سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " العودة الصعبة.. ولكن: استرداد الوطن يستحق أغلى التضحيات "

بتاريخ: 16 ديسمبر 2019
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أقسى ما في الحياة..

ضياع الوطن.. ويبقى  الإرهاب

*الرئيس السيسي أكد على الحقيقة الثابتة

مواجهة قوى الشر مع إقامة صروح التنمية

*نصائح للشعوب التي ضاعت أراضيها وتلك التي مازالت في الطريق..!

ما أقسى على الإنسان في أي زمان ومكان.. أن يستيقظ من نومه.. فيجد منزله الذي يعيش بين جدرانه قد تحطم.. ليصبح بالتالي.. مشردا.. جائعا.. ترتعد فرائصه من قسوة برودة الشتاء.. وقيظ حر الصيف والمأساة الأكبر.. أن توصد دونه كل أبواب العودة إلى نفس المنزل حتى ولو بعد سنوات عديدة من هذا العذاب وذلك الهوان..!

ما بالنا إذن.. وقد أصبح هذا الإنسان.. مليونا أو خمسة.. أو عشرة ملايين.. كلهم يشكون من نفس الحال.. وكلهم ييحثون عن أوطانهم فلا يجدون سوى الخراب والدمار ..و..و..والأطلال..!

***

من هنا كانت جلسة الأمس في منتدى شباب العالم المنعقد في شرم الشيخ موفقة تماما في اختيار عنوانها الذي يقول" التحديات القائمة وأثرها في الأمن والسلم الدوليين" حيث أوضح المشاركون أن الوطن عندما يضيع.. يستشري الإرهاب ويصول الإرهابيون ويجولون دون أن يحدهم عائق..

ثم..ثم.. جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليؤكد ما سبق أن أشار إليه بأن أوروبا سوف تتضرر بعد الإجهاز على تنظيم داعش والآن هاهم الأوروبيون يقفون حائرين بين قوانينهم ومبادئهم وبين مصالحهم..

في نفس الوقت الذي طالب فيه الرئيس باتخاذ موقف حازم تجاه الدول الداعمة للإرهاب مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الدول تعاني من قصور في الرؤية .. ومن سوء التقدير حيث إن الدائرة سوف تدور عليهم إن آجلا أو عاجلا.

***

أيضا طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي سؤالا مهما: هل كانت مصر مطالبة بأن تقصر جهودها على مواجهة الإرهاب وتوقف عمليات التنمية..؟

لا.. لقد اخترنا السير في الاتجاهين.. والحمد لله حققنا نجاحا مشهودا.. فها هو الإرهاب يتراجع.. وها هي صروح التنمية تنتشر في شتى ربوع الوطن..

***

استنادا إلى تلك الحقائق يمكن القول إنه ليس أمام الشعوب العربية سواء التي ضاعت أوطانها.. أو مازالت في الطريق.. أن تكافح وتناضل من أجل العودة إلى الأرض بدلا من تركها للطماعين.. والسفاحين.. والقتلة..!

نعم.. الأمر ليس من السهولة بمكان فالإرهاب –حسب وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي- صناعة شيطانية تستخدم الإنسان لتحقيق أهداف ومصالح سياسية..

بديهي.. هؤلاء اللاجئون والنازحون والمشردون من يمكنهم من استرداد ما فقدوه وهم الذين باتوا ليس لديهم حول ولا قوة..؟

طبعا.. لقد تعود العالم ألا يهتم بالضعفاء.. لذا.. فسوف يظل هؤلاء اللاجئون يذرفون الدمع على ما آل إليه مصيرهم دونما مغيث أو مجيب.. اللهم إلا إذا جمعوا شملهم.. وتحدوا الصعاب والعقبات بأقصى قدر من التضحيات وبذل كل ما هو مرتخص وغال.

***

أما بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون المراحل الأخيرة من الانهيار الكامل.. فلا سبيل أمامهم حاليا سوى أن يوحدوا صفوفهم .. وأن يتلاحموا.. وأن يتكاتفوا.. أما في ظل الصراعات والنزاعات.. وعمليات العنف والعنف المضاد.. فتصبح التحديات أكثر صعوبة.. بل يصبح الانتصار عليها ضربا من ضروب المستحيلات..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

ربما لم تكن الصورة قد وضحت خلال عام 2011 وما بعده فحدث ما حدث أما الآن وبعد أن عرفت الأبعاد.. والأسرار والخفايا.. يصبح الحفاظ على الوطن .. غاية الغايات.. وإلا فلا أمان.. ولا استقرار.. بل ولا حياة..!

***