لم يكن غريبا.. أن يقطع التليفزيون المصرى إرساله ساعة أذان المغرب لينقل على الهواء مباشرة أحداث العدوان الإسرائىلى على مقر الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات فى غزة، وعلى طائراته.. وأن يجرى حوارا مع أطراف شتى.. فذلك هو الإعلام المصرى -بحق- الذى يتسم رغم أنف

بتاريخ: 06 نوفمبر 2001
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis


لم يكن غريبا.. أن يقطع التليفزيون المصرى إرساله ساعة أذان المغرب لينقل على الهواء مباشرة أحداث العدوان الإسرائىلى على مقر الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات فى غزة، وعلى طائراته.. وأن يجرى حوارا مع أطراف شتى.. فذلك هو الإعلام المصرى -بحق- الذى يتسم رغم أنف الحاقدين، والكارهين.. بالسبق، والصدق، والموضوعية، والتجرد عن الهوى.
* * *
أما الغريب.. هو أن يصبح «تليفزيوننا» تابعا لجماعة، أو فرد، أو منظمة، أو.. أو.. ولعله يكون قد اتضح الآن لماذا لم يتواجد فى أفغانستان مع تنظيم القاعدة، وأعضاء طالبان إذ يستحيل أن نتحول إلى ناطقين باسمهم وإلا أصبح على الدنيا السلام..!
.. وهذا هو الفرق بين تليفزيون مصر «الشامخ»، والرائد.. وبين قناة الجزيرة -على سبيل المثال- التى أرادت أن توهم مشاهديها بمعايشتها للأحداث بينما الواقع يقول إنها لا تعدو أن تكون صوتا موجها من تنظيم القاعدة وطالبان.
لذا ما أن انهار الفريقان.. حتى انكشف المستور.. وعادت تلك القناة إلى طبيعتها الأولى تؤلب العرب على بعضهم البعض.. وتستجلب جماعات من الشتامين، والهجائين لمهام محددة ومعروفة مسبقا.
* * *
الإعلام- يا سادة- فضلا عن كونه فنا، وعلما، وخبرة، ودراسة.. فهو أيضا سياسة باعتباره الذى يعكس توجهات الشعوب، ويحدد ملامح وسائلها، وغاياتها.
من هنا.. فالناس فى أى مكان بالعالم.. إذا شاهدوا قنواتنا الفضائية، أو استمعوا إلى إذاعاتنا، أو قرأوا صحفنا.. فلابد أن يعرفوا على الفور أنها إنتاج مصرى مائة فى المائة.. لأن المقومات ثابتة، والزساس يكاد يكون واحدا، لا يتغير، ولا يتبدل بعكس ما عند الآخرين الذين يبدون كل يوم على حال غير الحال.. وهيئة بخلاف الهيئة.
* * *
على الجانب المقابل.. فإنى أعود لأكرر تهنئتى للتليفزيون على ما قدمه من مسلسلات رائعة خلال شهر رمضان المبارك والتى تعرضها كافة الشاشات العربية وهى فخورة، ومزهوة لأنها من نتاج العقول المصرية.
كل ما هنالك.. أننى أرجو -ومعى جماهير المشاهدين- ألا تعود إلينا البرامج إياها بعد انتهاء شهر رمضان.. وأقصد بها تلك التى تعكس فكرا ساذجا أو التى يقدمها مجموعة من «البشر».. المفروض أن عمرهم الافتراضى قد انتهى منذ سنوات.. أو أنهم دخلوا عالم التليفزيون فى غفلة من الزمن لأسباب عديدة أرجو أن يكون قد حان الوقت لإزالتها، والقضاء عليها قضاء مبرمًا.