما نتمناه..!
***
نفس الحال بالنسبة للرعاية الصحية التي خطونا خطوات فاعلة من أجل الوصول إلى الأفضل..!
لكن هل يمكن القول إن مشاكلنا مع المرض والدواء والفحص والعلاج قد انتهت..!
بالطبع لا.. لكن أطلقنا شرارة البداية وهذا في حد ذاته إنجاز هائل..!
يعني.. دعونا نتفاءل بأن طوابير المرضى أمام المستشفيات سوف تتوارى رويدا.. رويدا.. وأقسام الاستقبال ستتغير شكلا وموضوعا.. ومغالاة المستشفيات الخاصة لن تستمر على ما هي عليه طويلا..
نحن لو تأملنا ما يجري في قطاع الصحة من أول علاج فيروس سي.. ومواجهة قوائم الانتظار والعناية بصحة المرأة.. و..و.. لابد وأن نستخلص صورة المستقبل.. وهي صورة سوف تتحدث عن نفسها في الوقت المناسب إن شاء الله.. عندما تختفي ظاهرة طوابير المرضى أمام المستشفيات اختفاء لا عودة له أبدا..
***
.. وتأملت.. وتأملت.. وأحسب أنكم جميعا معي ظاهرة انخفاض أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية..!
أكرر ظاهرة انخفاض الأسعار.. وبذلك فنحن نتحدث لغة جديدة.. فقد كانت الحوارات دائما تتعلق بزيادة الأسعار وليس انخفاضها..!
لا.. الآن.. الموقف مختلف بعد أن تراجعت نسبة التضخم إلى النصف في المائة.. وبعد أن انتصر العرض على الطلب.. وبعد أن استشعر المتاجرون بأقواتنا أنهم إلى زوال .
أقول نتيجة هذه العوامل.. ستصبح حياتنا نحن المصريين لها مذاقها الخاص "الحلو".. بعد أن عانينا من مرارتها على مدى عقود وعقود..!
***
أما إذا وسعنا من دائرة تأملاتنا.. فلابد من وقفة ثانية وثالثة بل وعاشرة.. أمام هذا الوالي العثماني الزائف الذي وصلت به البجاحة إلى الإعلان عن إبلاغ الأمم المتحدة بالاتفاق المشبوه الذي وقعه مع سراج ليبيا الإرهابي.. لكي يودع اتفاق النوايا الخاصة به ضمن المواثيق والمعاهدات الدولية..!
هل صدقت نفسك يا رجل.. وهل غاب عن ذاكرتك أن الاعتداء على حقوق الغير لابد أن يقابل بالرفض.. والمنع.. وفي أحيان كثيرة بالقوة.. وبالتالي الأفضل لك أن تعود إلى عقلك بدلا من أن يأتي عليك يوم لا ينفع فيه الندم.
***
وبصرف النظر عن تلك البجاحة الأردوغانية فإن وقفة تأمل للقضية الفلسطينية.. سوف تقودنا إلى حقيقة لا تقبل لبسا أو تأويلا.. هذه الحقيقة تقول إن عصر الاحتلال بالقوة قد انتهى.. وأن سرقة أراضي الغير لم تعد مقبولة.. وأن الكذب والرياء.. قد ضلا طريقهما وانتهى الأمر..!
لذا.. فإن القضية الفلسطينية لن تطويها ملفات النسيان أو الإهمال.. بل سيعود أصحاب الأرض ليتخذوا مواقف أكثر جرأة وأبلغ شجاعة وإصرارا..!
وليلف بنيامين نتنياهو ويدور كما يحلو له.. وليجروا انتخابات ثانية وثالثة.. فهذا شأنهم لكن عليهم أن يدركوا أن الحق عائد.. عائد.. والعدل لابد أن ترتفع راياته خفاقة مهما ازدادت العقبات.. وتعقدت الخيوط وتشابكت المصالح..!
***
مواجهات
*كلما سطعت الأضواء.. كلما توارى اللئام والخبثاء.
***
*إذا نجحت في اختيار الصديق قبل الطريق.. تكون قد أرحت نفسك بنسبة ثمانينxالمائة على الأقل..!
***
*يستحيل.. أن تبسط كفيك لله.. ثم تأتيك فارغة, فالكريم الذي هو المغني لن يخيب أبدا رجاء سائليه..!
***
*نصيحة: لا تقلد أحدا.. فالظل الذي يتبعك في الظلام.. ينكشف عند أول نقطة ضوء ..!
***
*أنا على استعداد أن أتقبلك وأنت على "قد حالك".. لكني أبغضك وأكرهك وأنت كذاب أشر..!
***
*لا تحاول أن تضع نفسك موضع الشبهات.. وإلا لا تلوم من أساء الظن بك.
***
*الطفل عبد الرحمن أحمد قرموط تم زرع قوقعة له بمبلغ 170 ألف جنيه تكلفتها أسرته بالكامل.. الآن يحتاج إلى تجديث الجزء الخارجي من القوقعة وهي عملية تتكلف 70 ألف جنيه أخرى تقول هيئة التأمين الصحي إنها لن تتحمل سوى 15 ألفا.. فهل من مغيث..؟
***
*أعجبتني هذه المقولة: ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق.. لكن الأصعب والأصعب.. أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية.
***
*وقال مصطفى صادق الرافعي:
ألا ليت لي قلبين قلب بحبه مريض
وقلب بعد ذاك طبيبي فوالله أن الحب خير محاسني.. ووالله أن الحب شر عيوبي
***
*ثم نأتي إلى مسك الختام.. اخترت لك هذه الأبيات من نظم المتنبي:
أرق على أرق ومثلي يأرق
وجوى يزيد وعبرة تترقرق
جهد الصبابة أن تكون كما أرى
عين مسهدة وقلب يخفق
ما لاح برق أو ترنم طائر
إلا انثنيت ولى فؤاد شيق
جربت من نار الهوى ما تنطفي
نار الغضى وتكل عما تحرق
وعذلت أهل العشق حتى ذقته
فعجبت كيف يموت من لا يعشق
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني
عيرتهم فلقيت فيه ما لقوا
***
و..و..وشكرا